«اجتماع الخرطوم».. محاولة إنقاذ أخيرة قبل أيام من تشغيل سد النهضة

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

بين تفاؤل حذر، وترقب مُحبط، ينتظر كثيرون نتائج الاجتماع «التساعى»، اليوم، الذى يجمع وزراء الخارجية والرى ومدراء المخابرات فى مصر والسودان وإثيوبيا، المقرر عقده اليوم ويستمر حتى غدًا.

ويمثل مصر فى الاجتماع الفنى الأول منذ تجميد مصر مفاوضات سد النهضة، فى نوفمبر الماضى، وزير الخارجية سامح شكرى، ورئيس جهاز المخابرات اللواء عباس كامل، ووزير الرى محمد عبد العاطى.

الخارجية: متمسكون بإتمام الدراسات الفنية للسد

شدد المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، على الأهمية الكبيرة للمباحثات التى تستضيفها الخرطوم اليوم بين وزراء خارجية ورى ورؤساء مخابرات مصر والسوادن وإثيوبيا، للعديد من الأسباب.

واستعرض المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، فى تصريحات له، الأسباب: «السبب الأول لأهمية هذه المباحثات، هو أنها تأتى بتكليف مباشر من قيادات الدول الثلاث، فعندما اجتمعوا على هامش القمة الإفريقية الأخيرة بأديس أبابا، وجهوا بضرورة عقد هذا الاجتماع، للتوصل لحل بشأن المسار الفنى فى مفاوضات سد النهضة».

وأضاف أبو زيد أن السبب الثانى الذى تنبع منه أهمية هذا الاجتماع، هو مستوى التمثيل به، حيث إنه رفيع المستوى، وهذا يعكس أهمية الموضوع محل البحث وحساسيته وأهميته الخاصة لدى الدول الثلاث، معربًا عن أمله فى أن يسفر عن نتائج جيدة.

وأشار إلى أن هناك حرصا من جانب مصر على نجاح الدول الثلاث فى التوصل لحل تستطيع من خلاله إطلاق الدراسات الخاصة بالسد، والتى ستحدد الآثار المحتملة له، وكيفية تجنبها، موضحًا أن هذا الهدف الأساسى الذى تسعى مصر إلى تحقيقه فى أقرب وقت ممكن.

وكان أبو زيد قد قال فى بيان لوزارة الخارجية أمس، إن مصر ستسعى خلال الاجتماع إلى تأكيد ما تم الاتفاق عليه بين قادة الدول الثلاث بشأن أهمية الالتزام بتطبيق اتفاق إعلان المبادئ لعام 2015، خاصة ما يتصل بضرورة إتمام الدراسات الخاصة بالسد لضمان تجنب أى آثار سلبية محتملة على دولتى المصب، مؤكدًا تطلع مصر لتطوير التعاون ما بين الدول الثلاث فى كافة المجالات على ضوء الإمكانيات والفرص الكبيرة للتعاون المشترك خاصة فى مجالات الاستثمار والتجارة والتعاون الفنى.

الاجتماع يرسم ملامح مسار المفاوضات

السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية الأسبق، قالت إن اجتماعات اللجنة الرباعية المزمع انعقادها اليوم الأربعاء، فى الخرطوم مهمة للغاية، لأنه من خلالها يتم رسم ملامح مسار مفاوضات سد النهضة وتبادل المعلومات بين وزراء الخارجية ومديرى مخابرات مصر والسودان.

وأضافت مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق، إن الاجتماع يناقش تطورات ملف سد النهضة بعد فترة الجمود التى شابها الفترة الماضية، إثر التوترات التى حدثت فى إثيوبيا وتعيين رئيس وزراء إثيوبى جديد خلفا لديسالين.

