متى يهبط تامر حسني من سماء «نجم الجيل» ويعتذر للصحفيين؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

منع.. احتجاز.. ضرب واعتداء.. تكسير كاميرات.. هكذا يمكن وصف طريقة تعامل الأمن مع المصورين ومراسلي القنوات الذين حرصوا على تغطية حفل افتتاح مهرجان "مصر الإنسان"، في مقر جامعة بدر بالقاهرة الجديدة، الذي انطلقت فعالياته مطلع الأسبوع الجاري، وبينما الأمور تسير دون أية مشكلات، حان وقت فقرة نجم الحفل تامر حسني، وتوجه الصحفيون للوقوف في مكان مناسب لنقل الحفل، وهنا واجههم أمن الجامعة الذي منعهم من تأدية عملهم، وقرر احتجازهم في غرف مغلقة، وحينما اعترض الإعلاميون على ما يحدث واشتد الخلاف كان الضرب والاعتداء هما وسيلة رجال الأمن في التعامل مع الموقف، إلى جانب تكسير الكاميرات، وهو الأمر الذي أدى إلى انسحاب بقية وسائل الإعلام من تغطية الحفل.

اقرأ أيضًا.. في ليلة واحدة.. الأمن يضرب الإعلاميين بحفل تامر حسني وشيرين تدلل حسام حبيب

بعدما تناقلت المواقع الإخبارية تفاصيل ما تعرّض له الصحفيون في حفل تامر حسني؛ حاول منظمه وليد منصور، مالك شركة Talent W.M، استيعاب ما جرى، وتدخل لإنهاء المناوشات بين الأمن والبودي جاردات التابعين لتنظيمه، وحاول امتصاص غضب الإعلاميين، فأخبرهم أن تامر حسني يرغب في الاعتذار لهم بنفسه، وأنه سيقوم بتسجيل لقاءات معهم، لكن في فندق آخر بنفس المنطقة، وهو ما وافق عليه الصحفيون والمراسلون، وبالفعل توجهوا إلى الفندق المتفق عليه، وبعد انتظار أكثر من نصف الساعة، لم يحضر تامر ولا منظم حفلاته، وغادر الإعلاميون الفندق محبطين لعدم تنفيذهم أي مهمة من عملهم، بينما غطّت أخبار الاعتداء على فعاليات الحفل، وعلى أثر ذلك انسحب عدد كبير من الجمهور خوفًا على سلامتهم.

اقرأ أيضًا.. الأمن يعتدي على الصحفيين في حفل تامر حسني بجامعة بدر (صور)

عدد من الصحفيين أعربوا عن غضبهم لما حدث، ودعوا زملاءهم للامتناع عن تغطية أي حفل لتامر حسني؛ فكتبت مراسلة برنامج ON SCREEN، عبير شورى، على "فيسبوك" وقت الأزمة، "إذا ماكنتوش قد التنظيم واحترام الإعلام والصحافة يبقى نصيحة ماتتصلوش بحد وتطلبوا منهم ييجوا يغطوا حفلاتكم وبعد كده تبهدلوهم وتكسروا الكاميرات، اللي حصل في حفلة تامر حسني حاجة أقل ما يُقال عنها قلة أدب بجد، عيب اللي اتعمل ده، وللأسف رغم تكسير الكاميرات وحبس الصحفيين لحد دلوقتي داخل حرم الجامعة وضربهم من قِبل بودي جارد منظم الحفل، متأكدة أن الصحفيين هيسكتوا، منظمين الحفلات والبودي جاردات بقوا يضربوا المصورين والصحفيين وللأسف الكل ساكت حاجة تكسف بجد".

فيما كتب الصحفي محمد شميس: "الصحفي اللي يروح بعد كده يغطي حفلة لتامر حسني ولا يعمل عنه خبر في المكان اللي شغال فيه يبقى يستاهل اللي يجراله.. اعملوا لنفسكم شوية كرامة بقى"، وكتبت الصحفية بسمة شطا: "غير مسموح لأي بني آدم في الوجود إنه يتعامل بشكل غير محترم مع صحفي أو مراسل أو مصور، واللي حصل معانا في حفلة تامر حسني هو قلة أدب وشغل همجي، بداية من إنهم يحبسونا في أوضة وصحفيين يتضربوا وتتكسر كاميراتهم".

