«استهداف النفط».. ورقة إيرانية جديدة لتهديد أمن الخليج

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

"طريق مواجهة التحالف العربي فى اليمن هو استهداف ناقلات النفط العربية"، تحريض مباشر من إيران باعتبارها العقل المدبر لكل خطوة يقوم بها الحوثيون في اليمن، إلى هذه المليشيات بتوسيع نطاق جرائمها من خلال استهداف النفط في دول الخليج المشاركة في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

ففي محاولة باءت بالفشل، استهدفت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، ناقلة نفط سعودية في المياه الدولية المحاذية لميناء الحديدة اليمني، إلا أن القوات البحرية للتحالف قامت بعملية تدخل سريع وأحبطت المحاولة، واستكملت الناقلة خطها الملاحي.

تحريض علني

وسبق التنفيذ دعوة المدبر لعملیات جماعة المتمردين الحوثيين فى اليمن، والمقرب من المرشد الأعلى حسين شريعتمداري، الحوثيين إلى استهداف ناقلات النفط السعودية وبلدان التحالف فى الخليج.

واعتبر شريعتمداري الذي يترأس تحرير صحيفة كيهان المتشددة، والمقرب من المرشد على خامنئي، خلال ديسمبر الماضي، أن طريق مواجهة التحالف العربي في اليمن، هو استهداف ناقلات النفط العربية فى خليج عدن.

وفى تحريض مباشر، أكد أنه ينبغى على الحوثى استهداف ناقلات النفط السعودي، قائلا: "هذا أقل ثمن يجب أن يدفعه السعوديون"، بحسب وكالة "تسنيم".

واعتاد شريعتمدارى، تحريض ميليشيات الحوثى اليمنية، ورصد أهدافهم والتخطيط لهم عبر صحيفته التى تعد الناطقة بلسان المرشد فى إيران، ففي نوفمبر الماضى حرضهم على استهداف دبى والسعودية.

تصريحات شريعتمداري، أكدت بما لا يدع مجالاً للشك الدعم الكامل والتمويل الذى تقدمه إيران للحوثيين فى اليمن، سواء الغطاء الإعلامي، الذي توفره للقيادات الحوثية، عبر منح منابر إعلامها لتلك الميليشيا وتشجيع كتابها الصحفيين للأفعال الدنيئة التى تقوم بها هذه الجماعات المتطرفة، إضافة إلى التحريض العلني على استهداف البلدان العربية فى منطقة الخليج، الأمر الذى بات يشكل تهديدًا للأمن القومي العربي.

إقرأ أيضا: في الذكرى الثالثة لحرب اليمن.. «سباعية الحوثي» تنسف فرص السلام

تهديد صارخ

من جانبه، أكد المستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقًا، الدكتور فيصل مرزا، أن الهجوم الحوثي الإيراني الذي استهدف ناقلة نفط سعودية غرب ميناء الحديدة باليمن، يعد تهديدًا صارخًا للملاحة البحرية وتهديدا لأمن الطاقة العالمي، مشيرا إلى الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب في البحر الأحمر، الذي يبلغ طوله 20 كم فقط، حيث يلتقي البحر الأحمر بخليج عدن في بحر العرب، مما يجعل مئات من السفن هدفًا سهلًا.

"مرزا" أوضح، أن ما تستهدفه إيران يتمثل في عرقلة الممر المائي، الذي يعدّ واحدًا من أهم الطرق التجارية لناقلات النفط، التي تمرّ من خلاله بعد تحميل شحنات النفط ومشتقاته من الخليج العربي، في طريقها لعبور قناة السويس إلى أوروبا والدول المطلة على البحر المتوسط.

إقرأ أيضا : علماء إيران.. صداع في رأس نظام الملالي

وأكد أن تنفيذ الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران لعمليات إرهابية ضد السفن السعودية بباب المندب، ومن قبل تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، لن يؤثر على القرار السعودي بمحاربة الإرهاب، لأن التهديدات الإيرانية تعدّ مجرد "سحابة صيف" ستنقشع فيما بعد، بحسب "عاجل".

ويؤكد مراقبون أن عرقلة طريق الشحن الحيوي الذي يربط البحر الأبيض المتوسط ​​ببحر العرب والمحيط الهندي، سوف يؤثر على الملاحة البحرية، ويمثل تهديدًا خطيرًا لحرية الملاحة والتجارة الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وسوف يؤثر على ارتفاع الأسعار، نظرًا إلى إضافة تكاليف التأمين على ناقلات النفط، موضحًا أن النقل الآمن للنفط أمر بالغ الأهمية للتجارة العالمية والنمو الاقتصادي، حيث يتم نقل غالبية صادرات النفط العالمية من خلاله.

إقرأ أيضا : «نيوم» الهدف الجديد.. الحوثي يوجه 3 تهديدات للسعودية

لن يؤثر على الإمدادات

بعد الهجوم، أكد خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، أن هجوم الحوثيين على ناقلة النفط، لن يؤثر على إمدادات الخام أو النشاط الاقتصادي.

وقال الفالح على حسابه الرسمي على تويتر "ما تعرضت له ناقلة النفط السعودية من اعتداء إرهابي حوثي، ما هي إلا محاولة يائسة للتأثير على أمن الملاحة الدولية، وباءت بالفشل ولن تؤثر على النشاط الاقتصادي أو تعطل إمدادات النفط".

مصادر في قطاع النفط السعودي، ذكرت أن العمليات النفطية وشحنات الخام مستمرة كالمعتاد، وإنه لم يتم بعد تعزيز الأمن حول المنشآت النفطية داخل المملكة، بحسب "رويترز".

إيران والتدريب

لا يقتصر الدور الإيراني على التحريض وإعداد الخطط ودعم الحوثيين بالمال والعتاد، إلا أن هناك دور آخر تقوم به من خلال تدريب سعوديين على استهداف أنابيب النفط، فمنذ أيام قليلة أصدرت محكمة في الرياض حكما ابتدائيا بالسجن بين 25 و22 سنة، لسعوديين خططا لأعمال إرهابية تستهدف أنابيب النفط غرب المملكة، وذلك بعد انضمامهما إلى تنظيم "حزب الله" العراقي، والتحاقهما بمعسكرات تدريب في العراق وإيران.

إقرأ أيضا: بعد «إهانة القومية العربية».. «الأحواز» ينتفضون ضد النظام الإيراني

وتواصل المدانان عبر برامج التواصل الاجتماعي مع أشخاص مشتبه بهم داخل إيران، لإطلاعهم وتزويدهم بمعلومات تتعلق بخط أنابيب النفط الرابط بين بقيق وينبع، حيث قام أحد الأشخاص في إيران بدعم أحد المتهمين بالمال، من أجل تسهيل سفره إلى طهران، وتأمين تنقلاته هناك، بغرض الانضمام إلى معسكرات تدريبية تهدف إلى الإخلال بأمن السعودية.

واحتضنت إيران عددا من القيادات الإرهابية، ممن تورطوا في عمليات استهدفت مدينة الخبر شرق المملكة عام 1996، وكذلك تفجيرات شرق مدينة الرياض في 2003، إضافة إلى مشاركتها في أعمال تخريبية تستهدف أمن السعودية والبحرين وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان.

شارك الخبر على