بعد اختيار جريشة.. فضائح واتهامات الحكام المصريين في المونديال

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

سيظل تاريخ كرة القدم يتوقف أمام المقولة الشهيرة التي خرجت على لسان النجم الأرجنتينى دييجو أرماندو مارادونا في تعليقه على هدفه الشهير، الذي أحرزه بيده في مرمى إنجلترا في نصف نهائي كأس العالم 1986، عندما قال: "إن 50% من الهدف بفضل لمسة رأسه، والباقي بفضل «يد الله» كما أسماها"حكم المُباراة يومها، كان التونسي علي بن ناصر، الذي لم يتردد في احتساب الهدف صحيحًا في مرمى إنجلترا دون أن يشاهد الحكم التونسي أو أحد مساعديه الواقعة، التي تحولت إلى حدث تاريخي بارز في المونديال، ليصبح بعدها الحكم عدوا لمشجعي الفريق الإنجليزي.

هذه الواقعة الشهيرة من المؤكد أنها ستقفز لأذهان الكثيرين بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، اليوم الخميس، القائمة النهائية لحكام مونديال روسيا 2018، المقرر إقامته في الصيف المقبل خلال الفترة من 14 يونيو إلى 15 يوليو، وضمت القائمة النهائية 36 حكمًا و63 مساعدًا للحكام، ومن بين الـ36 حكمًا 6 حكام من قارة إفريقيا، على رأسهم المصري جهاد جريشة.

وإذا كان الحكم التونسي علي بن ناصر صاحب هذه الكارثة التحكيمية كما يعتبرها الإنجليز فإن الحكام المصريين الذين شاركوا في إدارة المباريات في كأس العالم على مدار تاريخه كانت لهم بصمات، يراها الكثيرون مثل واقعة مارادونا، ومنهم من ظهر بشكل جيد وأشاد به الجميع. ونستعرض في هذا التحقيق تاريخ الحكام المصريين في بطولة كأس العالم منذ انطلاقه عام 1930:
 
على قنديل
يعد الحكم المصري أول حكم عربي يدير مباريات في كأس العالم، بعدما قاد مباراة تشيلي وكوريا الشمالية بكأس العالم 1966، التي أقيمت بإنجلترا، وانتهت بالتعادل 1-1 قبل أن يشارك بعد ذلك في مونديال 1970 بالمكسيك، حيث أسندت إليه مباراة المكسيك والسلفادور، التي فاز فيها المنتخب المكسيكي برباعية نظيفة.

مصطفى كامل محمود
وفي مونديال 1974 بألمانيا الغربية، تواجد الحكم المصري مصطفى كامل محمود، الذي أدار مباراة ألمانيا الغربية وأستراليا، وانتهى اللقاء بفوز المنتخب الألماني بثلاثة أهداف مقابل لا شىء.

حسن عبد المجيد
وفي مونديال 1994، شهد المونديال تمثيلا للتحكيم المصري بعد غياب من خلال عبد المجيد حسن مساعد الحكم.

جمال الغندور
وفي مونديال فرنسا 1998، كانت عودة حكام الساحة المصريين ممثلة في الدولي جمال الغندور، الذي أدار 3 مباريات بين تشيلي مع النمسا ويوغوسلافيا ضد أمريكا، وأخيرًا مباراة البرازيل أمام الدانمارك. وتكررت مشاركة "الغندور" في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، إضافة إلى مشاركة وجيه أحمد مساعد الحكم. وأدار "الغندور" 3 مباريات بين إسبانيا والبارجواي والبرازيل وكوستاريكا، وكوريا الجنوبية وإسبانيا في دور الثمانية.

وشهدت المباراة الأخيرة واقعة كارثية بعدما ألغى الغندور هدفين للمنتخب الإسباني، هدف منهما بناءً على إشارة المساعد بخروج الكرة، وفازت كوريا بركلات الترجيح 5-3 بعد التعادل السلبي ليودع الماتادور البطولة وتصب الصحافة الإسبانية غضبها على الحكم المصري، ووصل الأمر إلى حد اتهامه اتهامات يعاقب عليها القانون.

