٥ أكاذيب لترامب حول «كارثة» الحدود مع المكسيك

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

منذ بداية حملته الانتخابية، ويتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موقفًا حادًا تجاه قضية الهجرة والمهاجرين غير الشرعيين، دفعه إلى اتخاذ العديد من القرارات ضد المهاجرين وطالبي اللجوء أثارت الكثير من اللغط في المجتمع الأمريكي.

وفي إطار محاولات الرئيس الأمريكي للحصول على الدعم لقرارته المثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بالحدود مع المكسيك، لجأ إلى إطلاق تصريحات جانبها الصواب في العديد من الأحيان.

صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية رصدت أبرز 5 أكاذيب أطلقها ترامب:

1- أزمة على الحدود بسبب "قافلة المهاجرين"

قبل أن يوقع الرئيس الأمريكي على قرار نشر جنود الجيش الأمريكي على الحدود مع المكسيك، ادعى في مذكرة "الفوضى التي ما زالت مستمرة على حدودنا الجنوبية تتعارض بشكل أساسي مع سلامة وأمن وسيادة الشعب الأمريكي".

وأضاف "ليس لدي سوى اتخاذ هذا القرار لمنع هذه الكارثة"، إلا أن ما أشار إليه بمصطلح "الكارثة" ما زال أمرًا مجهولًا.

اقرأ المزيد: المكسيك تتحدى ترامب بقافلة «أسبوع الآلام»

حيث أشارت الصحيفة إلى أن معدلات الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، آخذة في التناقص بشكل متواصل على مدار العقد الماضي، ووصلت إلى أدنى مستوياتها منذ أن تولى ترامب منصبه.

حيث يخشى المهاجرون المحتملون من المعاملة القاسية التي سيلقونها، بالإضافة إلى تعقيد إجراءات الحصول على اللجوء، وهو ما ظهر في انخفاض نسبة حالات القبض على المهاجرين غير الشرعيين في الفترة من أكتوبر 2017 حتى فبراير 2018، بنسبة 27% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأضافت الصحيفة، أنه من الواضح أن ترامب بنى قناعاته بوجود "كارثة" على الحدود مع المكسيك، بناءً على تقارير شبكة "فوكس نيوز"، قناته المفضلة، والتي كثفت تغطيتها لما أسمته "قافلة المهاجرين من أمريكا الوسطى" التي تسعى للوصول إلى أمريكا عبر الحدود المكسيكية للحصول على حق اللجوء في الولايات المتحدة.

حيث أشار ترامب إلى هذه القافلة في أكثر من تغريدة، وهدد المسؤولين المكسيكيين بالانسحاب من اتفاقية التجارة في أمريكا الشمالية، وقطع المعونات الأمريكية للهندوراس، التي يمثل مواطنوها أكثر أفراد القافلة.

إلا أن هذه الادعاءات كانت غير صحيحة إلى حد كبير، فمن ناحية، لم تكن القافلة متجهة إلى حدود الولايات المتحدة على الإطلاق، بل كانت في طريقها إلى "ندوة حول حقوق المهاجرين في وسط المكسيك"، حسب وكالة أسوشيتد برس.

بالإضافة لذلك، لم يكن لأي من السلطات المكسيكية ولا لترامب أي علاقة "بوقف هذه القافلة"، حيث توقف المتظاهرون الـ1150 من تلقاء أنفسهم في ملعب لكرة القدم في ولاية أواكساكا جنوب المكسيك، انتظارًا لمزيد من وسائل النقل بالحافلات.

الشيء الوحيد الذي فعله المسؤولون المحليون هو تسليم تأشيرات عبور مؤقتة لطالبي اللجوء.

2- أكذوبة قانون "القبض وإطلاق السراح".

في بداية صراعه حول "قافلة المهاجرين"، اتهم ترامب الديمقراطيين بدعم قانون "القبض وإطلاق السراح"، الذي يسمح للأطفال غير المصحوبين بأهلهم والمهاجرين غير المكسيكيين المتهمين بالدخول غير القانوني بالبقاء خارج مراكز الاحتجاز أثناء انتظار جلسة المحكمة.

اقرأ المزيد: كيف سيؤثر إعصار «هارفي» على قرار ترامب بشأن جدار المكسيك؟

واتهمت الصحيفة الأمريكية ترامب بالجهل بالتاريخ الأمريكي، مؤكدة أن هذا القانون جاء في عهد إدارة الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش.

وفي المقابل كان الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، أكثر تشددًا في موضوع الحدود، مقارنة بمحاولات ترامب بتصوير قوانين الهجرة في عهد أوباما على أنها ضعيفة ومثيرة للشفقة.

