مطربون عرب رفضوا اللهجة المصرية.. نجوى كرم لما الهضبة يغني باللبناني

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

"مصر هي هوليوود الشرق".. جملة ليست للتفخيم أو للتفاخر بالذات، لكنها حقيقة تتجلى في أن الفنان يولد في بلاده ويتعلم الغناء والتمثيل لكنه لا ينال شهرته إلا من خلال مصر، ولذا فدائمًا كان الغناء باللهجة المصرية، هو البوابة الأولى التي يسلكها أي مطرب عربي لتحقيق الشهرة والنجاح، فإن تمكن من كسب تأييد ودعم الجمهور المصري، فإن نجاحه في الوطن العربي أصبح مُحققًا، ورغم ذلك، هناك عدد من المطربين العرب رفضوا الغناء باللهجة المصرية، اعتزازًا منهم بلهجتهم الأم تارة، ومحاولة نفي الحقيقة السابق ذكرها تارة أخرى.

نجوى كرم
منذ أن أعلنت الفنانة اللبنانية نجوى كرم، لأول مرة عام 2008، رفضها الغناء باللهجة المصرية، حتى يغني الهضبة عمرو دياب، باللهجة اللبنانية، وتعرضت للهجوم في مصر أكثر من مرة، ما جعلها تغيب 8 سنوات كاملة عن إحياء أي حفل غنائي بها، حتى أطلت على جمهورها المصري في ختام مهرجان "مرتفعات طابا للربيع"، ومثّل الحفل فرصة لها من أجل توضيح رأيها للجمهور المصري.

وقالت: "كل فنان حريص على الهوية العربية وخص وصية كل بلد عربي، ويعلم جيداً أنه إذا لم يصبح متمكنا تماما مما يقدمه، فعليه ألا يقدم أي شيء، لذلك تركت المجال لمن يتقنون اللهجة المصرية، ويمكنهم غنائها بشكل أكثر تمكنا"، وفاجأت جمهورها بغناء أكثر من أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم، وتفاعل الجمهور معها بشكل كبير.

ملحم بركات
مسيرة طويلة من الغناء والتلحين، اختتمها الفنان ملحم بركات، قبل رحيله في أكتوبر 2016، بتلحين أغنية "أنا اعتزلت الغرام" للمطربة ماجدة الرومي، لكن تلك المسيرة لم تلق الصدى الكافي في مصر، وظلت شهرته منحصرة بشكل كبير في لبنان، والسبب في ذلك هو رفضه الغناء باللهجة المصرية، حتى أنه هاجم المطرب وائل جسار قائلًا خلال حوار له في فبراير 2013: "لم أحبه طيلة حياتي لأنه أكبر خائن للأغنية اللبنانية ومثله مثل راغب علامة ونانسى عجرم وإليسا"، وتابع: "الذين يغنون باللهجة المصرية أنا أعلنت الحرب عليهم، حتى عندما أرحل عن هذه الدنيا وخلال نقلي إلى القبر فسوف أرفع يدي وأشير إليهم بأصبعي".

جوليا بطرس

المطربة اللبنانية جوليا بطرس، من بين رافضي الغناء باللهجة المصرية، لأنها ترى أن اللهجة اللبنانية أقوى في الغناء من المصرية، قائلةً في حوار صحفي لها عام 2009 "اللهجة اللبنانية هي اللهجة الأكثر جرأة وحرارة ودفئًا، إنها تجعلك تعرف المخارج، وكيف تغضب وتحب وتثور وتعبّر وتنفعل"، وهو ما أفقدها كذلك جانبا كبيرًا من شعبيتها في الوطن العربي.

فارس كرم

المطرب اللبناني فارس كرم، واحد من النجوم العرب، الذين تمسكوا بلهجتهم اللبنانية، خاصة أن ما يميز غنائه اعتماده على الفولكلور الشعبي اللبناني، وقد صرّح في أبريل 2017، قائلًا: "أنا من الفنّانين المعروفين بخطهم في الغناء باللهجة اللبنانية وهذا ما أصرّ عليه وأنا أريد بلهجتي ولبنانيتي أن أغنّي أينما كان، هذه هويتي وبيئتي فلماذا أعدل عنها، أنا مقصر جدًا مع الجمهور المصري، الذي لا يهتم بأي مطرب يغني بلهجات غير اللهجة المصرية، ومن الصعب إقناعه بأي عمل عادي لأنه جمهور ذواق".

وائل كفوري

لم يرفض الفنان وائل كفوري الغناء باللهجة المصرية صراحة، لكن بدبلوماسية، حيث قال في تصريحات صحفية، يوليو 2015، إن سبب عدم غنائه باللهجة المصرية يرجع لطبيعة نشأته، مضيفًا: "نشأت في لبنان على صوت فيروز ووديع الصافي، ولذلك تغلب اللهجة اللبنانية على أعمالي الغنائية، بالإضافة لبعد المسافة بين مصر ولبنان، ما لم يمكنني من الحصول على كلمات مناسبة لي من شعراء مصريين، والجمهور المصري متذوق كبير للغناء ويجب عندما أُقدم أغنيه باللهجة المصرية أن تنال إعجابهم لأني أعتز بهم كثيرًا".

معين شريف
المطرب اللبناني معين شريف، كذلك من المطربين العرب الذين رفضوا الغناء باللهجة المصرية، حتى إنه عبر عن غضبه بشدة، عندما انتشرت شائعة حول استعداده للغناء باللهجة المصرية.

أحلام
المطربة الإماراتية أحلام، كذلك من المطربين العرب، الذين رفضوا الغناء باللهجة المصرية، مبررة ذلك في تصريحات على هامش مهرجان موازين إيقاعات العالم، عام 2013، أنها تخشى الإساءة للهجة.

محمد عبده
المطرب السعودي محمد عبده، احتكر اللهجة السعودية في أغانيه، ولا يرضى أن يقدم أغاني بلهجات أخرى، لأنه يريد نشر لهجته الأم في الوطن العربي، وأوضح أسباب ذلك في مايو 2017، قبل ساعات من حفله في دار الأوبر المصرية، خلال مؤتمر صحافي، مؤكدا أنه لا يجيد تقليد اللهجات، ورغم ذلك، شدد على أن اللهجة المصرية بمثابة اللغة العالمية الثانية من حيث الانتشار بعد اللغة الإنجليزية، خاصة أنه على من يريد تعلم اللغة العربية التحدث باللهجة المصرية أولاً، واستذكر فنان العرب المرة الأولى التي زار فيها مصر عام 1969، حيث كانت رسالته الوحيدة نشر فن بلده، وغناء لون بلده ولسانه، ولم يكن يرغب في الشهرة أو الانتشار.

في الحقيقة لم تخسر اللهجة المصرية كثيرا، لكن هؤلاء المطربون خسروا شريحة كبيرة من الجمهور في الوطن العربي، خاصة أن اللهجة المصرية هي الأكثر انتشارًا وفهما بين كافة الدول العربية.

شارك الخبر على