مولد السيدة زينب.. غنائم للأوقاف وظهور للدراويش والطرق الصوفية المحظورة

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

يحتشد الآلاف من أبناء ومريدى الطرق الصوفية ومن يطلق عليهم الدراويش بساحة مسجد السيدة زينب منذ أسبوع، استعدادا لاستقبال الليلة الكريمة لمولد السيدة زينب الثلاثاء المقبل.

أصوات مجاذيب ومريدي «أم العواجز» تملأ ساحة المسجد، فيناديها أحباؤها بالوديعة والفاضلة وعقيلة قريش، مرددين.. «مدد يا ست» و«اسعى وصل على النبي» في أجواء من الفرحة والسعادة.   

وتزين مسجد السيدة زينب بمختلف الإضاءات من الألون المبهجة التى وضعت من قبل إدارة المسجد على مئذنة مسجد السيدة وعلى جميع مداخل المسجد وفى ساحة الميدان فرحة بقدوم المولد، كما تأهب ضريح "الست" لاستقبال زوارها وعشاقها من جموع المصريين الذين تركوا ذويهم وأهاليهم على مدى الأيام الماضية، آخذين من السرادق مأوى لهم، محتشدين بالمئات والعشرات فى الحوارى والأزقة المجاورة لساحة المسجد، آملين فى المشاركة بالليلة الكبيرة وزيارة مقام السيدة زينب.

روائح المسك والعطور، تملأ ضريح السيدة زينب، والذى تفوح منه الروائح الذكية على مدار الساعة من قبل إدارة المسجد وخدام الست من الدراويش، في جو من الروحانية الدينية.

هدايا وأموال لصندوق نذور السيدة

"أدعية ونذور وعطايا وأموال وذهب" يستقبلها ضريح السيدة زينب، وتتوجه السيدات والرجال معا إلى ضريح السيدة زينب، خاصة عند صناديق النذور الملاصقة للضريح بالتبرع بالأموال والهدايا والعطايا والذهب.

وحسب مصادر من داخل مجلس إدارة مسجد السيدة زينب، يصل إجمالي حصيلة صندوق نذور السيدة زينب خلال فترة المولد ما بين مليون ونصف إلى اثنين مليون ما بين أموال وشيكات تصرف إلى حاملها وهدايا وذهب ومجوهرات ثمينة.

300 مليون حصيلة الصناديق

وأوضح المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه لـ"التحرير"، أن حصيلة الدخل السنوى لصندوق نذور السيدة زينب تصل إلى 18 مليون جنيه، وأن حصيلة صناديق النذور على مستوى الجمهورية تصل إلى 300 مليون سنويا.

"حصيلة أموال صناديق النذور" لا تخضع لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات، الأمر الذى قد يعرضها للسرقة والنهب، وفقا لما هو مسجل فى محررات رسمية بأقسام شرطة عدة أو عن طريق الاختلاس، لبعض الموظفين القائمين على حراستها.

ووفقا للقرار رقم 52 لسنة 1998 تُفتح صناديق النذور التابعة لوزارة الأوقاف كل أسبوع أو شهر أو سنة حسب المسجد عن طريق مديريات الأوقاف، ويتم توزيع نسبة منها على المشايخ ومقيمى الشعائر والعمال، ويمنح شيخ المسجد أو الإمام حصة ونصف الحصة بما لا يزيد على 300 جنيه، وأمين المكتبة وكاتب النذور ومقيم الشعائر ورئيس العمال حصة واحدة نحو 100 جنيه، مع صرف نصف حصة لقارئ السورة والحرفيين بما يعادل 80 جنيهًا، بينما أقر قانون المشيخة العامة للطرق الصوفية رقم 118 لسنة 1976 بأحقية المشيخة فى الحصول على 10% من حصيلة الصناديق.

واستحدثت وزارة الأوقاف أسلوبا جديدا فى فتح كبرى صناديق النذور، عبر الفيديو كونفرانس، الذى يكشف للوزارة سير عملية الفتح وجرد الأموال عبر كاميرات مراقبة.

عطايا وهبات لزوار السيدة

عطايا وهبات زوار مولد السيدة زينب لا تقتصر على مبالغ وهدايا ثمينة توضع فى صندوق النذور الذي هي عبارة عن صندوق متر فى متر خشبي الصنع ذي قفلين أحدهما بمديرية أوقاف القاهرة والآخر بالوزارة، بل تنتشر الذبائح فى السرادق والخيم الملاصقة لميدان السيدة زينب، فرحة بالمولد ورغبة منهم في إطعام زوار حفيدة المصطفى عليه الصلاة والسلام.