حيث بلغت ميزانية شرطة الحدود في عهد أوباما 14 مليار دولار سنويا، وتزايدت بنحو 22% خلال فترتي ولايته، ووفقًا لأوامر أوباما، تم تشديد العقوبات المفروضة على المواطنين المكسيكيين الذين يعبرون الحدود، وتم توجيه تهم جنائية ضدهم.

كما عارض أوباما حكم محكمة المقاطعة الأمريكية الذي وسّع نطاق قانون "القبض وإطلاق السراح".

3- الديمقراطيون وراء تخريب برنامج "داكا"

أضاف ترامب لقائمة أكاذيبه اتهام الديمقراطيين بالوقوف وراء فشل برنامج العمل المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة المعروف باسم "داكا"، قائلًا إن "برنامج "داكا" فشل بسبب عدم اهتمام الديمقراطيين بدعمه".

اقرأ المزيد: «داكا» برنامج يتحدى ترامب وينتصر للمهاجرين القُصر

وتجاهلت تصريحات ترامب، حقيقة أنه هو من خرب عمدًا محاولات الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لإيجاد حل دائم للمستفيدين من برنامج "داكا".

حيث رفض ترامب مبادرتين من أعضاء الكونجرس العام الماضي، إحداها مقدمة من العضو الجمهوري جون ماكين، لأن كلا من المبادرتين لم تشملا تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك.

4- أول من أرسل الجيش الأمريكي إلى الحدود

في إشارة إلى قراره "الشجاع" بنشر جنود الجيش الأمريكي على حدود الولايات المتحدة الجنوبية مع المكسيك، قال ترامب "لم نشهد هذا الأمر من قبل".

إلا أن هذا الأمر غير حقيقي على الإطلاق، فأول من قام بهذا الأمر وودرو ويلسون الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة، عندما نشر القوات الأمريكية على الحدود مع المكسيك، بعد أن تعرضت للاقتحام من العصابات المكسيكية.

اقرأ المزيد: ترامب: الجيش يمول «جدار المكسيك».. وخبراء: خطة فاشلة

كما قام كل من أوباما وبوش الابن بنشر الجنود الأمريكيين على الحدود الأمريكية الجنوبية، حيث قام الأخير بشن عملية "جامب ستارت" في 2006، والتي أكد أنها ضد تجار المخدرات، وليست لمنع المهاجرين.

حتى أن أحد أعضاء حكومة ترامب استخدم هذا الحق من قبل، حيث أرسل حاكم ولاية تكساس السابق ريك بيري، الذي يشغل الآن منصب وزير الطاقة في حكومة ترامب، حوالي ألف من جنود الحرس الوطني إلى وادي ريو غراندي في عام 2014.

لذلك تصريح ترامب بأنه "لم يسبقه أحد بفعل ذلك" ليس خاطئًا فحسب، ولكن ينم عن جهل بالوضع الحالي، حيث مازالت بعض من الوحدات التي أرسلها بيري إلى حدود تكساس تقوم بمهامها هناك حتى يومنا هذا.

5- بدء أعمال بناء جدار المكسيك

على مدار الأسابيع القليلة الماضية، قال الرئيس الأمريكي أكثر من مرة إن أعمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك بدأت، وأن الأخيرة تدفع تكاليف البناء، ووضع حساب ترامب على "تويتر" صورًا توضح أعمال البناء.

ففي الشهر الماضي، قال في تجمع جماهيري في أوهايو إنه تمت الموافقة على توفير 1.6 مليار دولار لبناء الجدار، وأعاد تكرار هذه التصريحات في اجتماع مع قادة دول البلطيق، في 3 أبريل.

اقرأ المزيد: ترامب يرفض طلب المكسيك بشأن عدم تحمل تكلفة الجدار الحدودي

إلا أنه في الواقع أن الأمر كان عكس ذلك، حيث كشف تقرير لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن موافقة الكونجرس على التمويل الذي تبلغ قيمته 1.6 مليار دولار المخصص للبنية التحتية على طول الحدود، يضم بند يحظر صراحة رؤية ترامب "للجدار".

وأضاف أن الـ1.6 مليار دولار مجرد جزء بسيط من الـ25 مليار دولار التي طلبها ترامب من أجل بناء جدار من الخرسانة الصلبة يمتد لمسافة ألف ميل ويبلغ ارتفاعه ما بين 35 و40 قدمًا.

وفيما يتعلق بالصور التي نشرها ترامب على حسابه، ففي الحقيقة التقطت هذه الصور في كاليكسيكو بولاية كاليفورنيا، كجزء من مشروع ممول من الدولة كان مستمرا منذ عام 2009.

لذا تبين أن تلك الصور المقنعة لمواقع البناء، وادعاءات الرئيس بأن أعمال البناء في الجدار الحدودي بدأت، ليست أصدق من بقية مزاعمه الأخيرة حول الهجرة والحدود.

شارك الخبر على