سوريا للسنة السابعة على التوالي ما الذي تغير؟ (٢ ١)

حوالي ٦ سنوات فى الشروق

سبع سنوات خلت على ما سمي زورا وبهتانا "بالثورة السورية". سبع سنوات مرت بلياليها وأيامها من عمر أخطر مؤامرة على الإطلاق تعيشها سوريا في مرحلة ما أطلقت عليه هيلاري كلينتون وباراك أوباما من واشنطن ثورات الربيع العربي. سبع سنوات دخلت في ذاكرة كل مواطن عربي سوري. بل كل مواطن عربي وكل ذي ضمير أممي وإنساني. سبع سنوات رأى فيها الشعب العربي السوري كل أنواع القتل والذبح والتعذيب تارة بإسم العقيدة وتارة أخرى بإسم الهوية وطورا آخر على مذبح مسلخ المذهبية ونيران الطائفية. سبع سنوات ذاق فيها الويلات تلو الويلات. سبع سنوات ذاق فيها كل أنواع الظلم والعدوان وظلمات بعضها فوق بعض .سبع سنوات عاشها كالحنظل في ظل جحيم المجاميع الإرهابية التي نزلت إلى بلاد الشام كالجراد المدمر، الذي انتشر على طول البلاد وعرضها زاحفا على مدنيتها وتحضرها، ضاربا لأمنها واستقرارها، ليحوّلها إلى إمارات وهابية سلفية، يعشّش فيها الجهل وظلام القرون الوسطى .سبع سنوات خلت وتلك القطعان من الإرهابيين تعبث بأمن سوريا واقتصادها وثرواتها .سبع سنوات والإرهابيون لم تسلم منهم لا كنيسة ولا مسجد ولا مدرسة ولا جامعة ولا مستشفى ولا حتى دار أيتام أو مأوى للعجز .سبع سنوات وفرق الجوالة من الإخوان المسلمين وعصابات الذبح والنهب والسبي من السلفيين تعبث بالأرواح والأرزاق والممتلكات .سبع سنوات وقطار الموت الصهيوني الأمريكي الرهيب يداهم الدير والديار ويحرق الزرع والأشجار. سبع سنوات وكل فرق الموت والتدمير والتخريب من "الجيش الحر" الى "جند الشام" إلى جيش الإسلام إلى "أحرار الشام" إلى "جبهة النصرة" إلى "كتائب الفاروق عمر" إلى "تنظيم القاعدة" إلى "الدواعش" وهم يهلكون الحرث والنسل. سبع سنوات وفرق الموت هذه، الذراع الكبرى والأداة الوظيفية في المشروع الأمريكي الصهيوني القديم المتجدد، لم تعمل إلا على بث الفوضى البوشية الخلاقة، في سياق تفتيت المفتت وتجزئة المجزإ. سبع سنوات والتحالف الأمريكي الصهيوني الأوروبي بتواطؤ سافر من عربان الخليج وبتنسيق مع الإمبراطور العثماني الجديد وسوريا وشعبها يتعرضان إلى أشرس عدوان عالمي وحرب إرهاب دولية. سبع سنوات وأظافر بني جهل وأنياب بني لهب ونيران حمالة الحطب تعبث بالجسد السوري، تبث فيه سمومها الطائفية، تزرع فيه الحروب الفتنوية. فهل تغير المشهد السوري يا ترى بعد هذه السنوات السبع بمآسيها وكوارثها؟ هل جرت في النهر السوري مياه جديدة تمكّن الشعب والدولة والجيش من المرور إلى برّ الأمان؟ هل فعلا زال خطر التقسيم؟ هل مازال شبح الخطر يخيم بظلاله على الدولة السورية؟ وهل كان دور محور المقاومة استجابة تاريخية في الزمان والمكان والتاريخ والجغرافيا لرد العدوان وتطهير الأوطان من نجس ونكد الإخوان وداعشستان؟.وهل اكتسبت المقاومة حق الردع في ميزان القوى العسكري والسياسي؟. وهل ما زال ثوار نزل الخمسة نجوم الذين تجولوا في عواصم العالم من الدوحة إلى إسطنبول إلى الرياض إلى لندن إلى واشنطن إلى باريس يحلمون بتقاسم السلطة؟ هل مازال ثوار الناتو أدوات الربيع العربي الذين آواهم وداواهم الجيش الصهيوني. بل أشرف على علاجهم ناتنياهو نفسه في فلسطين المحتلة، ومدّهم بالذخيرة والمعلومة، شركاء في الحل السياسي ويطمعون في الحكم؟ هل مازال لهؤلاء الجلبيين والكرازيين الذين يؤمنون بالديمقراطية على ظهر الدبابات الأمريكية من دور "وطني" يلعبونه في الأزمة السورية؟ هل من باع نفسه للشيطان الأمريكي والمحتل الصهيوني بإمكانه أن يكون حلا للأزمة أو سيكون عبءا وثقلا ثقيلا عليها؟ وأين مكانة محور المقاومة في المعادلة إقليميا ودوليا؟ وهل نجحت سوريا فعلا في إدارتها للأزمة سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا؟ وهل كان الدور العسكري لروسيا حاسما في الأزمة بعد دورها السياسي الفاعل والقوي سواء في مجلس الأمن، أو في محادثات جنيف، أو في محادثات أستانا التي أصبحت واقعا ملموسا بفضل الدبلوماسية الروسية الناجحة؟ هل مازال محور: موسكو – دمشق - طهران – حزب الله متماسكا قويا؟ إلى أي حد كان الدور الروسي والإيراني عامل تهدئة في الأزمة السورية من جهة وعامل توازن استراتيجي في المنطقة ضد التحالف الأمريكي الفرنسي البريطاني التركي وحلفائهم في دول الخليج من جهة أخرى؟

شارك الخبر على