مصير "الحالمين" الغامض

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

واشنطن - وكالاتقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لن يتم إبرام صفقة لإضفاء الصبغة القانونية على صغار المهاجرين المعروفين بالحالمين في البرنامج المعروف باسم "داكا" وأعلن أن الحدود الأمريكية المكسيكية تزداد خطورة.وبعد أن سجّل ترامب تهنئة بعيد القيامة على تويتر اتبعها بتغريدة قال فيها "ضباط حماية الحدود لا يُسمح لهم بأداء مهماتهم على الحدود بسبب تلك القوانين الليبرالية (الديمقراطية) السخيفة مثل قانون الاحتجاز ثم الإفراج. الأمور تزداد خطورة. قوافل قادمة. لا بد أن يلجأ الجمهوريون للخيار النووي لإقرار قوانين مشددة الآن. لا اتفاق داكا بعد اليوم".كما هدّد بالقضاء على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) التي يجري التفاوض عليها الآن مع المكسيك وكندا.وتتعلّق أبرز القضايا الشائكة في محادثات اتفاقية نافتا بالمطالب الأمريكية الخاصة بتجارة السيارات وآليات تسوية النزاعات. أما الربط بين مستقبل الاتفاقية المبرمة منذ 24 عاما وخطة ترامب لبناء جدار على الحدود مع المكسيك فلم يكن قط من بين أهداف التفاوض الأمريكية.تأسس برنامج داكا العام 2012 في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وطالب ترامب بإلغائه في الخريف الفائت ويستهدف البرنامج الأفراد الذين وصلوا أطفالا إلى الولايات المتحدة بصحبة آبائهم ولم يسجلوا كمهاجرين ويحميهم من الترحيل كما يسمح لهم بالعمل.ويقضي ترامب إجازة عيد القيامة في بالم بيتش بولاية فلوريدا في منتجع مارالاجو الخاص به. وقال للصحفيين في طريقه إلى قداس عيد القيامة إنه "لا بد للمكسيك من مساعدتنا على الحدود".وسبق أن قال ترامب إنه مستعد للتوصل لاتفاق مع الديمقراطيين في الكونجرس الذين يريدون حماية البرنامج مقابل الموافقة على تمويل لبناء جدار حدودي مع المكسيك الذي يعدّ من وعود ترامب الانتخابية. وقد أصرّ ترامب خلال الحملة الانتخابية على أن المكسيك ستدفع كلفة بناء الجدار.واستمرّ ترامب على تويتر في القول إن المكسيك لا تفعل "شيئا يُذكر أو لا شيء على الإطلاق" لوقف تدفق الأفراد عبر الحدود الجنوبية.وقال: "يسخرون من قوانين الهجرة الغبية لدينا. يجب أن يوقفوا تدفقات المخدرات والناس بأعداد كبيرة وإلا فسأوقف بقرتهم الحلوب. نافتا. نحتاج لجدار".وكان ترامب هدّد باستخدام الفيتو الشهر الفائت ضد مشروع قانون شامل للإنفاق كونه لا يتطرّق لمصير الحالمين ولا يموّل الجدار الحدودي تمويلا كاملا، غير أنه وقّع على مشروع القانون.وفي الأشهر التي أعقبت تولي ترامب الرئاسة، تراجع كثيرا عدد من يتم احتجازهم من المهاجرين غير الشرعيين على الحدود الأمريكية المكسيكية.ووفقا لبيانات إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية فإن عدد هؤلاء هبط من أكثر من 42 ألفا و400 شخص في يناير 2017 إلى نحو 15 ألفا و700 شخص في أبريل ومنذ ذلك الحين، ارتفع عدد الموقوفين وتجاوز في الأشهر الأولى من 2018 المستويات التي سجلها في عهد إدارة أوباما.وجاءت تغريدات ترامب بخصوص برنامج (داكا) بعد قليل من نشر تقرير على قناة فوكس نيوز التلفزيونية يقول إن "قافلة" من المهاجرين معظمهم من هندوراس يعبرون المكسيك متجهين إلى الولايات المتحدة "سواء بصورة غير شرعية أو يطلبون اللجوء".