بعد أحداث «مسيرة العودة».. إسرائيل في انتظار معركة دبلوماسية

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

لم يكن أمرًا مستغربًا، أن توجه إسرائيل رصاص قناصتها نحو صدور الشباب الفلسطيني الأعزل، حيث شهدت مظاهرات "مسيرة العودة" استشهاد 16 فلسطينيًا.

ووصف الجيش الإسرائيلي، تعامله مع هذه المظاهرات التي بدأت الجمعة الماضية على حدود قطاع غزة، بالفعال والمشروع، حيث لم يتم اختراق السياج الأمني، وتم الحفاظ على أمن الحدود، وصد المتظاهرين.

حيث نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، عن المحلل العسكري الإسرائيلي روني دانيال، تصريحه أن رد فعل الجيش "كان ناجحًا".

فيما قال رونين مانليس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الجنود الإسرائيليين كانوا دقيقين للغاية في استهداف المتظاهرين الذين حاولوا تخريب واختراق السياج الأمني.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي قد يكون الجيش الإسرائيلي تعامل فيه بنجاح مع المظاهرات، إلا أن هناك معركة أخرى لم تبد فيها إسرائيل أي تقدم وهي المعركة الدبلوماسية.

فحتى مساء السبت كان المسؤولون الإسرائيليون مترددين في إصدار التعليقات، حيث قال مسؤول إسرائيلي إن وزارة الخارجية لم تضع تقديراتها للموقف بعد.

وبالنظر لتطورات الأحداث على مدى الأيام المقبلة، ستجد إسرائيل نفسها مضطرة للدخول في معركة أخرى إلى جانب المعركة الدائرة على الحدود مع غزة، للدفاع عن نفسها دبلوماسيًا.

وسارع المسؤولون الإسرائيليون لتوضيح موقفهم مما حدث، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تحية لجنودنا الذين حافظوا على أمن الحدود، وسمحوا للمواطنين الإسرائيليين بالاحتفال في أمان"، مضيفًا أن "إسرائيل ستتعامل بحزم لحماية سيادتها، والدفاع عن مواطنيها".

كما أصدرت وزارة الخارجية مساء السبت، بيانًا أكدت فيه أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن حدودها، وأنه لا يمكن سوى لوم حماس على أعمال العنف التي وقعت على الحدود مع قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة أن كل تلك التصريحات التي أوضحت موقف إسرائيل، لم تلقى صدى في المجتمع الدولي، حيث أدانت العديد من الدول تصرفات إسرائيل، فيما دعت بعض الأطراف الدولية الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

وطالب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بإجراء تحقيق مستقل، وعقد مجلس الأمن جلسة خاصة عاجلة لمناقشة الوضع، فيما صرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن إسرائيل ستحاصر "بظلمها للفلسطينيين".

وأفادت الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، في بيان لها يوم السبت "ينعى الاتحاد الأوروبي الضحايا"، وقالت إن استخدام إسرائيل للذخيرة الحية يجب أن يخضع "لتحقيق مستقل وشفاف"، وهو ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس في تصريحات سابقة أدلى بها.

وأضافت موجيريني أنه "في الوقت الذي يحق فيه لإسرائيل حماية حدودها، إلا أن استخدام القوة يجب أن يكون متناسبًا في جميع الأوقات"، مشيرة إلى أن حرية التعبير وحرية التجمع "هي حقوق أساسية يجب احترامها".

كما شهدت جلسة مجلس الأمن التي دعت إليها الكويت مساء الجمعة، هجوم الوفود العربية على إسرائيل، إلا أن الأخيرة حظيت بدعم الولايات المتحدة التي رفضت إدانة المجلس لتصرفات إسرائيل.

ودافع داني دانون مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة عن بلاده، قائلًا إنه "في الوقت الذي كان يحتفل فيه اليهود حول العالم بعيد الفصح، انزلق الفلسطينيون إلى مستوى جديد من الخداع، بحيث يمكنهم استغلال الأمم المتحدة لنشر الأكاذيب حول إسرائيل".

وأضاف أن "هذا الاستغلال المشين لعطلتنا لن ينجح في منعنا من قول الحقيقة حول مسيرة حماس الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة".

كما هاجم ديفيد كييس المتحدث باسم نتنياهو الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنها "المكان الأخير الذي يمكنه إدانة إسرائيل، بالنظر إلى تاريخها الطويل في معاداة إسرائيل"، مضيفًا: "ما يجب أن تناقشه هو أفعال حماس الإرهابية، ودعواتها لإبادة اليهود".

فيما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان: "لا أفهم جوقة المنافقين الذين يدعون إلى تشكيل لجنة تحقيق، لقد شعروا بالارتباك واعتقدوا أن حماس نظمت مهرجانا بالأمس، وأنه ينبغي لنا أن نعطيهم الزهور".

وأكدت الصحيفة أنه بغض النظر عن تلك التعليقات المليئة بالسخرية، فإن الواقع يشير إلى أن الحوادث التي تقتل فيها القوات الإسرائيلية أعدادا كبيرة من الفلسطينيين، عادة ما تؤدي إلى عواقب دبلوماسية صعبة، وسوف تحدد الأيام القادمة مدى صعوبة هذه العواقب.

شارك الخبر على