حلوى وحمص بلح الشام

وعلى سور مسجد السيدة زينب انتشر بائعو مختلف أنواع الحلويات، من بلح الشام والحمص، مستغلين حرص الأسرة المصرية على شراء الحلوى من مولد السيدة.

وحرص بعض مشايخ الطرق الصوفية على إحياء الحضرات بمعدل حضرة يومية لكل طريقة بصحن المسجد، يقوم شيخ الطريقة بالوجود فى منتصف دائرة بين أبناء الطريقة عقب صلاة العصر، مرددين العديد من الأذكار والأوراد الخاصة بالطريقة، بالتنسيق مع إدارة المسجد.

ووفقا لما جرت عليه العادة، دشنت بعض الطرق الصوفية كالرفاعية والبيومية والحامدية الشاذلية والأحمدية والبرهامية وغيرهما العديد من السرادقات لتقديم المأكولات للزوار، فضلا عن إقامة العديد من حلقات الذكر والابتهالات داخل تلك السرادقات لصغار المنشدين والمبتهلين.

تشديدات أمنية

وتحسبا لأى أعمال إرهابية تقع خلال المولد والذى يشهد حضورا كثيفا، انتشرت الأكمنة الشرطية على جميع مداخل ومخارج المسجد وميدان السيدة، والذى يقع على بعد أمتار بسيطة من قسم شرطة السيدة زينب، والذى كلف أفراده بالانتشار فى جميع أرجاء المولد، ووضع العديد من الحواجز الحديدية على مداخل المسجد لمنع وصول الدراجات البخارية للمسجد.

ورفض حى السيدة زينب منح مشايخ الطرق الصوفية تصاريح لإقامة سرادق بساحة المسجد أو الميدان، الأمر الذى جعل المشايخ تتجه إلى استئجار بيوت فى الشوارع الجانبية للمسجد والميدان، لإقامة السرادقات لها لتقديم المأكولات.

البرهانية داخل مولد السيدة زينب رغم حظرها

 وجد المئات من أبناء الطريقة البرهانية داخل مولد السيدة زينب تحت عباءة الطريقة البرهامية، ممارسين العديد من الأوراد والأذكار داخل مسجد السيدة، رغم أن البرهانية طريقة محظورة قانونيا بعد صدور عدة أحكام قضائية عدة أقرت ببطلان الطريقة وحظرها لمخالفتها أمورا شرعية.

1976، أعلنت «هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف»، خروج الطريقة البرهانية عن المنهج الإسلامى السنى، بعد تأليف شيخها محمد عثمان عبده البرهانى لكتاب «تبرئة الذمة فى نصح الأمة»، الذى احتوى على الكثير من المغالطات الدينية والأمور التى تدخل الطريقة البرهانية فى باب الشرك بالله والبعد عن طريقه الصحيح، وأفتى مجمع البحوث الإسلامية بمخالفة كُتبهم للإسلام وتكفير من يعتقد ما فيها، فعقب حظرها فى مصر انضم أبناء الطريقة إلى "البرهامية" لمزاولة طقوسهم الخاصة "بالبرهانية"، ملتزمين بمنهجهم الأساس الذى زرعه شيخ الطريقة محمد عثمان عبده، المعروف لديهم بـ«فخر الدين»، وهو برهانى الطريقة، ومالكى المذهب، سودانى المولد.

التهامي الأب والابن بالليلة الكبيرة والكريمة

وبشغف وعشق يملأ قلوب عشرات الآلاف من زوار السيدة، تتهافت العيون والقلوب على سماع أناشيد وابتهالات شيخ المداحين الشيخ ياسين التهامى، ونجله محمود التهامي نقيب المنشدين والمبتهلين، بالليلة الكبيرة والختامية يومى الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

وحرصا على وجود التهامى الأب بين جمهوره فى الليلة الختامية لمولد السيدة، كشف المنشد محمود التهامى، بأنه حصل ووالده على التصاريح اللازمة أمنيا لإحياء الليلة الكبيرة والختامية، مؤكدا أنه سيصعد على مسرحه الخشبي فى الليلة الكبيرة حتى مطلع فجر الأربعاء، بينما يبتهل شيخ المداحين الليلة الكريمة الأربعاء حتى مطلع فجر الخميس، مبتهلين العديد من القصائد فى حب آل البيت والسيدة زينب ولابن الفارض، وقصيدة "وقفت بباب الحب".

شارك الخبر على