بعد تصعيد «الناتو».. هل تتلقى روسيا طعنة من أردوغان مجددًا؟

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

تتسم العلاقات الروسية التركية بطابع من المرونة، رغم الأزمات التي شهدها الطرفان خلال الأعوام الماضية، بداية من الصراع في سوريا، مرورًا بحادث إسقاط المقاتلة الروسية، وأخيرًا مقتل سفير موسكو على يد أحد الضباط الأتراك.

وعادة ما تُظهر الأحداث طعن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في الظهر، وفي ظل الصراع بين روسيا وقادة الاتحاد الأوروبي، لم يتبين حتى الآن موقف تركيا من أزمة مقتل الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال، والتي قامت أكثر من 20 دولة على أثرها بطرد أكثر من 130 دبلوماسيا روسيا.

اقرأ أيضًا: أزمة «سكريبال»| ابنته تتعافى.. وروسيا تطرد 73 دبلوماسيا 

ووفقا لصحيفة «نيزافيسيمايا جازيتا»، فإن علاقات الناتو أقوى من الشراكة الروسية التركية، إلا أن علاقة موسكو بأنقرة ما زالت تقلق الجانب الأمريكي.

ومن المنتظر أن ينعقد مجلس التعاون التركي الروسي على أعلى مستوى، بمشاركة رئيسي البلدين، في 3 إبريل بأنقرة، حيث سيقوم الزعيمان بوضع حجر الأساس لمحطة الطاقة النووية في أكويو، ثم يتوجهان إلى العاصمة التركية.

العلاقات بين البلدين، تخال للجميع من الوهلة الأولى، أنها في أبهى صورها، ولا يوجد خلافات بين البلدين، وهذا ما ظهر من خلال موقف قادة أوروبا بطرد الدبلوماسيين الروس من عشرات الدول، في حين امتنعت أنقرة عن طرد أي دبلوماسي، حسب الصحيفة.

اقرأ أيضًا: «سكريبال».. كلمة السر وراء طرد 148 روسيًا حول العالم 

ورغم موقف تركيا من أزمة روسيا مع بريطانيا، فإنها لم تعلق على قرار حلف شمال الأطلسي بطرد 7 موظفين من البعثة الروسية الدائمة في الناتو من بروكسل، حيث تبين أن الجانب التركي لم يستخدم حق النقض ضد هذا القرار، رغم أنه كان يمكنه القيام بذلك، وفقًا للصحيفة الروسية.

الباحث السياسي، كريم هاس، قال: "من وجهة نظر قانونية، كان هذا الخيار ممكًنا، خاصة أن جميع القرارات في الحلف، كما نعرف، تؤخذ بتوافق الآراء".

ومع ذلك، فإن علاقات أنقرة مع شركائها الغربيين، في الآونة الأخيرة، تمر بمرحلة من التوتر الشديد، وبالتالي، لم يكن لها أن تبتعد عنهم أكثر، وفي بعض اللحظات أن تعزل نفسها عن الغرب ككل.

أما بالنسبة لوضع تركيا كدولة ذات سيادة، فقد أثبتت أنقرة ذلك من حيث عدم استبعاد أي موظف من البعثة الدبلوماسية الروسية، ويمكن اعتبار أن القيادة التركية ستلتزم بهذا الموقف في المستقبل، وأن الجانب الروسي يأخذ ذلك في الحسبان، مع الأخذ في الاعتبار العديد من المحادثات الهاتفية التي جرت في الأيام الأخيرة بين الزعيمين التركي والروسي.

اقرأ أيضًا: أزمة «سكريبال»| روسيا ترحب بأي وساطة.. ونيوزيلندا تحظر دخول المطرودين 

"الصحيفة" عاودت التساؤل.. هل ستطعن تركيا روسيا في الظهر مثلما فعلت في السابق؟

بالعودة إلى الوراء قليلًا، كان لينور إسلاموف، أحد منظمي الحصار على شبه جزيرة القرم، قد كشف عن مخططات أنقرة لتقديم المساعدة العسكرية للناشطين الأوكرانيين، معتبرًا أنها طعنة في ظهر روسيا، حيث ظهرت تركيا على حقيقتها، وبدأت تظهر عندما أسقطت طائرتنا.

ووفقا لأقوال لينور إسلاموف، فإن وزارة الدفاع التركية ستزود كتيبة نعمان تشيليبيجيهان الجديدة، التي تضم تتار القرم، بالملابس والأحذية في القريب العاجل.

وواصلت تركيا طعن روسيا مجددا عبر إسقاط طائرة موسكو التي تشارك في محاربة الإرهاب بسوريا، وذلك بعدما وقعت روسيا والولايات المتحدة على اتفاق تجنب الحوادث الجوية، واعتبر بوتين أن الحادث بمثابة طعنة في الظهر.

وأخيرًا حادث اغتيال السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، من قِبل أحد الضباط الأتراك الذي كان مُكلفًا بحراسته في العاصمة التركية أنقرة، حيث أصيب "كارلوف" بثماني طلقات، ونُقل إلى المستشفى في حالة خطرة، قبل أن يلقى حتفه بعد دقائق، وذلك خلال مؤتمر صحفي في احتفالية افتتاح معرض فني تحت عنوان "روسيا في عيون الأتراك".

الحقيقة أن هناك علاقات وطيدة بين البلدين، بدأت عندما وصل الرئيس الروسي الحالي، فلاديمير بوتين إلى سدة الحكم عام 2000، وكان حينها رجب طيب أردوغان رئيسًا لوزراء تركيا.

وعملت روسيا وتركيا على رفع معدلات التعاون الاقتصادي والتجاري والمشروعات المختلفة، مما أدى إلى إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين عام 2010، ليقفز حجم التبادل التجاري بينهما من 4.5 مليار دولار عام 2000 إلى 38 مليار دولار كاملة في الوقت الحالي، لتصبح روسيا الشريك التجاري والاستراتيجي الأول لتركيا، بعد تراجع ألمانيا إلى المركز الثاني.

وفي ظل هذه الأحداث، لا يمكن التنبؤ بالعلاقات بين البلدين، خاصة أنها تعتمد على المصلحة العامة في ظل التحديات التي تواجه البلدين من المجتمع الدولي بأكمله.

شارك الخبر على