حقيقة مشاركة «صباحي» و«أبو الفتوح» في مؤتمر لدعم بشار الأسد

ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير

مؤسسا «الكرامة» و«مصر القوية» يشاركان في مؤتمر دعم المقاومة ببيروت

تحت عنوان "دعم المقاومة ورفض تصنيفها بالإرهاب"، انعقد المؤتمر العربي السابع في العاصمة اللبنانية بيروت، منتصف الشهر الحالي، بحضور أكثر من 300 شخصية سياسية وحزبية ودينية من كافة أنحاء العالمين العربي والإسلامي، بمشاركة المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية في مصر حمدين صباحي، الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، س حزب مصر القوية.

منصة واحدة جمعت بين المرشحين الرئاسيين السابقين وعدد من قادة حزب الله وممثلين عن إيران والحرس الثوري ونظام الرئيس السوري بشار الأسد خلال المؤتمر العربي السابع في بيروت، ما أثار ضدهما حالة من الهجوم الشديد داخل الشارع السياسي على دعمهما للحزب، الذي صنفته جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه كمنظمة إرهابية؛ باعتباره الداعم الأكبر لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وجاء انعقاد المؤتمر بدعوة من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي ومؤتمر الأحزاب العربية وهيئة التعبئة الشعبية العربية، "التي تضم الاتحادات المهنية العربية في بيروت"، بمناسبة حلول الذكرى العاشرة لانتصار المقاومة اللبنانية على العدوان في يوليو 2006، بحضور رئيس المجلس السياسي في حزب الله إبراهيم أمين السيد، وسفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم، وكبير مستشاري المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، وهم شخصيات سياسية وحزبية أكدت وقوفها إلى جانب سوريا في حربها المتواصلة ضد الإرهاب والإرهابيين.

بلاغ يتهمهما بالتخابر مع الحرس الثوري الإيراني

وبعد ساعات قليلة من انعقاد المؤتمر العربي السابع في العاصمة اللبنانية بيروت، تقدم المحامي سمير صبري، أمس الأربعاء ببلاغ لنيابة أمن الدولة العليا، ضد كل من حمدين صباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح، بطلب إدراجهما على قوائم ترقب الوصول، وإحالتهما للمحاكمة العاجلة، عن واقعة التخابر مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

واتهم البلاغ المقدم لنيابة أمن الدولة العليا "صباحي" بدعمه لحزب الله، ما أثار سخط الرأي العام، الذي وصف حزب الله بالقاتل؛ لما ارتكبه من أعمال "إرهابية وإجرامية" عديدة ضد الشعب السوري، بحسب البلاغ، إضافة إلى اجتماعه بمسئول إيراني بالحرس الثوري الإيراني يُدعى الحاج مهدي، ولقبه أبو سجاد، مسئول الاتصال بالشرق الأوسط والذي يقيم في بيروت.

فيتو أبو الفتوح ضد الجامعة العربية 

خلال كلمته الطويلة التي ألقاها الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أمام جموع الحاضرين في المؤتمر العربي أعلن مؤسس حزب مصر القوية أن حزب الله ليس منظمة إرهابية، بل هو حركة مقاومة شعبية دافعت عن بلادها واستردت أرضها بدون أي تنازل للعدو، دون أن تُبرم اتفاقيات السلام معه أو تعترف بحق الكيان الصهيوني في الوجود على أرض فلسطين وأن السلام مع الإحتلال خيارها الإستراتيجي .

واعتبر أبو الفتوح أن مسؤولية الحرب الأهلية في سوريا لا تقع على المقاومة اللبنانية، داعيًا أي مقاومة عربية لمواجهة الخطر الإسرائيلي، ولكن كل طرف مسئول عن أفعاله أمام الأمة وضميره وأن النصر سيكون حليف سوريا، رافضًا في نهاية كلمته العدوان الإرهابي عليها.

جاءت الذكرى العاشرة لانتصار المقاومة اللبنانية على العدوان في آتون حرب أهلية تشمل سوريا والعراق وليبيا، أدت إلى أكبر موجة نزوح ولجوء في العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بعد أن أسفرت عن مقتل أكثر من 300 ألف قتيل، ومليوني بين جريح ومفقود، و4 ملايين نازح بحسب ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة.

صباحي : مصير سوريا في يد المقاومة

فيما أكد المرشح الرئاسي الثاني حمدين صباحي اعتزازه بمشاركته فى الاحتفال بالعيد العاشر للمقاومة اللبنانية ووجه الشكر والتحية لكل من انتصر لأمته ممن ضحوا من أجل مستقبلها، ولكل من يعلم أن تاريخ النضال والمقاومة فى هذه الأمة ممتد يحمله جيل عبر جيل.

وأكد صباحي خلال كلمته بالمؤتمر العربي لدعم المقاومة أن مصر وسوريا كانتا وستبقيان موحدة التراب والشعب والإرادة ضد العدوان الأجنبى عليها، مع وحدتها وعروبتها وحقها فى أن تختار مصيرها بإرادتها، وضد كل تدخل يجرى فى هذا البلد الغالى علينا، مضيفًا:"اعلموا أن مصر فيها الخير دائمًا، وأعلموا أن قلب مصر وإرادة شعبها مع المقاومة".

وذكر صباحي في تصريحات صحفية أن هذا المؤتمر يأتي عقب موجة تعليقات وردود أفعال متباينة حول زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الأخيرة لرئيس وزراء دولة الاحتلال الصهيوني، والتي تكشف هبوط أداء السلطة في مصر من التسوية غير العادلة إلى التصفية غير الأخلاقية للقضية الفلسطينية .

