بتكلفة ٢٠٠ مليار دولار.. السعودية تحتضن أكبر مشروع للطاقة الشمسية

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

في إطار "رؤية السعودية 2030" التي تهدف إلى تقليل اعتماد المملكة على النفط، تتجه السعودية إلى الاعتماد على بديل آخر من الطاقة المتجددة الأقل تكلفة وهي "الطاقة الشمسية".

ففي ظل حرص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على الاستفادة من الموارد الطبيعية في المملكة وحرصه الشديد على استثمارها، وقع الأمير مع صندوق "رؤية سوفت بنك" مذكرة تفاهم لتنفيذ "خطة الطاقة الشمسية 2030"، التي تعد الأكبر في العالم في مجال إنتاج الطاقة الشمسية.

أكثر البلدان المشمسة

ورغم أن السعودية من أكثر البلدان المشمسة في العالم، فإن المملكة لا تولد إلا كمية ضئيلة جدا من كهرباء الطاقة الشمسية، لا تشكل سوى نسبة هامشية من إنتاج الكهرباء فيها، حيث تعتمد محطاتها الكهربائية في الأساس على حرق النفط، إلا أن هذا المشروع سيؤدي إلى استغلال تلك الطاقة استغلالًا كاملًا.

هذه الاتفاقية تضع الأساس لتطوير قطاع الطاقة الشمسية في السعودية، وسيتم بموجبها تأسيس شركة جديدة لتوليد الطاقة الشمسية، بدءا من إطلاق العمل على محطتين شمسيتين بقدرة 3 ميجاوات و4.2 ميجاوات بحلول عام 2019، والعمل أيضا على تصنيع وتطوير الألواح الشمسية في السعودية لتوليد الطاقة الشمسية بقدرة ما بين 150 ميجاوات و200 ميجاوات بحلول 2030.

ومن المتوقع أن تساعد هذه الاتفاقية والمشاريع التي ستنتج عنها السعودية في توفير النفط، إضافة لخلق 100 ألف وظيفة بالسعودية، وزيادة الناتج المحلي للمملكة بـ12 مليار دولار سنويا.

تكلفة المشروع تبلغ 200 مليار دولار، حيث سيستثمر فيه صندوق "رؤية سوفت بنك"، وهو صندوق مشترك بين مجموعة "سوفت بنك" اليابانية وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، ويهدف الصندوق إلى تعزيز الاستثمارات في القطاع التقني على مستوى العالم.

كما يأتي الطلب المتزايد على الطاقة ليعزز من جدوى المشروع الذي يأتي بالتزامن مع مشاريع أخرى جرى إطلاقها أخيرًا.

المملكة تمتلك ميزة أخرى تساعد في جعلها المصدر الأكبر عالميًّا للطاقة الشمسية، وهي توفر الأراضي الشاسعة والمواد المطلوبة، وهو ما يمهد الطريق أيضًا لانطلاقة عملاقة.

ماسايوشي سون رئيس مجلس الإدارة لصندوق "رؤية سوفت بنك" قال: "سطوع شمس المملكة عظيم، ومساحتها المخصصة للمشروع عظيمة، وتملك مهندسين عظماء، وعمالة عظيمة، والأهم من كل ذلك امتلاكها الرؤية الأعظم".

إقرأ أيضا .. «نووي السعودية».. كابوس يرعب إسرائيل السعودية

العديد من المقومات

حسام خنكار، خبير الطاقة المتجددة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أكد أن السعودية تملك موارد كبيرة من الإسقاط الشمسي تفوق ما تملكه معظم دول العالم.

وأوضح خنكار أن توافر العديد من المقومات الأخرى غير حجم الإسقاط الشمسي، هو الذي دفع السعودية إلى بناء أكبر مشروع للطاقة الشمسية بالعالم، موضحا أن المقومات الأخرى تتمثل بالقدرات البشرية وتطور المنظومة الصناعية.

وأشار إلى تطور تقنيات الاستفادة من الطاقة الشمسية على مستوى العالم، وهو ما دفع العديد من دول العالم للاستفادة من هذا التطور، "لكن السعودية تظل هي الأكبر بموارد الإسقاط الشمسي وهو الأهم"، موضحا أن المملكة لديها قدرات منافسة دوليا في تصنيع مختلف المواد المستخدمة في تقنيات الطاقة الشمسية، ومنها شدة نقاوة مادة السيليكا، وصناعات الألمنيوم والزجاج، وهي عصب صناعات الكهروضوئيات، التي تجعل السعودية مرشحة بقوة لأن تصبح نموذجا مهما لإنتاج الطاقة المتجددة، حسب "العربية".

النفط الجديد
ووسط ترحيب كبير بهذا المشروع، أجمع المواطنون السعوديون على تسميته "النفط السعودي الجديد"، متفقين بهذه التسمية على أن الطاقة الشمسية ستكون موردا طبيعيا لدخل الدولة يوازي دخل النفط في المستقبل، وتداولوا عبر حساباتهم في موقع "تويتر" ومن خلال هاشتاجي النفط السعودي الجديد ومشروع الطاقة الشمسية، مزايا المشروع وعوائده الاقتصادية الهائلة التي ستنعكس عليهم، وعلى وجه الخصوص توفيره 100 ألف وظيفة بحلول عام 2030، وتمكينه المملكة من السيطرة على إنتاج الطاقة الشمسية في العالم.

كما غرّد المستشار بالديوان الملكي السعودي، والمشرف على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، سعود القحطاني، حول هذه الخطة وفوائدها، قائلاً إن المشروع أقل ما يقال عنه هو أنه "النفط السعودي الجديد".

اقرأ أيضا .. «مشروع نيوم».. هكذا تشارك مصر في أكبر مشروع عالمي للسياحة

حدث تاريخي

عدد من الخبراء وصفوا "خطة الطاقة الشمسية 2030" بالحدث الأكبر الذي يمكن وصفه بالتاريخي في العالم، وتكمن أهميته في أن هذه الطاقة مُتجددة ومستدامة، فالسعودية منطقة صحراوية حارة وهذا الاستثمار الآمن، يوفر آلاف الوظائف ويزيد الناتج المحلي ولا مخاطرة منه، حسب "سبق".

وكالة "بلومبرج" عقدت مقارنة سريعة بين حجم الإنتاج في الخطة السعودية، وحجم الطاقة المزمع إنتاجها من أكبر مشروعات يجري التجهيز لها حاليا على المستوى العالمي، فتبين أن المشروعين الأكبر تم الاتفاق عليهما في أستراليا واليونان، وتبلغ طاقة كل منهما 2 جيجاوات فقط، وهو ما يكشف عن ضخامة مشروع المملكة البالغ حجمه 200 جيجاوات أي 100 ضعف.

ويفوق حجم الإنتاج المتوقع من خطة السعودية، ما أنتجه العالم من الطاقة الشمسية العام الماضي بمقدار الثلث، كما سيضاعف المشروع السعودي إنتاج المملكة من الكهرباء ثلاث مرات.

شارك الخبر على