5 جولات من تاريخ الصراع بين المخابرات البريطانية والروسية

over 7 years in التحرير

كتبت- نوران مدحت

قضت كل من بريطانيا وروسيا فترة الحرب الباردة فى صولات وجولات من المغامرات الاستخباراتية، فسعى كل طرف لاختراق قوقعة الآخر وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات يمكنه من صد خطط اختراقه، وكان الاختراق باستخدام أكبر عدد من الجواسيس فى كل الأماكن من الأقل أهمية إلى الأكثر حساسية، فالخوف البريطانى من انتشار الشيوعية وامتدادها إليها واستغلال حركات العمال، كان المحفز الأول الذي جعل بريطانيا دائمة الضغط على الولايات المتحدة لصد المد الشيوعى.

وقد يظهر للرائى أن الحرب الباردة كانت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، فإن الفاعل الخفى وراء تلك الحرب هو بريطانيا، فخوف لندن من الشيوعية كان أكبر من خوف واشنطن، وكان معظم الجواسيس يتخفون تحت ستار العمل الدبلوماسى، لأنه الوحيد الذي يوفر حصانة لحرية الحركة، وفى حالة انكشاف أمرهم يكون كل عقابهم هو الترحيل لبلدهم، ونلقي الضوء في هذا التقرير على أبرز جولات الصراع الاستخباراتي بين البريطانيين والروس.

العميل البريطاني جورج بليك

كان عميلا مخابراتيا بريطانيا حتى الستينيات، درس اللغة الروسية فى كامبريدج، وعندما أرسلته بريطانيا إلى العاصمة الكورية الجنوبية سيول أثناء الحرب الكورية فى 1950، بدأ يتأثر بالأفكار الشيوعية، ويتعاطف مع الشيوعيين، خاصة بعد أن أسره جنود كوريا الشمالية، وعرض عليهم أن يعمل لدى السوفييت عميلا مزدوجا. ظل منذ تلك الفترة يصور الوثائق الاستخباراتية الهامة فى الجهاز البريطانى ويرسلها لجهاز السوفيت KGB.

انكشف أمر بيك، فى 1961، وتم الحكم عليه بسجن 42 عاما، لكنه استطاع الهروب إلى روسيا، حيث وجد ملجأ فى موسكو، وتعتبره روسيا حتى الآن بطلا من أبطالها القوميين على لسان بوتين بنفسه، ومن أكبر إنجازاته كان كشف خمسة عملاء لبريطانيا فى ألمانيا الشرقية للسوفيت.

أساتذة كامبريدج

أكبر فضيحة استخباراتية فى بريطانيا، حيث استطاع السوفيت تجنيد خمسة أساتذة من جامعة كامبريدج -أعرق جامعة فى المملكة المتحدة- وهم: Anthony Blunt، Kim Philby، Donald Duart Maclean ، Guy Burgess ، John Cairncross، اثنان من المتهمين هربا إلى موسكو بعد أن كشف أمرهم وشعروا بإحكام القبضة عليهم فى حين اعترف اثنان آخران عليهم.

العميل الروسي أوليج جوردوسكي

كان عميلا روسيا فى الدنمارك فى الستينيات والسبعينيات، أبهرته الحياة المنفتحة فى الدولة الأوروبية، وشعر بالنقمة على النظام السوفيتى، لدرجة أنه اتصل بزوجته، وصب جام غضبه على النظام وانتقده بشدة، وكان يعلم أن الأجهزة الأوروبية تراقب المكالمات. وعاد فترة من الزمن إلى موسكو ثم أعيد إرساله إلى الدنمارك مرة أخرى، وهنا جندته الأجهزة البريطانية كعميل مزدوج بعد أن أشارت الأجهزة الدنماركية على الإنجليز بأنه شخص مناسب وقد التعاون بين الجهازين وثيق.

وانقطعت الاتصالات فترة بينه وبين MI6 عندما عاد إلى موسكو للمرة الثانية، وفى الثمانينيات عاد يعمل فى السفارة السوفيتية فى لندن، وتمت الموافقة على تأشيرة دخوله بسرعة، وكانت مهمته فى لندن هي كشف العملاء السوفيت غير المعروفين فى المملكة المتحدة، وصنف كعميل ذي قيمة عالية من حيث كمية وجودة المعلومات التى يوفرها لهم.

العميل الروسي جاريث ويليامز

كان عميلا روسيا مزدوجا يعمل لصالح بريطانيا، وجد مقتولا فى شقته فى حقيبة سفر مغلقة فى حوض الاستحمام، إذ يعتقد أن روسيا تخلصت منه بعد أن كشفت أمره، وعلى عهدة عميل روسى سابق فإن جهاز المخابرات الروسى عندما لم يستطع الضغط عليه، حيث هددهم بأن يكشف عميلا لهم فى MI6.

ولم يتم كشف غموض واقعة القتل، ولكن يعتقد أن روسيا تخلصت منه قبل أن يكشف عميلها فى الجهاز البريطانى.

العميل الروسي ألكسندر ليتفينينكو

عميل روسى سابق تعرض للتسمم فى نوفمبر 2006، بسم من البولونيوم بعد 9 سنوات من كشف أمره، وكان عميلا مزدوجا يعمل للجهاز البريطانى والإسبانى أحيانًا، وطرد من روسيا ووجد ملجأه فى بريطانيا، كما اتهم بوتين بقتله وهو على سرير الموت.

Share it on