العمود الثامن ١٥ عاماً.. المهزلة مستمرة!!

حوالي ٦ سنوات فى المدى

 علي حسين
تحتفل دولة الإمارات العربية بمئوية الشيخ زايد ، الرجل الذي أسس اتحادها ودولتها وبنى حداثتها، رغم انه لم يتخرج من جامعة ، لكنه أخرج بلاده من القرن الثامن عشر ، ليضعها اليوم على أعتاب القرن الحادي والعشرين بجدارة . قد يشعر بعض القرّاء بالحنق، ويقولون يارجل تريد منا أن نتذكر معك مئوية زايد ، في الوقت الذي نريد منك أن تحتفل معنا بذكرى زوال الدكتاتورية ، هل من المعقول لكاتب يدّعي اليسار ، يخصص عموده للحديث عن بلاد يقودها أمراء .. أين الماركسية والعلمانية والليبرالية التي تنادون بها ؟ بالتاكيد أنا أقدّر حجم الضجر الذي أسببه للقراء في أحيان كثيرة ، ولكن ماذا أفعل ياسادة والمدنيّة أصبحت مثل ثوب فضفاض يريد الجميع أن يرتديه ليمارس لعبة إهدار أعمار الناس بالأكاذيب .. يكفي قراءة ماذا تحقق في الإمارات منذ تولّى زايد الحكم ، وحتى اليوم لنعرف حجم المأساة التي عشناها خلال العقود الماضية ، مضافاً إليها 15 عاماً من الديمقراطية " السعيدة " . أين نحن في هذا العالم الذي ترتقي فيه سنغافورة ، وتحقق فيه دولة صغيرة مثل الإمارات أعلى درجات الرفاهية لشعبها ؟ لكي ندخل إلى الاستقرار ، يجب أولاً أن نخرج من عالم موفق الربيعي ، وخزعبلات صالح المطلك . لأنهم يمتلكون حناجر صاخبة ، لكنهم لم يعلّمونا يوماً كيف نفتح مصنعاً لملايين العاطلين ، وكيف نقيم مشروعاً وطنياً صادقاً ، و كيف نضاعف ثروات هذا البلد . لكنهم يذكّروننا كل 24 ساعة بأنهم أصحاب التغيير ، وأيضا فرسان الاغلبية .15 عاماً وتجمعاتنا السياسية تفترض أننا مجموعة من المختلّين عقليا .15 عاما وهذه التكتلات التي تريد اليوم أن تغيّر واجهات دكاكينها ، مصابة بداء عضال يجعلها ترى هلاوس وضلالات على أنّها حقائق.14 عاماً ونحن نعيش لحظة في مجتمع مغلق، ودولة تخاف من افتتاح دار للسينما ، وأحزاب تغذّي نفسها من أموال السحت الحرام ، فيما المواطن وحيداً في الشارع ينتظر من يؤمِّن له حياته وحاجياته وينشر الأمل والتسامح .15 عاماً ولم يعط النظام السياسي الجديد ، العراقيين ما يمكن أن يتعلّقوا به أكثر من مصطلحات عن الانبطاح والتوازن والأغلبية والتوافقية 15 عاماً أمضيناها معهم في معارك طائفية ، ليست بينها معركة واحدة من أجل التنمية والأمان والرفاهية والمستقبل. 15 عاماً من العمر.. والعمر به كم 15 عاماً ياسادة حتى تريدون منّا أن نستبدل حنان الفتلاوي ماركة دولة القانون ، بـ حنان الفتلاوي ماركة إرادة ؟!

شارك الخبر على