تحت ستار قطري.. تركيا تتحدى القانون الدولي في البحر المتوسط

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

يومًا بعد يوم، يتصاعد الخلاف بين تركيا واليونان، بسبب استكشافات الغاز في البحر المتوسط، لكن ما أثار تساؤلات عديدة، هو التزام أنقرة الصمت حول دور قطر في جهود الاستكشاف القبرصي اليوناني.

موقع "المونيتور" قال: إنه "بموجب اتفاق بين تركيا وشمال قبرص (TRNC)، التي تعترف بها أنقرة فقط، بدأت شركة البترول التركية المملوكة للدولة في الحفر بالمناطق الخارجية (حيث تزعم جمهورية شمال قبرص التركية الحقوق الاقتصادية).

في حين تقوم أثينا، بأعمال حفر في بعض المناطق المتصارع عليها، ما يعيق أعمال الحفر بالنسبة للجانب اليوناني، وهو ما يمهد إلى وقوع صدام بين البلدين المتجاورين، ويعد أيضًا انتهاكا للقانون الدولي الذي حث أردوغان على احترام أعمال حفر اليونان في منطقتها الاقتصادية السيادية.

اقرأ أيضًا: غاز المتوسط.. مصر تدعم قبرص وإسرائيل تتدخل وتركيا تصمت 

ومن المشاكل الأخرى التي تواجه تركيا، خطط التنقيب عن مشروع مشترك بين شركة الطاقة الأمريكية العملاقة "إكسون موبيل" و"قطر للبترول" (QP)، التي حصلت العام الماضي على ترخيص "بلوك 10" في المنطقة الاقتصادية الخاصة التي أعلنها القبارصة اليونانيون.

وفي يوليو الماضي، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيرًا للشركات المتعاونة مع القبارصة اليونانيين، وقال في مؤتمر البترول العالمي في إسطنبول: "لا يمكن أن يكون هناك أي فهم على الإطلاق لمشاركة بعض الشركات في الخطوات غير المسؤولة التي يتخذها الجانب القبرصي اليوناني".

ومع تتالي تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالزعم بالدفاع عن حقوق جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها إلا أنقرة، توالت الاتصالات الدولية، لا سيما من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للطلب من أنقرة عدم التعرض للشركات الأوروبية لا سيما توتال الفرنسية التي تعمل داخل مياه قبرص اليونانية، حسب مركز الروابط للدراسات.

لكن غرابة الموقف التركي، تكمن في أن ما صدر من تحذيرات ضد الشركات العاملة في مياه قبرص اليونانية يجنب توجيه أي تحذير لقطر بتروليوم وأكسون موبايل الأمريكية، اللتين تعملان بشكل مشترك في المنطقة.

اقرأ أيضًا: غاز المتوسط.. تركيا تؤجج الخلافات مع أوروبا لاستدراج قبرص 

وتساءل أردوغان توبارك، أحد نواب حزب الشعب الجمهوري المعارض، في تغريدة له على تويتر عن سرّ صمت من أرسلوا طائرات المواد الغذائية والقوات العسكرية إلى قطر عن قيام أمير قطر بالاعتراف بقبرص اليونانية ومشاركته في استخراج الغاز الطبيعي هناك.

في المقابل، يرى عزيز كنوكمان، أستاذ الاقتصاد في جامعة غازي في أنقرة، أن صمت الحكومة التركية سببه دعم مالي قطري منتظر لتركيا، وفقًا لـ"المركز البحثي".

اقتصاديون أتراك كشفوا أن قطر فتحت أبوابها للشركات التركية منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، وأن حجم الاستثمارات القطرية في تركيا قد وصل إلى 19 مليار دولار.

"كنوكمان" أوضح أن أردوغان قادر على القول إن قطر مهمة بالنسبة لنا، وإنه لدينا التزامات سياسية واقتصادية مشتركة، لذلك فإننا في مسألة قبرص اليونانية ننظر بشكل مختلف إلى الدور القطري هناك.

ومن المرجح أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عليه أن يدفع فاتورة ثقيلة مقابل الصمت التركي، ففي ظل الأوضاع الاقتصادية في تركيا، فإن الحكومة تحتاج إلى أي تمويل يأتيها من قطر.

اقرأ أيضًا: صراع القوى بين حلفاء الناتو.. ثورة غضب يونانية ضد تركيا 

على جانب آخر، تعهد المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين، بأن تركيا ستواصل حماية حقوق القبارصة الأتراك، قائلًا: "سنواصل بذل كل ما في وسعنا لحماية حقوق مواطني جمهورية شمال قبرص التركية، سواء كان ذلك على الأرض أو في البحر أو في شرق البحر الأبيض المتوسط"، حسب ترك برس.

تجدر الإشارة إلى أن القادة الأتراك تجنبوا ذكر شركة قطر للبترول، شريك "إكسون موبيل"، في تحذيراتهم العديدة للشركات والدول المشاركة في مشاريع استكشاف الغاز القبرصي اليوناني.

يذكر أن العلاقات بين الجارتين الشريكتين في حلف الناتو، اليونان وتركيا متوترة، منذ منتصف يوليو 2016 عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في أنقرة، واتهام الأخير لأثينا بحماية جنود الانقلاب. 

شارك الخبر على