كيف استغلت إسرائيل هجوم دوما الكيماوي لصالحها؟

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

من المتوقع أن يتناول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حفل مؤسسة "ياد فاشيم" بمناسبة ذكرى بدء محرقة اليهود، المقرر لها ليلة الأربعاء، موضوعًا مفاده أن أحد دروس المحرقة هو أن إسرائيل لا يمكنها سوى أن تعتمد على نفسها.

وإذا كانت إسرائيل مسؤولة فعلًا عن الهجوم الذي وقع قبل فجر الأحد الماضي، على قاعدة التيفور الجوية بالقرب من حمص في سوريا، كما قال الروس والسوريون والإيرانيون، فإنها تعد علامة على أن نتنياهو يعني ما يقوله حقا في خطاب كل عام.

صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أشارت إلى تحذيرات نتنياهو وكبار أعضاء حكومته المتكررة خلال الأشهر الأخيرة، من أن إسرائيل وضعت خطوطًا حمراء في سوريا، وأحدها هو أنها لن تقبل أو تسمح لإيران بتأسيس وجود عسكري دائم هناك.

اقرأ المزيد: من المسؤول عن قصف مطار التيفور السوري؟

واستمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنتنياهو وهو يقول ذلك في عدد من اللقاءات المباشرة والمحادثات الهاتفية، لكنه لم يفعل شيئًا لكبح التقدم الإيراني داخل سوريا.

وعلى العكس من ذلك، التقى الأسبوع الماضي في أنقرة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويبدو أنهم بدأوا في تقسيم سوريا بينهم.

كما استمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضًا إلى حديث نتنياهو عن مخاوف إسرائيل وخطوطها الحمراء في سوريا، ومع ذلك، فقد أعلن ترامب الأسبوع الماضي عن رغبته في إعادة 2000 جندي أمريكي إلى موطنهم في أقرب وقت ممكن، وهو أمر من شأنه أن يترك فراغًا كبيرًا داخل سوريا، وستكون إيران هي الأقرب لملئه.

وأكدت الصحيفة أن هذا دليل على أن "الولايات المتحدة وروسيا" لن تزيلا مخاوف إسرائيل في سوريا، وإذا كانت تل أبيب جادة في منع إيران من إقامة قاعدة عسكرية دائمة هناك، فعليها أن تفعل ذلك بنفسها.

اقرأ المزيد: لماذا قصفت إسرائيل مطار التيفور السوري؟

وأضافت أنه إذا كانت إسرائيل هي من تقف وراء هجوم يوم الاثنين، فلا بد من النظر إليه في سياق اجتماع الأسبوع الماضي في أنقرة، حيث يوجه الهجوم رسالة واضحة للجميع، لا سيما الإيرانيين، وهي رغم ما اتفقتم عليه جميعكم في تركيا، وبغض النظر عن قراراتكم حول تقسيم سوريا، فإن لإسرائيل مصالح ورأيها الخاص، وتعتزم الدفاع عنها.

وبالنظر أيضًا إلى التوقيت الذي نُفذ فيه الهجوم، إذا كانت إسرائيل هي من نفذته فعلًا، فمن الممكن الكشف عن الطريقة التي تعمل بها إسرائيل، وهي "لا تهدر أي فرصة لتنفيذ هجوم".

فعندما حاول الإيرانيون إرسال طائرة استطلاع بدون طيار إلى إسرائيل في فبراير الماضي، استغلت إسرائيل هذا الأمر، وردت بهجوم يقال: إنه دمر ما يقرب من نصف الدفاعات الجوية للرئيس السوري بشار الأسد.

وبعد الهجوم المزعوم للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين في دوما يوم الأحد، استغلت إسرائيل توقع العالم بما في ذلك الروس والإيرانيون والسوريون، هجوم أمريكي انتقامي ضد القاعدة الجوية التي خرج منها الهجوم الكيمياوي، واعتبرته فرصة لشن غارات عليها.

اقرأ المزيد: هل يعرقل «كيماوي دوما» خطط ترامب للانسحاب من سوريا؟

وقالت "جيروزاليم بوست": إن "هذا يرجع لسببين أساسيين، الأول: لن يكون من المتوقع أن تكون قاعدة التيفور الجوية الواقعة بالقرب من حمص، التي يستخدمها الإيرانيون، الهدف الأول لهجوم انتقامي بعد الهجوم الكيماوي المزعوم من قبل قوات الأسد في دوما البعيدة عنها.

والسبب الثاني: أن العالم قد يكون أكثر تسامحًا لقبول الهجوم على قاعدة جوية في أي مكان في سوريا بعد أقل من 24 ساعة من استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية ضد النساء والأطفال".

شارك الخبر على