مكرم لم أتدخل لإبعاد رئيس تحرير «المصري اليوم».. ومحدش يقدر يضغط علينا

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

​- «اللي مش عاوز يتوقع عليه غرامات يحترم أصول المهنة»

- اعتذرت عن «اللفظ الخارج».. وماعرفش «عبد الناصر سلامة» حتى أمنعه من الكتابة

- كل المواقع التي حُجبت تنتمي للإخوان المسلمين

حوار/ أحمد سعيد حسانين

يأبى مسلسل أزمات الصحافة والإعلام أن ينتهي أو يتوقف عند حد معين، فلا يمضي يوم إلا وتحدث أزمة في الوسط الإعلامي، وتصبح حديث الرأي العام، ومواقع التواصل الاجتماعي، تارة بسبب حجب موقع أو إلقاء الأمن القبض على زميل أو تغريم برنامج وإيقاف مذيع عن العمل لفترة ما.

«التحرير» واجهت الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالأزمات التي شهدها الوسط الصحفي والإعلامي خلال الآونة الأخيرة، والتي كان من بينها أزمة صحيفة المصري اليوم بسبب «مانشيت الحشد»، وحقيقة تدخله لإبعاد رئيس تحرير المصري اليوم عن منصبه ومنع الكاتب الصحفي عبدالناصر سلامة من الكتابة، ورده على واقعة «اللفظ الخارج»، وأسباب حجب موقع «مصر العربية» والقبض على رئيس تحريره عادل صبري.. وإلى نص الحوار

** بداية.. ما ردك على الاتهامات التي ساقها البعض حول تدخلك لإبعاد رئيس تحرير المصري اليوم من منصبه بعد أزمة «مانشيت الحشد»؟

هذا الكلام عار تماما من الصحة وشائعات كاذبة، ليس لي علاقة من قريب أو بعيد بقرار إبعاد محمد السيد صالح رئيس تحرير المصري اليوم من منصبه، وكل ما قمت باتخاذه فقط من إجراءات رسمية هو تغريم الصحيفة 150 ألف جنيه وإحالة رئيس تحريرها لنقابة الصحفيين للتحقيق معه، لأنها الجهة المنوط بها ذلك، وبالتالي سواء أقيل أو لم يتم إقالته ليس للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام علاقة بهذا الموضوع، وهذا شأن داخلي يتعلق بصحيفة المصري اليوم وإدارتها، فهي صاحبة الحق فى اتخاذ ما تريده من إجراءات مع العاملين بها وفق ما تراه.

** كثيرون انتقدوا فكرة توقيع المجلس غرامة على صحيفة بسبب «مانشيت» واعتبروه نوعا من التضييق على حرية الصحافة.. ما تعقيبك؟

الغرامة التي تم توقيعها على الصحيفة ليست جديدة، لأن المجلس اتخذ قرارا منذ 7 أشهر بتطبيق غرامة قيمتها 250 ألف جنيه على كل من يتلفظ بلفظ فاحش فى التليفزيون، وبالفعل توقفت الكلمات الفاحشة بعد صدور هذا القرار، وأريد أن أؤكد في هذا السياق أن اللجنة المختصة قدرت قيمة الغرامة في البداية بـ250 ألف جنيه ولكنني قمت بتخفيضها إلى 150 ألف جنيه، وأقولها صراحة «اللي مش عاوز غرامات يحترم أصول المهنة.. ولا يكتب مانشيتات من عينة الدولة تحشد.. وياريت الدولة كانت قادرة إداريًا على حشد 25 مليون شخص كانت أمور كثيرة ستتغير».

فما أوردته الصحيفة كلام يفتقد للإثبات أو الدليل، وجاء المانشيت وسط حالة ابتهاج لدى المصريين ليفسد عليهم فرحتهم، وكأنه يريد أن يخيب آمال المصريين، فكان «المانشيت» يجافي الحقيقة والواقع ولا يحمل أي قدر من المسئولية، لذلك كل ما فعلته أنني أحلت رئيس التحرير للتحقيق معه ولم أُدِنه.

