شبيغل الألمانية تكتب عن رواية "إثم سارة" بعد صدورها بخمسة أيام

حوالي ٦ سنوات فى المدى

ترجمة/ المدى
كان عليه أن يموت، لكي تستطيع هي الحياة. إنه السمّ، الذي حطمها. هاهي تقف عند رأسه وهو على فراشه في المستشفى، كان قد وقع ضحية هجوم عليه. الشخص الذي أطلق النار عليه مجهول، أنه يرقد في الكوما، الغيبوبة، أما سارة فتريد أن تجهز على البقية فيه. يجب أن يختفي من العالم. هكذا هو الأمر ببساطة. "بإسم كل البنات المجهولات ضحاياك. لكي أحرر نفسي إلى الأبد، طالما بقي عندي نبض في الحياة".الرجل، بكمامة الأوكسجين على الوجه، هو خالها: شيخ يوسف الأحمد. كان شرطي الدين الأعلى الذي يسهر على أن يعيش الناس على قواعد الشريعة. الشيخ هو رجل متعصب، أحد أولئك الذين يُطلق عليهم دعاة، يستطيع الاستشهاد بالقرآن وبتعاليم محمد عبدالوهاب، مؤسس الأيديولوجية السعودية للتطرّف الإسلامي. إرهابي العفة هذا، يسمح لنفسه بقيادة سيارة رولز رايس. سلطته لا تعرف الحدود، إنه يحطم حياة النساء، بما فيها حياة إبنة أخته. وعندما أبعدت سارة عن وجهه كمامة الأوكسجين، ظنت، بأنه يحدق بها مرة أخرى، لكن لا توسل، لا طلب رحمة. أنها نظرة القاتل، الذي سيُقتل في تلك اللحظة.رواية نجم والي "ساعة سارة" هي رواية عن العدالة في بلد لا يعرف العدالة، بلد لا يُسمح للنساء فيه قيادة السيارة حتى الآن، لأنهن يُعتبرن أما غبيات أو غير منتجات أو غولات جنس. الواقع غرائبي جداً لدرجة أن الواقعية نادراً ما تكون هي جواب الأدب. بدل ذلك يروي والي قصة خيالية، غرائبية عن إمرأة شابة، تجرؤ على المقاومة، قصة خرافية، أسطورة، تبدأ بالموت، كحل وحيد يخطر على البال. أنها قصة بنت استثنائية أعجوبة، بنت منذ الطفولة ترفض حليب الأم، لأنها تريد أن تبقى مستقلة وحرة. بنت تريد النمو، البلوغ بسرعة وهي أذكى من أن ترضى بحياة التحجب والرفاهية، التي يعرضها عليها الأب. سارة هي استحالة فريدة من نوعها. وحسب الآخرين، عصيانها ممكن أن يأتي لسبب واحد: إنها مسكونة من الشيطان."هذه البنت تجعلني أشعر بالخوف"، يقول الأب عن إبنته. ولأنه يريد إنقاذها، يخطط لزواجها وهي ما تزال لم تبلغ 16 عاماً من العمر، عقد قرانها على ناصر، إبن خالها، الإبن المنبوذ من قبل الشيخ. ناصر هو جنسي مثلي وأيضاً بشكل ما مخترع، غريب الأطوار، يريد انجاز صناعة إنسان آلي، إنسان مبتكر جديد للمملكة التالفة. الشرط الوحيد للشيخ لإتمام الزواج من إبنه، هو أن تحصل سارة قبلها من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على تأييد لعذريتها، بينما غايته كانت، أن يمزق بأصابعه ذاتها غشاء بكارة إبنة الأخت.الكاتب نجم والي هو بشكل ما ساتالايت الأدب العربي، صوت يبرق شعاعه إلى العمق في عالم الجور والظلم. في بداية سنوات الثمانينيات هرب والي إلى المانيا. كتبه يكتبها باللغة العربية. أغلبها ُنشرت أولاً في دار نشره في بيروت وأولاً بعدها تُنقل إلى اللغة الألمانية. كاتب من جيل مابعد الحداثة العربية، والذي يجعل نفسه ذاته تظهر في كتبه ويسرد بمفاتيح، عروات شرقية. قبل كل شيء والي أيضاً هو كاتب يبحث عن كسر التابوهات. "ساعة سارة" هي كسر للتابو بإمتياز. إمرأة، تستخدم العادة السرية. رجل جنسي مثلي، تتقمص زوجته شخصية الولد أثناء ممارسة الجنس معه. وطبعاً يظل أكبر كسر للتابو، أن والي يخترع انتفاضة النساء.عام 2010 كان والي قد قام بجولة أدبية بدعوة من السفارة الألمانية في الرياض. في فعالياته الأدبية جلست النساء في صالة منفصلة وعشن والي على الشاشة فقط. وعندما كن يطرحن أسئلتهن عليه، كان يسمع أصواتهن فقط. خمس سنوات عمل والي على هذه الرواية. لكن الناشر في بيروت (دار الساقي) لم يجرؤ على نشر الكتاب. أخيراً تم العثور على ناشر شاب، بمقر في بيروت وفرع في بغداد (دار الرافدين). ربما للأمر علاقة، بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الرجل القوي في المملكة منذ صيف العام الماضي. ولي العهد له 32 عاماً من العمر، لديه زوجة واحدة وينظر إليه بصفته محدثاً. سلطة شرطة الدين ضُيق عليها، النساء ممسوح لهن منذ كانون الثاني الماضي دخول ملاعب كرة القدم وقريباً سيسمح لهن ارتياد دور السينما وقيادة السيارة. ولي العهد يقول، على البلد أن تهيء نفسها لعصر ما بعد النفط. بدون النساء من الصعب النجاح بذلك. أما الديموقراطية والإصلاحات السياسية فلا حديث عنهن.دور النشر العربية تبيع كتبها في معارض الكتب في كل بلد عربي. في شهر آذار ستلتقي دور النشر في الرياض. من يريد عرض كتبه، عليه تقديم قائمة بالكتب قبلها، الكتب غير المرغوب تُستبعد من القائمة. بكلمة واحدة: كتب نجم والي هي ليست معروضة للبيع في المملكة العربية السعودية.

شارك الخبر على