العدوان الثلاثي على دمشق.. انتقام للشعب السوري أم استعراض عسكري؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

تمام الثانية فجرًا بتوقيت لندن، حانت ساعة الصفر، لقوات التحالف الثلاثي «الأمريكي- البريطاني- الفرنسي»، لتضرب طائراتهم موعدًا مع تدمير العاصمة السورية -دمشق- وعدد من القواعد والمقرات العسكرية هناك، بنحو 120 صاروخًا.

فهل استشاطت دول التحالف غضبًا نتيجة إطلاق نظام بشار الأسد أسلحة كيميائية ضد شعبه -حسب زعمهم-؟ أم كانت للضربة أهداف أخرى؟ كإقصاء وتقويض الدور الإيراني وحزب الله في سوريا؟

قوات التحالف تكشف التفاصيل

وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، ذكر أن الضربات استهدفت 3 مواقع مرتبطة ببرنامج النظام السوري للأسلحة الكيماوية، واستغرقت نحو 50 دقيقة.

وأن طائرات ميراج الفرنسية وتورنادو البريطانية وقاذفات (بي-1) الأميركية، إضافة إلى سفينة حربية أميركية في البحر الأحمر شاركت في الضربات.

كما قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان إن "المساهمة البريطانية في العمل المنسق، نفذته 4 طائرات مقاتلة طراز تورنادو جي آر 4، تابعة لسلاح الجو الملكي".

وأضافت أن تلك المقاتلات "أطلقت صواريخ ستورم شادو على مجمع عسكري، هو عبارة عن قاعدة صواريخ قديمة على بعد 24 كلم غرب حمص".

وبثت الرئاسة الفرنسية شريطا مصورا على "تويتر"، عرض ما وصفته بطائرات حربية من طراز "رافال"، تقلع للمشاركة في عملية استهدفت منشآت للأسلحة الكيماوية تابعة للحكومة السورية.

تنسيق أمريكي - روسي

أكد الدكتور عبد الخبير عطا أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، أن تلك الضربة العسكرية جاءت بعد تفاهم بين الدول الثلاث مع روسيا، وتم تحديد الأماكن التي سيتم ضربها، والدليل على ذلك عدم تعرض أي قاعدة أو منشأة روسية للضرب.

وأوضح عطا، أنه تم تأخير توقيت الضربة العسكرية لسوريا، ليعطوا للروس فرصة للخروج من المواقع التي سيتم ضربها.

وفيما يخص الأسباب والرسائل والأهداف الحقيقية لقوات التحالف من الضربة العسكرية، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط إلى أن هدفها الرئيس هو الاستعراض العسكري، وتوصيل رسالة لإيران وحزب الله، وكوريا الشمالية، بعدم اللعب مع تلك القوى الثلاث، مضيفًا أنها رسالة واضحة أيضًا للمواطن الأمريكي، بسبب التهم الموجهة لترامب بالتواطؤ مع الروس، لتحسين صورة ترامب، أمام شعبه.

فبركة لها أغراض عسكرية

«الحديث عن أن الكيماوي هو السبب الحقيقي للضربة العسكرية الثلاثية، مجرد هُراء لا أكثر»، هذا ما قاله السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، مضيفًا أن الدليل على كذب تلك الادعاءات، هو عدم انتظار الدول الثلاث نتائج تحقيقات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهذا دليل دامغ على فبركة أمريكا وحلفائها هذه الادعاءات.

وأردف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العملية لها أغراض حربية معينة، أهمها رد اعتبار للدول التي تؤجج الصراع في سوريا، خاصة بعد الخسارة لأكبر تنظيمين -جيش الإسلام، وفيلق الرحمن-.

بلطجة دولية

أدان النائب طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، العدوان الثلاثي على سوريا بقيادة أمريكا ومشاركة فرنسا وبريطانيا، واصفًا إياه بالبلطجة الدولية والانتهاك السافر للقوانين والمواثيق الدولية.

وأوضح رضوان في تصريحات له، أن الدول الثلاث لها مطامع في الأراضي السورية، تسعى لتنفيذها من وراء العدوان، كما تسعى لبسط نفوذها وإضعاف الجيش العربي السوري وإسقاط سوريا كما سقطت العراق من قبل على يد أمريكا، متوقعًا فشل هذا العدوان قريبًا خاصة في ظل الرفض الروسي والعربي.

شارك الخبر على