اقرأ أيضًا.. منظم حفل تامر حسني ينفي مسؤوليته عن تكسير كاميرات الصحفيين (صور)

سوء التنظيم من جانب شركة Talent W.M، وتحمل منظم الحفل وليد منصور مسئولية ما حدث بصفته المسئول الأول والأخير عن خروج الحفل بشكل لائق، دفعه لتقديم بيان صحفي اعتذر فيه عمّا جرى، وذكر أن 60% من نجاح حفلات تامر حسني يرجع إلى الصحافة والإعلام، وأكد أن شركته ليس لها علاقة بما حدث، إنما هي كيان يخدم حفلات تامر داخل مصر وخارجها، وكذلك عدد من كبار نجوم الشرق الأوسط، واعتبر ما جرى مع الصحفيين سببه أفراد أمن الجامعة "غير المؤهلين"، مشيرًا إلى أن الجامعة نفسها قدّمت تعويضًا لخسائر المصورين الذين تم تكسير كاميراتهم، فيما تنازلت الجامعة عن التلفيات التي وقعت فيها، وتم حل الأزمة بشكل ودي بين الطرفين خارج موقع الحفل.

أول رد فعل لتامر حسني كان غريبًا، حيث وجه الشكر للقائمين على حفله عبر صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، وفي مقدمتهم أفراد شركة Talent W.M ومالكها، وتجاهل في منشوره واقعة الاعتداء تمامًا، وأعرب عن سعادته بتكريمه من إدارة الجامعة، وما إن زاد الهجوم ضده حتى أصدر "تامر" بيانًا بلهجة حادة "زادت الطين بلةً"، حيث أصر خلاله على أن يُنكر وجود أي علاقة له بما حدث، وهو أمر على خلاف الحقيقة، ووصف الاعتداء على الصحفيين بـ"سوء تفاهم"، واستخدم ألفاظًا لا تليق على الأقل بلقبه الذي منحه لنفسه "نجم الجيل"، كما أن استخدامه جملة "بعض المواقع لازم تحط اسمي في جملة مفيدة" يُشعرك كأن الصحافة ستزداد قيمةً كلما ذكرت اسمه، معتبرًا الحديث حول الواقعة بـ"الظيطة"، ويُشير إلى أنه لا يمتلك حراسا شخصيين رغم أن الجميع يعرف أن ذلك على عكس الحقيقة، بل والأهم من ذلك أن شركة Talent W.M تعمل في الأساس على تنظيم حفلاته، وهي تمتلك الكثير من "الجاردات" ووظيفتهم الأساسية تأمينه، ويؤكد "تامر" أنه لم يعد أي صحفي بالتسجيل معه عقب الحفل، في حين أن منظم حفلاته من ادعى عليه ذلك لخداع الصحفيين، ويواصل درسه الأخلاقي الذي يُقدّمه لنا بالقول: "المدرسة القديمة دي حمضت بجد"..

نعم تامر فهمنا الدرس ونأمل أن تفهمه أيضًا وتعتذر!

لا ننكر على تامر حسني موهبته وحضوره ونجاحه الإقليمي وليس "العالمي" كما يدعي، ولكنه يبدو كأنه طفل رضيع يُمسك بـ"الببرونة" ولا يشبع أبدًا، كما شبهه الناقد طارق الشناوي، يعتبر نفسه منذ نحو ثماني سنوات "أسطورة القرن"، ولا ندري كيف أنه لم يشك للحظة واحدة ما الذي من الممكن أن تقدمه الدنيا من أساطير في التسعين عامًا التالية على تتويج نفسه باللقب، عليه أن يدرك أن في التعالي على الآخرين والمكابرة في الخطأ "سُم قاتل".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على