بعبارة أخرى حين يتفرّغ النقاد.. للتدريب!!

حوالي ٦ سنوات فى المدى

 علي رياح
في حزيران من عام 2011 أعلن السير أليكس فيرغسون تعاقده مع حارس اتلتيكو مدريد الشاب دافيد دي خيا، ليخلف مَـنْ في المانيو في علياء شأنه؟ ليخلف أسطورة حراسة المرمى الهولندي أدوين فان دير سار!!واعترف ربما للمرة العاشرة، أن هذا الخبر دفعني تماماً إلى سوء التقدير، إن لم أقل سوء النظر.. فكتبت مقالاً تحت عنوان: العين (بصيرة).. واليد قصيرة!!.. قلت فيه: لماذا يدفع فيرغسون مبلغ 19 مليون جنيه استرليني في حارس يفترض أنه بعد كم شهر سيجري عمليه لتصحيح البصر، فهو بهذا سيكون صغيراً وموضع التشكيك في فريق كبير!!كتبت في ذلك المقال بقلم الناقد ونسيت أننا نتوهّم كثيراً حين نتخلى عن كلماتنا وأقلامنا ونرتدي لبوس المدربين، وقلت: لم تكن موافقة النادي الأم سهلة، لكن المدرب فيرغسون أصرّ على الاستعانة بهذا الحارس كأفضل بديل للعملاق الهولندي المعتزل أدوين فان دير سار.. أصرّ (السير) وألحّ كثيراً ولم يستمع إلى أصوات معاونيه بضرورة التريث للتأكد مما يجري على الألسنة التي تقول إن دي خيا يعاني (بُعد النظر) أي صعوبة رؤية الأشياء القريبة، وهو لهذا سيكون مشكلة حقيقية للشياطين الحمر، فيما إذا صدقت الأقوال!وفي ذلك المقال كنت أقول بالنص: ضجة متصاعدة حول دي خيا.. وفي أمكنة أخرى من العالم يجري ما هو أسوأ، فليس هنالك – على سبيل المثال – نادٍ عراقي يفرض على لاعبيه خوض الفحوصات الأولية الواجبة.. وأعرف اثنين من حراس المرمى المهمين في العراق يعانيان خللاً في الرؤية، ولا داعي لكشف المستور.. وقبل سنوات وظـّف مدرب كبير نقطة الضعف هذه في إحدى معاركه مع حارس مرمى فريقه، فحين وصلت العلاقة بين الحارس والمدرب إلى طريق مسدود، صاح الأخير على مسمع من الآخرين: يا ناس، يا عالم.. هل رأيتم حارساً للمرمى يعجز عن رؤية الأجسام الكبيرة فكيف سيتمكن من رصد كرة مصوّبة نحوه؟!ولكن بعد عدة شهور، ثم عدة سنوات كان لابد من اعتراف يبدو متأخراً، لابد من القول اليوم: هيهات.. فالسير اليكس فيرغسون يبقى السير اليكس فيرغسون.. علم وفهم وتجربة، كأنه يدرب الكرة في عالم آخر لا علاقة له بعوالم كل المدربين الآخرين في العالم!كان انطباعي مغلوطاً تماماً تماماً وهذا ما أثبته دي خيا (منقذ) الشياطين من ألف هدف وهدف بعد (309) مباريات لعبها مع المانيو.. أين يمكن أن يقف انطباعي إزاء تجربة مَهولة وبعد نظر لا نظير له يملكه فيرغسون الذي لم يسلم قبل 7 سنوات من انتقادات كتّاب كثيرين لتعاقده مع دي خيا، ولكن الرجل ضحك ويضحك من ملء قلبه فرحاً بحسن اختياره، وبقصر نظر النقاد أو الكتّاب في كرة القدم ممن يرتدون بذلة التدريب في لحظة عاطفة أو سخط أو خصومة!!

شارك الخبر على