ازدواجية أردوغان.. يهاجم أمريكا وروسيا لدعمهما الإرهاب ويؤيدهما في سوريا
أكثر من ٧ سنوات فى التحرير
يوما بعد يوم يتضح الموقف التركي المتقلب حول الأزمة السورية، ما بين التعاون مع روسيا، المتحالفة مع الأسد، ومحاربة الولايات المتحدة متمثلة في التنظيمات الكردية، وما بين تأييد العدوان الثلاثي على سوريا.
أول من أمس، أصدرت الخارجية التركية، بيانًا رحبت من خلاله بالضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا على مواقع عسكرية في سوريا، وذلك عقب اتهام الرئيس السوري بشار الأسد بتوجيه ضربات كيماوية على الدوما في سوريا.
وقال البيان: "نرحب بالعملية العسكرية التي ترجمت مشاعر الضمير الإنساني بأسره في مواجهة الهجوم الكيماوي على دوما" وذلك وفق ما نقلته وكالة الأناضول التركية.
اقرأ أيضًا: بعد تصعيد «الناتو».. هل تتلقى روسيا طعنة من أردوغان مجددًا؟
كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد صرح في وقت سابق بأن العلاقات التي تجمع بلاده مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، لن تمنع الحكومة التركية من قول الحق، موضحا أن كل من يدعم نظام الأسد مخطئ.
وأكد أن بلاده ستواصل سياستها الرافضة لكل من يدعم الأسد وكذلك من يدعم التنظيمات الإرهابية، مضيفًا "بالتأكيد لا نفكر فى توجيه السلاح نحو حلفائنا، ولكننا ننصحهم كأصدقاء بعدم مساندة الإرهاب".
ليس هذا فحسب، بل اعتبرت تركيا أن الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، هي "حرب كلامية" بالدرجة الأولى، وتشكل الجزء الناقص من الحرب الباردة التي تركت كثيرًا من الملفات العالقة.
تصريحات أردوغان، جاءت عقب فترة كبيرة من تأييده العلني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد، باعتباره ضمن الحلول الأساسية للأزمة الإنسانية في سوريا.
المثير في الأمر أن تركيا تحارب التنظيمات الكردية في سوريا، والتي تحصل على الدعم الكامل من جانب واشنطن، وهو ما تسبب في نشوب خلافات كبيرة بين أنقرة وواشنطن خلال الفترة الماضية.
اقرأ أيضًا: الغوطة الشرقية تنفض الإرهاب.. ومساع حثيثة لإعادة الإعمار
وتوقع خبراء نشوب مواجهة عسكرية على الأراضي السورية بين الجانبين، أثناء محاولة الجيش التركي دخول مدينة منبج السورية، بسبب وجود قواعد عسكرية أمريكية على الطريق، بحسب الشرق الأوسط.
خلاصة القول، إن أردوغان يحاول عدم خسارة علاقاته مع روسيا مجددًا، خاصة مع إبرام صفقة نظام "إس 400" للدفاع الجوي، بعد توتر كبير بين البلدين في أعقاب إسقاط تركيا لمقاتلة روسيا على الحدود السورية عام 2014.
ويتضح من المواقف المختلفة لأردوغان، محاولته عدم خسارة روسيا عبر التعاون معها في سوريا، وعقد اللقاءات التي تجمع الرئيس التركي بنظيريه الإيراني والروسي، وفي نفس الوقت يحاول عدم خسارة النظام الأمريكي عبر تأييد الضربة التي استهدفت مواقع عسكرية سورية.
اقرأ أيضًا: الاحتلال العثماني التركي لسوريا.. «حقوق الإنسان» في قبضة أردوغان
لكن ما أثار الاهتمام، هو تأييد أردوغان للضربة التي شاركت بها فرنسا، خاصة أن الأخير اتهم رئيسها إيمانويل ماكرون منذ أيام بمعاداة تركيا، وذلك إثر استضافة وفد "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل مقاتلون أكراد أحد أركانها الرئيسية، الأمر الذي تسبب في توتر العلاقات بين البلدين، بحسب "سي إن إن".
نائب مدير معهد الأبحاث والعلاقات الدولية بباريس، قال: إن "التقارب بين تركيا وروسيا الذي انطلق في صيف عام 2016 أدى إلى السماح لأنقرة بأن تعود إلى قلب المبادرات الدبلوماسية الهادفة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية"، وفقًا لـ"فرانس برس".
وأكد أن الأيام المقبلة ستثبت ما إذا كانت تركيا ستستمر في دعم الموقف الأمريكي من الأزمة السورية، أم أنه سيعود إلى روسيا مرة أخرى، خاصة مع استمرار عملياته ضد القوات الكردية المدعومة من واشنطن هناك.