السفير السوداني: نحاول تقريب وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا

«نريد التنمية لإثيوبيا، لكن ليس ضد مصالح مصر وحصتها المائية» هكذا علّق عبد المحمود عبد الحليم السفير السودانى فى القاهرة، على الاجتماع المنتظر انعقاده اليوم، بالعاصمة السودانية بشأن سد النهضة، موضحًا أن السودان يحاول تقريب وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا، ويسعى ليكون النيل ساحة للتعاون بين الجميع.

وأضاف عبدالحليم، فى تصريحات له أن اجتماع الخرطوم سيركز فقط على ملف سد النهضة والدراسة الخاصة به.

إثيوبيا مُصرة على ملء خزان السد فى 3 سنوات فقط

فى المقابل يرى الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والرى، أن مصر تخطت فكرة اعتراضها على بناء السد الإثيوبى منذ فترة طويلة، وتركز الحديث على أمور أخرى.

وأضاف نور الدين، أن إثيوبيا دائما تجدد المبررات لعدم الالتزام بأية اتفاقيات بخصوص سد النهضة، مشيرًا إلى أنها مصرة على 3 سنوات لملء خزان سد النهضة، ولكن المشاورات قائمة بين مصر وأثيوبيا وسنتوصل لحلول أفضل قريبًا.

لن يتم مناقشة الاستعانة بالبنك الدولى كوسيط

من جانبه، توقع الدكتور خالد أبوزيد، الخبير الدولى فى مجال المياه، عدم مناقشة الاجتماع للمقترح المصرى، والخاص بالاستعانة بالبنك الدولى كوسيط، موضحًا أن المقترح انتفى المقصد منه بعد اتفاق رؤساء الدول الثلاث على استئناف المفاوضات.

إثيوبيا تبدأ ملء السد الشهر المقبل

«حتى الآن لا توجد أى مؤشرات إيجابية للحل، فالموقف الإثيوبى غير إيجابى، حيث تتجه نحو ملء السد بشكل منفرد بدءا من الفيضان فى مايو المقبل، فيما لم تعد مهتمة بمسار الدراسات الفنية أو إعلان المبادئ الموقّع» هذا ما قاله الدكتور هانى رسلان، رئيس بحوث السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مُبديًا تخوفه من فشل المفاوضات.

وأكد رسلان أن هناك متغيرا وحيدا فى القضية، وهو يخص التدخل الأميركى، حيث كانت هناك زيارة لوفد أمريكى قبل أسابيع للدول الثلاث لمحاولة تقريب وجهات النظر، لكن حتى الآن لم يعلَن عن نتائج واضحة لتلك الزيارة.

ونفى رئيس بحوث السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وجود أى تأثير لتعيين رئيس وزراء جديد لإثيوبيا، وهو الدكتور أبي أحمد، على موقف بلاده المتشدد، موضحًا أنه -رئيس وزراء إثيوبيا- تحدث فى خطابه الأول عن السد باعتباره مشروعا موحدا للشعب الإثيوبى، وهو نفس موقف السلطة السابقة، خصوصا أنه ضمن نفس الائتلاف الحاكم.

قبائل الأورومو.. تؤيد مصر

يذكر أن الدكتور أبى أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبى الجديد، ينتمى إلى قبائل الأورومو، ذات الأغلبية المسلمة، والتى أعلنت جالية تابعة لها بالقاهرة، استنكارها مشروع سد النهضة على نهر النيل‏،‏ مؤكدين تأييدهم الشعب المصرى ضد إقامة هذا المشروع‏.‏

ونظمت وقتها الجالية مظاهرة أمام مفوضية الأمم المتحدة بالسادس من أكتوبر، احتجاجا على تصريحات المسئولين الإثيوبيين بالمضى قدما فى بناء هذا السد. وتعد قبيلة الأورومو أكبر القبائل فى إثيوبيا، حيث تشكل 45% من عدد السكان، و85% منهم مسلمون، وقد عانت هذه القومية من الاضطهاد السياسى والعرقى وزج بهم فى المعتقلات والسجون الإثيوبية.

شارك الخبر على