تركيا تخترق ليبيا.. «الطوارق» بوابة أردوغان للسيطرة على الساحل الإفريقي

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

ما زالت تركيا تسعى إلى توسعة نفوذها في القارة الإفريقية، وتلك المرة جاءت من بوابة ليبيا، حيث بدأت بوضع خطة محكمة للتقارب مع عدد من ممثلي قبائل الطوارق، في خطوة تهدف إلى تعزيز سياسة أردوغان بمنطقة الساحل الإفريقي.

و"الطوارق" أحد أكبر القبائل في الصحراء الإفريقية، ويعيشون في المنطقة الشمالية، ويطلق عليهم  "رجال الصحراء الملثمون".

ووفق المراقبين، فقد بدأ الرئيس التركي يغازل الطوارق منذ فترة من الوقت، لإنشاء مجموعة جديدة بالوكالة لفرض هيمنته على شمال إفريقيا، في مشهد يعكس محاكاة استراتيجية أنقرة في سوريا.

التحرك التركي هو مثال على سلسلة من الاتصالات التي تم ترتيبها من قبل وسطاء أردوغان في ليبيا كجزء من الجهود المبذولة لاختراق الطوارق في السنوات الأخيرة، بحسب صحيفة "الوسط".

اقرأ أيضًا: غزوة أردوغان لإفريقيا.. تحدّ للقوى العالمية وتعويض لخسائر تركيا 

وظهر ذلك من خلال زيارة وفد من الطوارق، يضم 8 من شيوخ القبيلة إلى تركيا منذ أول أبريل الجاري، من أجل تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة.

وشمل جدول الزيارة بحسب "الصحيفة" الاجتماع مع إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، ويشاع أنه سيكون الرئيس القادم لوكالة الاستخبارات التركية.

ويقوم "كالين" بالإنابة عن أردوغان، بتنسيق أنشطة معظم الجماعات الإسلامية في الخارج، وغالبًا ما يلتقي بهم في أنقرة من أجل تقديم المشورة وتوجيه عملياتهم، ويقوم بتوفير الاتصالات والموارد التي طورتها الحكومة التركية في إفريقيا.

المحلل التركي، عبدالله بوزجرت، من معهد ستوكهولم للحرية، أكد أن الهدف التركي هو استخدام الطوارق، الذين يتمتعون بتحكم كبير في مساحات شاسعة من الصحراء التي يتم استغلالها من قبل الخاطفين ومهربي المخدرات والمتطرفين، من أجل تطوير سياسات الحكومة التركية الحالية بشكل عام والطموحات الشخصية للرئيس التركي بصفة خاصة".

"بوزجرت" أوضح "تمامًا مثل القذافي، الذي تلاعب ذات مرة بالطوارق لسياساته الخاصة، فإن التأثير على الطوارق قد يزود أردوغان بمجموعة جديدة من الأدوات لابتزاز عدد قليل من الدول الإفريقية بما فيها ليبيا ومالي والجزائر والنيجر ولردع الحلفاء الغربيين"، وفقا لتقرير المعهد الدولي.

اقرأ أيضًا: ليبيا تواجه خطر الانقسام.. و«حكم الأغلبية» كلمة السر 

الحراك التركي جاء من منطلق فرض النفوذ، باعتبار أن الأتراك لهم حق تاريخي في علاقات أقوى مع القارة الإفريقية، وهو ما شجعها على تنفيذ مشروعات من أجل تحقيق أهدافها المعلنة. 

فأردوغان يسعى جليًا إلى إظهار وجوده في القرن الإفريقي باعتباره ممثلا عن الإسلام، لكن حقيقة الأمر أن أنقرة تسعى للاستفادة من القلق الغربي تجاه تمدد بعض الدول في البلد الإفريقي.

الباحث "بوزجرت" أعاد التأكيد على أنه عندما وصل وفد الطوارق إلى مطار إسطنبول، كان ممثلون من هيئة الإغاثة الإنسانية التركية بقيادة عضو مجلس الإدارة أحمد ساريكورت، في استقباله بقاعة كبار الزوار، وكان من بين أعضاء الوفد مولاي عقديي أما كونيدي، رئيس هيئة الطوارق الليبية العليا، الذي شارك في جهود المصالحة القبلية.

اقرأ أيضًا: عبودية المهاجرين بليبيا.. العالم ينتفض ضد ميليشيات الساحل الإفريقي 

وأوضح أن المؤرخ فنايات الكوني، وهو من الطوارق ألقى كلمة في 6 أبريل حول كيفية مساعدة القبيلة في توسيع نطاق الإسلام في إفريقيا، وفقًا لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية.

أخيرًا، وجب النظر إلى أن تحركات أردوغان في القارة السمراء بداية من كوت ديفوار وغانا ونيجيريا وغينيا، مرورًا بالعاصمة الإريترية أسمرا، والتوسع في إثيوبيا، ثم الجزائر ويليها موريتانيا وزيارته إلى السودان، خير دليل على أهدافه التوسعية لتعزيز نفوذه السياسي والدبلوماسي عالميًا.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على