هل تشعل سوريا الصراع بين إسرائيل وحزب الله؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

يترقب لبنان تطورات الأحداث السورية، في حال نفذت الولايات المتحدة الأمريكية تهديداتها بتوجيه ضربات عسكرية إلى مواقع استراتيجية تابعة للنظام السوري، خاصة أن القوات الإيرانية ومقاتلي "حزب الله" جزء أساسي من الأهداف الأمريكية في سوريا.

وتتجه الأنظار إلى جنوب لبنان فى انتظار شن ضربات عسكرية أمريكية على سوريا، نظرًا لأن ذلك سيمنح حزب الله دافعًا أكبر للقيام بعملية ضد إسرائيل.

مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية، سامي نادر، أكد أن تداعيات ما قد يحدث في سوريا على لبنان أصبح أكثر خطورة، لأن المواجهة الأمريكية أصبحت مع إيران، وطالما أن حزب الله جزء من المنظومة العسكرية الإيرانية، فإن ذلك سيعرض استقرار لبنان للخطر.

اقرأ أيضًا: لماذا قصفت إسرائيل مطار التيفور السوري؟ 

ويبدو أن استخدام الكيميائي في دوما، فتح الباب أمام جميع الدول للتدخل الواسع في سوريا، خاصة إسرائيل التي تستفيد من الحشد الدولي ضد نظام الأسد، بحسب الباحث الاستراتيجي.

صحيفة "الشرق الأوسط"، رأت أن تل أبيب تسعى إلى وقف التمدد الإيراني وعدم السماح بالجسر البري، ووجود صواريخ إيرانية في سوريا ولبنان تهدد الأمن القومي للدولة العبرية، وعدم السماح لطهران ببناء قواعد بحرية في البحر المتوسط. 

الأزمة التي نحن بصددها أن إسرائيل ليست معنية برحيل بشار الأسد، بقدر ما يعنيها رحيل إيران عن سوريا، وتقليص نفوذها في لبنان، وبالتالي فإن حزب الله سيكون رأس حربة الرد على الضربات الغربية في سوريا انطلاقًا من جنوب لبنان، بحسب الباحث الاستراتيجي.

احتمالات المواجهة بين إسرائيل وحزب الله كبيرة، خاصة مع توعد إيران بأن مقتل إيرانيين جراء قصف تل أبيب لمطار التيفور في ريف حمص، لن يمر دون رد، بحسب تصريحات مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي.

اقرأ أيضًا: إسرائيل تعاقب سوريا.. ولبنان تندد والمعارضة الإيرانية ترحب 

ويبدو أن إسرائيل لا تبالي بتهديدات إيران، ليخرج رئيس أركان الجيش الإسرائيلي جادي أيزنكوت، للتأكيد على أن الحرب المدمرة ستأتي على حزب الله، وأنه في حال اندلاعها لن تكون مثل سابقتها، وإن كل ما يقع تحت استخدام حزب الله في لبنان سيدمر فى بيروت وحتى آخر نقطة في الجنوب، بحسب موقع "رام الله".

على جانب آخر، اعتبر النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، أن الأمر يتوقّف على حجم الضربة الأمريكية الفرنسية في سوريا، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

وقال "بيضون": "إذا اقتصر الأمر على ضرب المطارات العسكرية والمواقع التابعة للنظام فحسب، فإن احتمالات الحرب ليست سريعة، لكن إذا استهدفت القوات الإيرانية، فإن حزب الله سيكون أداةً إيرانيةً لفتح حرب مع إسرائيل". 

المعلومات تشير إلى أن أمريكا وإسرائيل عازمان على إنهاء كل المواقع الإيرانية في سوريا، لكن "طهران" لن تقبل بإنهاء دورها في الأراضي العربية، وفقًا للبرلماني.

اقرأ أيضًا: هل يعرقل «كيماوي دوما» خطط ترامب للانسحاب من سوريا؟ 

المثير في الأمر، أنه كان هناك توقعات بأن تندلع الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل عام 2019، إلا أن مجريات الأمور تبدو متسارعة، خاصة مع إصرار الغرب على طرد إيران من سوريا.

ما نود الإشارة إليه أنه لا يمكن للبنان أن يبتعد عن الأحداث القادمة في سوريا، نظرًا لأن إسرائيل توعدت باحتمالية تنفيذ عملية عسكرية في لبنان، بحسب مدير معهد الشرق الأوسط.

الباحث اختتم قوله: بأن ما يمثل خطورة حاليا أن الضربة الإسرائيلية على مطار التيفور السوري، جاءت بالتزامن مع التهديدات الأمريكية ضد بشار الأسد، وهو ما قد يعجل المواجهة العسكرية التى قد تطال "لبنان".

كان لبنان قد أدان الغارات التي تعرضت لها سوريا، مؤكدا مواقفه السابقة، بوجوب عدم استعمال الأجواء اللبنانية للاعتداء على سوريا.

جدير بالذكر أن الطيران الإسرائيلي استهدف مطار التيفور في ريف حمص، بعدة صواريخ ردا على ادعاءات ارتكاب نظام بشار الأسد مجزرة جديدة بحق المدنيين في مدينة دوما باستخدام الأسلحة الكيميائية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

شارك الخبر على