«فلج الملكي» يؤكد عراقة التاريخ العُماني في جامعة السلطان قابوس

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط -نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بجماعة التاريخ والآثار وبالتعاون مع اللجنة الرئيسية لملتقى إزكي الثقافي أمس «الخميس» ندوة أعلام ومعالم ولاية ازكي تحت عنوان «أفلاج ازكي (فلج الملكي نموذجا)» ضمن فعاليات ملتقى ازكي الثقافي الثالث «ازكي.. تراث وحضارة».وتأتي هذه الندوة التي رعاها معالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية لتسلط الضوء على فلج «الملكي» المدرج ضمن التراث العالمي باليونيسكو متضمنة جلستين وست أوراق عمل قدمها مختصين من خارج الجامعة.وفي تصريح له قال معالي عبد العزيز الرواس: إن «عمان ينبوع حضاري متجدد وأصيل، وبلاد ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، تنتشر في كل الجانب الشرقي من الجزيرة العربية من حضرموت إلى تخوم الكويت والاحساء». مؤكداً على أن هذا الانتشار التاريخي العميق والآثار الهائلة والمنتشرة في كل أنحاء عُمان بملايين السنين يشهد على عظمة وإبداع الإنسان العماني.وأضاف معاليه: «عُمان دائما مزدهرة بشبابها وبخيراتها وثرواتها وبأمنها وأمانها.. ولن يؤثر فيها شيء أبداً مهما عبث العابثون أو حاول المغرضون».وفي حفل افتتاح الندوة قال سعادة يونس بن علي المنذري، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية ازكي ورئيس اللجنة المنظمة للملتقى، «إن الندوة العلمية « أعلام ومعالم ازكي « ستكون أول برامج ملتقى ازكي الثقافي الثالث لتبسط الحديث عن حقائق انطفأت في غفلة الزمن من عقول الأجيال فلم يعد يدركوا من هذا المَعْلَم إلا الاسمَ والرسم».وقال الدكتور حمود بن خلفان الحضرمي عميد شؤون الطلبة أنه تقديرا لأهمية فلج الملكي تم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي في العام 2006 مع أربعة أفلاج أخرى في عمان. مشيرا إلى الروايات التي تذكر أن هذا الفلج كان يمتد عطاؤه إلى ولاية أدم وما تزال بعض سواقيه ماثلة للعيان. وأضاف د.حمود: «تعد هذه الندوة ثراءً فكريًا سترفد المكتبة العمانية بما ستقدمه من مطبوعات علمية وأدبية».وقدم المتحدث الرئيسي للندوة المهندس إسماعيل بن إبراهيم السرحني مدير إدارة الشؤون القانونية بوزارة النفط والغاز ورقة عمل بعنوان (فلج الملكي.. إرث إنساني وتحديات من أجل البقاء) متحدثًا خلالها عن العوامل المؤثرة على الوضع المائي وهي الطقس وما يميزه من حرارة وتبخر، الأمطار، استهلاك المياه واستخداماتها، الميزان المائي، والأفلاج.وأعطى المهندس السرحني نبذة مختصرة حول الأفلاج أنواعها وتوزيعها، وذكر أن ولاية ازكي لوحدها تتضمن 106 أفلاج. كما تحدث بالتفصيل عن «فلج الملكي» وعرض بيانات إحصائية حول الفلج. وكذلك تطرق إلى التحديات التي تواجه الفلج قائلًا «لا يهمنا أن يكون الفلج ضمن سجل التراث العالمي باليونسكو بقدر ما يهمنا أن نحافظ على هذا الفلج وأن يبقى متدفقًا للأبد»، وأخيرًا قدم مقترحات للحد من تلك التحديدات.وفي الجلسة الأولى عرض هلال بن عامر القاسمي، كاتب وباحث في التاريخ والآثار ونظم الري القديم وعلم الاجتماع دراسته حول (التتبع الجغرافي لفلج الملكي (دراسة ميدانية)) والتي تتبع خلالها مسار فلج الملكي الجغرافي، وكشف الأسلوب الهندسي لعمارة الفلج، وحصر عدد السواعد وطولها وأعماقها، وتحديد منطقة أمهات السواعد الرئيسة. كما قام القاسمي بالبحث عن معالم الفلج والنظام العام المتبع في الري والتوزيع واكتشاف بعض المعلومات والبيانات المعروفة عن الفلج وإثبات حقيقتها مثل عمق الفلج وغير ذلك، بواسطة التتبع الميداني الجغرافي وجمع المعلومات من أهل الفلج والعارفين به ووكيل الفلج.وقدم د.ناصر بن عبدالله الصقري، من وزارة التربية والتعليم ورقة عمل عن بحثه (وثائق الأفلاج العمانية مصدر لدراسة الحياة الاقتصادية والاجتماعية (وثيقة فلج الملكي نموذجا)) مؤكدًا في حديثه على أن وثائق ونسخ الأفلاج العمانية تعد من المصادر المهمة لكتابة التاريخ الحضاري العماني، لا سيما في ظل الشح في المصادر التي تناولت تاريخ عمان الحضاري. وسلط الدكتور الصقري الضوء على وثائق الأفلاج باعتبارها مصدرا للكتابة عن الحياة الاقتصادية والاجتماعية، متخذاً من وثائق فلج الملكي نموذجاً لذلك. وتضمنت الورقة عرضاً لبعض جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية في ولاية ازكي من خلال ما تضمنته وثائق فلج الملكي، ففي الجانب الاقتصادي تمدنا هذه الوثائق بالعديد من المواضيع المهمة كطريقة توزيع حصص مياه الفلج، والمصطلحات المستخدمة في ذلك، وأسماء الأراضي الزراعية، ومالكيها. وفي الجانب الاجتماعي، تمدنا الوثائق بإشارات مهمة حول الوقف والجوانب التي يشملها، والجهات المستفيدة منه، كما تعطينا وثائق فلج الملكي معلومات قيمة عما كان يوصي به الأئمة والمشايخ من مياه الفلج والجوانب الاجتماعية التي كانت تصرف فيها كالتعليم، والمعوزين من فقراء المسلمين، وغيرها من وجوه البر والإحسان.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على