** بكل صراحة.. هل وقعت أي ضغوط على المجلس بشأن اتخاذ إجراء عقابي ضد «المصري اليوم»؟

«محدش يقدر يضغط علينا.. ومفيش حد كلمني»، وما نقوم باتخاذه من قرارات بدافع الحفاظ على تقاليد المهنة وأصولها، لأنني أريد أن لا تتدخل السلطة التنفيذية مطلقا فى مهنة الصحافة، ونريد أن تعود لأصولها الطبيعية بدلاً من حالة الفوضى التي كانت سائدة طوال الفترة الانتقالية، فى نشر أي شيء وإباحة الكلام فى كل شيء.

** ماحقيقة تدخلك لمنع الكاتب الصحفي عبدالناصر سلامة من الكتابة في المصري اليوم بسبب آرائه ومواقفه؟

هذا الكلام محض افتراء، ما السلطة التي أمتلكها على "المصري اليوم" لكي أتسبب فى منع كاتب من الكتابة فى الصحيفة، ليست هذه شخصيتي على الإطلاق، ولا أعرف من هو عبد الناصر سلامة، وعملت فى جريدة الأهرام طوال 24 عاما ولا أعرفه للأسف، وأكررها لست طرفا في أزمة رئيس تحرير المصري اليوم أو الكاتب عبد الناصر سلامة، فكل شخص حر في مواقفه وإذا أرادت الصحيفة أن تغير سياستها ومواقفها فهذا حقها، كثير من الأقاويل الموجهة ضدي شائعات مغلوطة وأكاذيب لا تمت للحقيقة بصلة.

** ما ردك على الاتهامات التي وجهها البعض لك حول تربص المجلس الذي ترأسه ببعض الإعلاميين وفضائيات بعينها دون غيرها؟

شائعات غير صحيحة على الإطلاق، «هاتلي دليل واحد إننا تجاوزنا أو قسونا على أحد»، وأريد هنا أن أشير إلى أن قرارات المجلس لا تستهدف العقاب ولكن تستهدف التذكير فقط، من أجل العودة لاًصول المهنة كما كان فى السابق، ونقبل الاعتراض على قراراتنا من أي شخص ونعيد النظر فيها إذا كنا أخطأنا أم لا، وأدلل على ذلك القرار بما حدث مع برنامج «أبلة فاهيتا»، قالوا لنا إننا مستعدون أن نصلح من أنفسنا وأرسلوا لنا سي دي بالحلقة ووجدنا أنهم ابتعدوا كثيرا عما كانوا يقولونه، فقمنا بإزالة كل العقوبات عليهم، فنحن لسنا متربصين بأحد.

** ماتعقيبك على الهجوم العنيف من رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور بسبب ما أسماه تجاهلك اتخاذ قرار ضد القيعي والمنيسي في قناة الأهلي؟

لا أنظر للاتهامات الموجهة لشخصي من رئيس نادي الزمالك المستشار مرتضى منصور، "مرتضى لم يترك أحدا فى البلد.. اشمعني أنا يعني"، فلست أحاسب أي شخص على ما يقوله ضدي لأنني الطرف الأضعف فى تلك المعادلة، ولا أتدخل فى شيء يتعلق بالهجوم علي، أؤدي مهمتي بما يرضي الله للحفاظ على أصول المهنة.

** هاجمك الكثير من رواد التواصل الاجتماعي بعد تفوهك بلفظ خارج فى أحد المؤتمرات التليفزيونية أثناء الحديث عن الإخوان، ما موقفك؟

هذا اللفظ تأسفت عنه واعتذرت أمام الجميع، وقلت إنني أخطأت، وكان المفترض أن يضع التليفزيون أي علامة لمحو ذلك اللفظ حتى لا يظهر للمشاهدين، وأؤكد أنني لم أكن أعلم أن الكلام مذاع على الهواء وكنت أعتقده مسجلا، ولكن إذا نظرنا إلى المضمون فالجميع يعلم أن الإخوان جماعة نفاق فى نفاق، فهي أساس الشر والعنف والتكفير في العالم العربي، والغاضبون يجب أن يراجعوا فكر سيد قطب جيدا، حتى لا نعيد الأخطاء المتراكمة، فهذه جماعة انتهازية وجميع المصريين يعرفونها جيدا.