وجاء في نص البلاغ المقدم إلى نيابة أمن الدولة العليا الذي تقدم به المحامي سمير صبري أن حمدين صباحي التقى على أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني على خامنئي على هامش المؤتمر الذي أكد من خلاله على وجوب تكامل المقاومة مع مشروع نهضوي حقيقي، ذلك أنها أعلى من أي محاولة لتحجيمها في إطار طائفية أو دينية.

حزب الله الظهير العسكري لنظام بشار

اللافت خلال المؤتمر، حضور إيران بقوة، متمثلة في تواجد رئيس الحزب الثوري الإيراني، ويعد حزب الله، ذراع سياسيًا وعسكريًا لـ"إيران"، ويتفاخر حسن نصر الله، أمين الحزب، بهذه العلاقة الوطيدة.

الحزب أحد أكبر الداعمين للنظام السوري والمشاركين في الحرب الأهلية السورية الجارية عبر السماح له بالتدخل العسكري في سوريا.

كما شارك الحزب في عدد من المعارك إلى جانب النظام السوري، أبرزها معركة القصير وسط اتهامات ناشطين سوريين للحزب بالمشاركة في عمليات قمع المحتجين السلميين على قمع النظام منذ بداية الثورة في منتصف شهر مارس 2011، فضلًا عن تجنيد الحزب شبابًا دول مجلس التعاون الخليجي، بحسب ما صرح به الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني؛ للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف.

ونشرت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية، تقريرًا يتهم الحزب بارتكاب جرائم حرب في سوريا، موضحة أن قتلاه في تلك الحرب تجاوزوا 1000 قتيل، بما يتجاوز خسائره في حرب تموز 2006.

كما خرج "نصر الله" مرارًا في خطابات متلفزة، تعهد خلالها بدحر أسماه "التمرد"، والإبقاء على نظام بشار الأسد، قائلًا إن سوريا ظهر المقاومة وسندها، ولا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي وتسمح للتكفيريين بكسر عمودها الفقري.

مطالبات بالاعتذار 

عدد من القوى السياسية والحزبية أعلنت رفضها دعم "حزب الله"؛ كونها صنفت منظمة إرهابية محظورة من قبل الجامعة العربية، مطالبين صباحي وأبوالفتوح بتقديم الاعتذار للأمة الإسلامية والعربية على مصافحتهم لممولي الإرهاب في سوريا والدول العربية وجلوسهم معًا على مائدة واحدة للحوار.

من جانبه، قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إنه كان أولى بالمرشحين المصريين السابقين لرئاسة الجمهورية أن ينسحبا أمام الجميع احتراماً لدماء آلاف الأبرياء من الشعب السوري في مؤتمر يدعم حزب الله الذي ارتكب جرائم دموية ضد مدنيين في سوريا ويحضره سفير سوريا في لبنان وقادة الحرس الثوري الإيراني وهذا ما لم يحدث.

وأشار زهران إلى أن مشاركة حمدين صباحي وأبوالفتوح في مؤتمر عربي يحضره قادة المخابرات الإيرانية وحزب الله يحمل في داخله توصيل رسالة قوية بأنهما يؤيدان إيران وأذرعها في العبث بأمن المنطقة العربية ودعم ومساندة منظمات إرهابية دولية. 

مصر القوية ينفي

في المقابل نفى حزب مصر القوية في بيان له اجتماع رئيس الحزب بقائد الحرس الثوري الإيراني، عبر المتحدث الإعلامي للحزب ممدوح الشايب والذي أصدر بيانًا أول أمس جاء فيه أن مشاركة أبو الفتوح بالمؤتمر العربي كانت إيمانا بأن طريق الحوار يجب أن يظل مفتوحا مع كافة أطراف المقاومة رغم الخلافات مع بعض مواقفها السياسية، نافيًا إجتماع رئيس الحزب مع قيادات الحرس الثوري في الغرف المغلقة، إنما كانت مجرد مشاورات ولقاءات عادية داخل القاعة أمام جميع الحاضرين، وذلك في إطار دعم المقاومة والقضاء على الإرهاب والإستبداد والعدوان الإسرائيلي على فلسطين .

وأوضح ممدوح الشايب، المتحدث الإعلامي لحزب مصر القوية أن مشاركة أبوالفتوح في المؤتمر العربي السابع في بيروت كان الهدف الرئيسي منه هو دعم المقاومة والوقوف في وجه الإستبداد والظلم في حضور الكيانات الحزبية والسياسية العربية والإسلامية، مضيفًا أن هناك فارقًا كبيرًا بين دعم القضية الفلسطينية ومقاومة الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية والدور الكبير الذي يقوم به حزب الله في ذلك وبين ما يفعله الحزب في سوريا من قتل وتصفية لمدنيين أبرياء وهذا ما يستنكره الحزب ويرفضه الجميع.

وأكد الشايب في تصريحات خاصة أن أبوالفتوح يعتبر أحد مؤسسي المؤتمر العربي لدعم المقاومة في الثمانينات مع رفض كل ما يقوم به حزب الله داخل الأراضي السورية، رافضًا تصنيفه بالمنظمة الإرهابية نظرًا لدوره القومي في الدفاع عن القضية الفلسطينية على مدار السنوات الماضية.

شارك الخبر على