و"داكا" برنامج طرحته إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في يونيو 2012 يمنع ترحيل مهاجرين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني عندما كانوا أطفالا، ويمنح المستفيدين منه -وعددهم يقارب ثمانمئة ألف شخص- حق العيش في البلاد بطريقة شرعية. وألغاه الرئيس الحالي دونالد ترامب في سبتمبر 2017.ويهدف إلى "العمل المؤجل للوافدين الأطفال" (deferred action for childhood arrivals - DACA) المعروف اختصارا بـ"داكا" إلى إضفاء صفة قانونية على أوضاع المهاجرين الذين دخلوا بطريقة غير مشروعة إلى الولايات المتحدة مع أهاليهم وهم أطفال، والسماح لهم بالدراسة والعمل علنا.وكان أوباما أمر قبل العام 2012 بتطبيق برنامج "داكا" من أجل السماح لأطفال مهاجرين لا يملكون إقامة في الولايات المتحدة بتخطي عوائق وضعهم غير القانوني، والسماح لهم بالدراسة والعمل بعيدا عن الخوف من تعرّضهم للتوقيف والملاحقة.وللحصول على امتيازات هذا البرنامج، يفترض في المتقدم مجموعة من الشروط على رأسها ألا يكون قد تعدى 31 سنة من العمر بتاريخ 15 يونيو 2012.قرار ترامبألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخامس من سبتمبر 2017 برنامج "داكا" لكنه أرجأ تنفيذه حتى مارس 2018، ومنح الكونجرس ستة أشهر لتحديد مصير نحو ثمانمئة ألف شخص سيتأثرون بالقرار.ووصف وزير العدل جيف سيشنز -الذي أعلن القرار نيابة عن ترامب- البرنامج بأنه تجاوز غير دستوري من قِبل أوباما قائلا "سيتم وقفه بشكل منظم وقانوني".وأصدر ترامب بيانا مكتوبا في وقت لاحق قال فيه "لا أؤيد معاقبة الأطفال وأغلبهم الآن بالغون عن تصرفات آبائهم، لكن ينبغي أن نقرّ بأننا بلد الفرص لأننا بلد القوانين".وندّد ترامب ببرنامج أوباما ووصف سلفه بأنه "نهج العفو أولا" مع المهاجرين غير القانونيين، وشدّد على شعاره القومي "أمريكا أولا" وقال إنه رغم المخاوف التي أبداها منتقدوه بشأن مصير "الحالمين" فإنه "ينبغي أن نتذكر أن الشباب الأمريكي له أحلام أيضا".وعن الخطوة المقبلة، نقل ترامب المسؤولية إلى الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وقال إن الأمر متروك الآن للنواب لإقرار تشريع للهجرة يتناول مصير المشمولين بحماية برنامج داكا ويواجهون خطر الترحيل.وغرّد ترامب "الكونجرس لديه الآن ستة أشهر لتقنين داكا، وهو شيء لم تستطع إدارة أوباما فعله.. وإذا لم يستطع سأعيد النظر في القضية". ولم يقدّم الرئيس ولا وزير عدله تفاصيل عن طبيعة التشريع الذي يرغبان في إقراره.وزارة العدل أوضحت أنه لن يتم النظر في أي طلبات جديدة اعتبارا من اليوم. ولن يتأثر مصير الذين استفادوا من هذا الوضع حتى 5 مارس 2018، أي فترة ستة أشهر تمنحها الإدارة للكونجرس ليقرر التشريع في هذه المسألة.ردود فعلوعلى خلفية قرار ترامب، اندلعت احتجاجات في العديد من المدن الكبرى في أنحاء الولايات المتحدة بالتزامن مع تصريحات لمسؤولين جمهوريين وديمقراطيين تحذّر من تبعات القرار.وفي السياق، أصدر أوباما بيانا وصف فيه تصرّف ترامب بأنه قرار سياسي، ودافع عن قانونية برنامج داكا حاثا الكونجرس على حماية "الحالمين".وقال أوباما: "هذا عن شباب ترعرع في أمريكا.. أطفال درسوا في مدارسنا وشبان بالغون يشرعون في حياتهم العملية، ووطنيون تعهدوا بالولاء لعلمنا. هؤلاء الحالمون أمريكيون بقلوبهم وعقولهم".وعلاقة بالموضوع، أزال مارك زوكربرج، أحد مؤسسي فيسبوك، صورته على الموقع ليضع بدلا منها صورة مرفقة برسالة بسيطة تقول "ادعم داكا". بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة آبل، تيم كوك، إن "250 من زملائي في آبل حالمون وأنا معهم. إنهم يستحقون احترامنا، وحلا يليق بالقيم الأمريكية".

شارك الخبر على