** كثيرون يرون أن هناك تضييقا واضحا على حرية الصحافة بدليل حبس عدد من الصحفيين وحجب المواقع، هل أنت متفق مع هذا الطرح؟

كل من يريد أن يعبر عن رأيه يمكن أن يعبر عن رأيه، وكل من يريد أن يقول رأيا مختلفا يستطيع أن يقول رأيا مختلفا، إنما كل من يريد أن يسب أو يشتم أو يتهجم على الدولة فهذا مرفوض لأن هناك مؤسسات قائمة وشرعية مهمتها عودة المهنة لأصولها المهنية، وكل تدخلاتنا تتعلق بالمهنة فقط.

** ألقي القبض منذ أيام على الكاتب الصحفي عادل صبري وتم حجب موقع "مصر العربية"، هل المجلس هو الجهة المنوط بها حجب المواقع؟

كل المواقع التي حجبت هي مواقع تابعة للإخوان المسلمين، وعوقبت بقرارات قضائية، فكل موقع ينتمي إلى جماعة الإخوان تم حجبه، وفيما يتعلق بواقعة القبض على عادل صبري رئيس تحرير موقع "مصر العربية"، تبين أنه يعمل بدون ترخيص، وأريد هنا أن أتساءل: كيف يعمل موقع بدون ترخيص؟، ولماذا تعطي للآخرين فرصة أن يمكسوا عليك مخالفة؟ وقرار الغرامة التي وقعت ضد الموقع جاءت بسبب مخالفته أصول المهنة.

** تعالت الأصوات مؤخرا للمطالبة بعودة الكاتب الصحفي إبراهيم سعدة إلى مصر ورفع اسمه من قوائم ترقب الوصول، أين وصلت تلك القضية؟

لا أعرف إذا كان سيعود أم لا، أهلا وسهلا به فى أي وقت، وأتمنى شخصيا عودته، ولكن أنا لا أعرف شيئا بخصوص تطورات موقفه ولم يتحدث معي أحد فى هذا السياق.

** تخوضون حربا شرسة مع الصحف ووكالات الأنباء الأجنبية.. ما النتائج التى تحققت حتى الآن؟

الصحف الأجنبية تستهدف مصر، ولو كانت ترعى حق الدولة كانت اعترفت بـ30 يونيو، ولكنها تتجاهلها وكأن الملايين لم يخرجوا إلى الشوارع، والمفترض أننا كنا نأخذ إجراء ضد نيويورك تايمز، لولا وجود رئيس الهيئة العامة للاستعلامات فى دبي، فكان من المفترض أن يتم تشكيل لجنة فى وجود ضياء رشوان وعضوية أحمد سليم الأمين العام للمجلس الأعلى للإعلام، من أجل الرد عليهم، ولكن سفر رشوان أرجأ هذا الأمر.

** ما رأيك فى نسب المشاركة فى الانتخابات الرئاسية؟

كنت متوقعا أن نسبة المشاركة ستكون ما بين 30 و40%، ولكن أن تصل إلى 41% وأن تأخذ هذا المشهد الاحتفالي، فلم أتوقع ذلك على الإطلاق، فهذه أول انتخابات يجرى فيها الناخب حسابا مع نفسه بشكل عميق، إذا كان سيخرج للمشاركة أم لا، وأقولها صراحة حتى ليلة الانتخابات كنت عاجزا عن التنبؤ بأي شيء، وكنت أسأل كل أصدقائي عن المشاركة، وكان الجميع يقول "ربنا يستر منعرفش"، وكان البعض يتوقع ألا يتجاوز العدد 5 ملايين، ولكن المفاجأة أن يخرج 25 مليون شخص.

** أخيرا.. هل أنت متفائل بمسار الدولة في المرحلة المقبلة؟

أنا متفائل للغاية، أن مصر ستخرج من أزمتها الاقتصادية، وأن الحكم سيزداد ثقة فى نفسه وسيعي أهمية وجود انتخابات تنافسية حقيقية فى الفترة المقبلة، ومتفائل أيضا أن الحكم سوف يكون أكثر سماحة مع الرأى الآخر.

 

 

 

شارك الخبر على