لماذا تقرأ لأحمد خالد توفيق؟ الإجابة غيَّر حياتنا

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

حالة من الحزن سيطرت على متابعي ومحبي الكاتب والطبيب أحمد خالد توفيق الذي رحل عن عالمنا أمس الإثنين بعد أزمة صحية ألمت به، ويعتبر أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب والأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي ويلقب بـ"العراب".. "التحرير" سألت مجموعة من الشباب لماذا يقرأون للكاتب الراحل تحديدا عن غيره من الكتاب؟.. وتنوعت إجاباتهم فيما يلي.

تقول الكاتبة رحاب زيد إن الدكتور أحمد خالد توفيق ليس كاتبا فحسب ولا قاصا فقط ولكنه العراب والأب الروحي لكل كاتب اختار طريق القلم وأراد أن يبث للمجتمع قيمة محترمة في كلمة، هو بوصلة وجهت جيلي وأثرت عقله ومشاعره وعندما اخترت المداومة على القراءة له فلأني كنت أبحث عن فلسفة الحياة داخل كلماته، وأن تكون رواياتي القادمة بصخب الفكر الذي أعتنقه وبتلك الحاسة التي تنفذ إلى الروح وتتعامل معها في بوتقة الشك واليقين إلى نقطة الوصول.

وقال مصطفى مجدي "مهندس زراعي - 35 سنة": نحن جيل الثمانينيات تربينا ونشأنا على روايات مصرية للجيب، وكان د.نبيل فاروق ود.أحمد خالد توفيق سببى تفتيح عقول كثيرة وتغيير نمط الفكر لنا، وأروع ما في الراحل أحمد خالد توفيق أن كتاباته ورواياته وقصصه تمتاز بواقعية كبيرة جدا وسلاسة في التعبير والوصف، هو بالفعل عراب الجيل، وبالطبع كانت بدايتنا مع "ما وراء الطبيعة" وشخصية د.رفعت إسماعيل، كما قرأت له "يوتوبيا"، و"عقل بلا جسد"، و"السنجة"، و"إيكاروس".

وقال من بعض كلماته: "وداعا أيها الغريب..

كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة..

عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيرًا..

وداعا أيها الغريب

كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل..

قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس..

لحنًا سمعناه لثوان من الدغل..

ثم هززنا رؤوسنا وقلنا إننا توهمناه..

وداعا أيها الغريب

لكن كل شيء ينتهي!"

أما علا حبيب "مدرسة، 33 سنة" فأكدت أن أسلوبه مختلف ودائما يبتكر في الكتابة، وقالت: "لا أشعر بالملل عندما أقرأ له وأكون مشدودة ومنجذبة لأن أكمل الرواية كما أن الموضوعات التي يتناولها في كتبه مختلفة لم أقرأها من قبل، وحاليا أقرأ له رواية (يوتوبيا) ولم أنته من قراءتها حتى الآن".

قال هانى دعبس "33 سنة، كاتب" وأحد قراء الراحل أحمد خالد توفيق: "سبب متابعتى له لأنه استطاع أن يخلط بين جميع المشاعر والواقعية بامتياز، صنع من الحب والرعب والأمل واليأس مزيجا، كشف مشكلات المجتمع واستطاع أن يصبح أديب الشباب ويجمع باقي الأعمار على رواياته.

أضاف دعبس أنه كان متواضعا جدا مع زملائه ومعجبيه على حد سواء، رفض لقب "العراب" عندما أطلقوه عليه وقال إنه "كبير قوى علي" وظل إلى حد النهاية متمسكا بمرجعيته وأفكاره.

أميرة محمد "طالبة في كلية هندسة جامعة عين شمس، 21 عاما" قالت إنها تعشق كتابات الراحل أحمد خالد توفيق وبدأت تقرأ له من خمس سنوات سلسلة ما وراء الطبيعة ولكنها لم تنته منها بعد كما قرأت له "يوتوبيا" وحاليا ستبدأ في قراءة "ممر الفئران"، وقالت أميرة: "أعشق أسلوبه وكتاباته لأنه يقوم بتوصيل الفكرة بلغة سلسة خالية من الركاكة ومن كتاباته أحببت شخصيته وكما أستمتع وأنا أقرأ".

تقول آية مصطفى "بكالوريوس تجارة إنجليزي، 24 عاما": "أحمد خالد توفيق كان دائما يعبر عنا في كلامه وأعماله الأدبية الرائعة التي استطاعت أن تلمس قلوبنا وعقولنا في نفس الوقت، كلماته كانت معبرة بشكل كبير مقارنة بباقي الكتاب الآخرين، كانت تخلو من العقد والكلمات التي لها أكثر من معنى".

تضيف آية أن أفضل من عبَّر عن فئة الشباب من وجهة نظرى ولكن دون أن يهمل باقى الفئات العمرية الأخرى ولكن كان الجمهور الأكبر له من الشباب من مختلف الثقافات الأخرى، لم نشعر أن هناك فارق سن بيينا وبينه ولكن شعرنا أنه من أصدقائنا أو من الكتاب الشباب.

وأوضح أحمد علاء "محام، 30 سنة"، كان من أكثر أدباء جيله اقترابا من الشباب وفهما لهم، لم يكن يرانا مجموعة من الملائكة، ولكنا ليسوا شياطين وكان يحاول التقرب منا عن طريق كتاباته الرائعة التي ستظل تخليدا لروحه الغالية على كل قرائه سواء الشباب أو باقى الفئات العمرية الأخرى.

تابع علاء: "ستظل تحبني للأبد حتى تحترق النجوم وحتى تفنى العوالم، حتى تتصادم الكواكب وتذبل الشموس وحتى ينطفئ القمر حتى أشيخ فتتآكل ذكرياتي حتى يعجز لساني عن لفظ اسمك حتى ينبض قلبي للمرة الأخيرة فقط عند ذلك ربما أتوقف" من أكثر عبارته المؤثرة العالقة بذهني.

ويقول سيد مصطفى "محاسب، 25 سنة" عندما تأملت رحيل أحمد خالد توفيق وغيره ممن تركوا بصمتهم الطيبة فى قلوبنا وغرسوا الوعى فى المجتمع تيقنت أن آفة مجتمعنا أننا لا نكرم الأشخاص إلا بعد رحيلهم ولا نعرف قيمة الأشياء إلا بعد ضياعها وكأن قدرنا ألا نأخذ من الأشياء الجميلة سوى ذكراها.

تابع مصطفى: "إن البساطة في التناول من أكثر ما يجذبنى في كتاباته لأنه يعبر بشكل صريح وبسيط في نفس الوقت يتناول المشكلات التي يمر بها المجتمع والشباب مع التركيز على طرق حلها".

وتقول سارة كمال "كلية علوم، 22 عاما" إنه في دول العالم المهتمة بالأدب، كتاب كبار تخصصوا في أدب الناشئة، علموا الفتيات والفتيان كيف يمسكون بكتاب، فيقرأونه بشغف دفعة واحدة، ويطلبون المزيد، ليتدرجوا في الوعي مع كل كتاب ولتصبح القراءة عادة، ولهذا أحمد خالد توفيق ليس أقل من "چ.ك.رولينج" مؤلفة هاري بوتر.

عبرت سارة عن فخرها بالخط الأدبي الذي سلكه الراحل أحمد خالد توفيق في رواياته عن الشباب، وتمنت أن يظهر خلفاء يسيرون على نفس دربه.

شارك الخبر على