ويكفي أن صحيفة "آس" الإسبانية علقت على خروج منتخب الماتادور الإسباني من دور ربع النهائي في مونديال كأس العالم 2002 أمام منتخب كوريا الجنوبية بأنها الهزيمة الأكثر ألمًا في تاريخ إسبانيا بعدما منع الحكم جمال الغندور المنتخب من التأهل لنصف النهائي أمام كوريا.

وقالت صحيفة ماركا الإسبانية الشهيرة، إن التريندادي جاك وارنر نائب رئيس الفيفا السابق متورط في العديد من قضايا الفساد في الفيفا على مدار سنوات طويلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن وارنر قام بتعيين جمال الغندور حكما لمباراة إسبانيا مع كوريا الجنوبية في دور الثمانية لبطولة كأس العالم عام 2002، وأعطى له تعليمات بمجاملة منتخب كوريا الجنوبية أصحاب الأرض.

وحسبما وصفت الصحيفة فإن المباراة شهدت تحيزًا من الغندور ضد إسبانيا، وألغى هدفين له، ولعب المساعد دورًا فى قراره، الأمر الذى فسره الإسبان بمجاملة منتخب كوريا مستضيف البطولة مع اليابان، الذي تأهل للدور قبل النهائي على حساب إسبانيا في مفاجأة مدوية.

ويكفي أن الصحف الإسبانية تحتفل بذكرى هذه الواقعة بين الحين والآخر من مرارة وقسوة الخروج، الذي تعرض لها الماتادور الإسباني من مونديال 2002.

عصام عبد الفتاح
وفي كأس العالم 2006 بألمانيا، كانت آخر مشاركة للتحكيم المصري في المونديال، من خلال عصام عبد الفتاح، وقام الأخير بقيادة مباراة وحيدة في دور المجموعات بين أستراليا واليابان لحساب المجموعة السادسة من المونديال الألماني، وتعرض للاستبعاد بعد احتسابه هدفا صحيحا للمنتخب الياباني رغم أن الهدف مشكوك في صحته في المباراة، التي انتهت بفوز أستراليا بثلاثة أهداف مقابل هدف.

وعندما أخطأ الحكم المصري عصام عبد الفتاح باحتساب هدف مشكوك فى صحته لليابان فى مرمى أستراليا قامت الدنيا ولم تقعد لدرجة أن الصحافة الألمانية أفردت صفحات شنت فيها هجوما لاذعًا على عصام عبد الفتاح فيما لفقت له إحدى وكالات الأنباء تصريحات لم يدل بها رغم أن قرار الحكم المصرى لم يؤثر مع ذلك فى النتيجة النهائية للمباراة التي انتهت لصالح أستراليا 3 /1.

في المقابل علّق وقتها عصام عبد الفتاح على الهدف بتأكيده أنه صحيح 100%، وقال: "إذا كان السبب في إعفاء عصام عبد الفتاح من مواصلة مشواره في إدارة مباريات كأس العالم الخطأ، الذي اعتبره البعض خطأ فادحا، فما بالكم من الأخطاء التي وقع فيها الحكام الآخرون الأوروبيون، مثل هدف فرنسا الذي لم يحتسب عندما دخلت الكرة المرمى، ولم يرها الحكم وركلة جزاء شيفشينكو الخيالية ضد المنتخب التونسي وغيرها من الأخطاء التي وقع فيها الحكام في هذه البطولة".

الخلاصة، أن أخطاء الحكام المصريين كان لها ردود أفعال عالمية غاضبة في المشاركات الأخيرة، فهل ينجو جهاد جريشة بمشاركته في مونديال روسيا 2018 من السقوط، ويكرر ما تسبب في اعتزال عصام عبد الفتاح التحكيم بعد استبعاده من الاختيار في المونديال.

شارك الخبر على