السعودية والأمم المتحدة.. «خطة الفجر» لإنهاء المعاناة في اليمن

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

"الأزمة اليمنية" أحد الملفات الرئيسية التي تناولها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، نظرًا للاهتمام الذي توليه المملكة بهذه الأزمة، حيث تقود التحالف العربي بهدف إعادة الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف به دوليًا، واستعادة الحكومة اليمنية سلطتها، بعد أن سيطر المقاتلون الحوثيون على أنحاء من البلاد.

خطة إنسانية

ففي الوقت الذي تشهد فيه الأزمة اليمنية تعقيدًا ملحوظًا، بحث ولي العهد السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، خلال اللقاء الذي عقد في مقر المنظمة بنيويورك، الأزمة اليمنية، هذا اللقاء أثمر عن توقيع اتفاق شراكة بين الجانبين، لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2018، كما أكدا القيم المشتركة في خدمة الإنسان وأمنه وتنميته.

ومثل المانحين في توقيع البرنامج المشترك سفير المملكة لدى اليمن المدير التنفيذي لمركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن محمد آل جابر، ومن جانب الأمم المتحدة مساعدة الأمين العام والمراقب المالي بيتينا توتشي بارتسيوتاس.

وتتضمن الاتفاقية تقديم مبلغ مليار دولار أمريكي من المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة منها 930 مليون دولار لمنظمات الأمم المتحدة و70 مليون دولار لتأهيل الموانئ والطرق، لزيادة حجم المواد الإغاثية والواردات التجارية.

وفي إطار تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2018 وتخفيف معاناة الشعب، تُنظم الأمم المتحدة بالتعاون مع حكومتي سويسرا والسويد في الثالث من شهر أبريل المقبل مؤتمرًا رفيع المستوي للمانحين، حسب "واس".

جاء ذلك في إطار الاتفاق الذي وقعَه جوتيريش مع الأمير محمد بن سلمان حول الأزمة في اليمن "فجر الأربعاء"، والذي أعرب عن تقديره لما تقوم به المملكة من مساهمات إنسانية في العالم، من أجل الشعب اليمني، ودعمها وتمويلها خطة الاستجابة الإنسانية في البلد الممزق جراء الحرب، داعيًا الدول للمساهمة في هذا الجهد الإنساني.

فقد ناشدت الأمم المتحدة أعضاءها لجمع 2.96 مليار دولار لتمويل المساعدات الضرورية لليمن في العام 2018، ومن المقرر أن يسافر جوتيريش إلى جنيف لحضور مؤتمر للمانحين في 3 أبريل.

إقرأ أيضا .. في الذكرى الثالثة لحرب اليمن.. «سباعية الحوثي» تنسف فرص السلام

حل سياسي

وتحاول الأمم المتحدة إعطاء زخم جديد لمحادثات السلام في هذا البلد، فقد أوصى الأمين العام للأمم المتحدة، ولي العهد السعودي على العمل لإنهاء النزاع في اليمن عبر حل سياسي.

وبعد أن سلّمه بن سلمان شيكًا بـ930 مليون دولار من السعودية والإمارات لتمويل برنامج مساعدات الأمم المتحدة في اليمن، قال جوتيريش: "لا يوجد حل سياسي للمشاكل الإنسانية".

وأضاف "الحل سياسي.. ونحن في تصرفكم بالكامل من أجل العمل على إيجاد حل، من شأنه إنهاء المعاناة في اليمن" حيث تدور حرب أهلية منذ ثلاث سنوات.

وخلال الاجتماع مع بن سلمان، وصف "جوتيريش" النزاع في اليمن بأنه "حرب غبية" تضر بمصالح الدول المُنخرطة فيها.

وقد أكد ولي العهد السعودي، أن المملكة تعمل على احترام مبادئ الأمم المتحدة التي تنص على أنه "يتعين عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى"، في إشارة منه إلى دعم إيراني للحوثيين.

وقال محمد بن سلمان عبر مترجم: إننا "نحاول قدر استطاعتنا حل المشاكل في الشرق الأوسط سياسيًا، وإذا خرجت الأمور عن السيطرة، فإننا نعمل بأقصى ما في وسعنا لتجنب أي عواقب أخرى"، مضيفًا "سنواصل احترام القانون الدولي، كما فعلنا دائما"، حسب "الوكالة الفرنسية".

أكبر تبرع

من جانبه، علَق السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمريكية خالد بن سلمان، على توقيع المملكة وقعت على البرنامج التنفيذي المشترك لتمويل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2018، وكتب عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، أن المبلغ يمثل ثلث ما طلبته الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام الحالي، وهو أكبر تبرع في تاريخ الأمم المتحدة.

ولفت السفير السعودي إلى أن الإغاثة السعودية تصل إلى جميع أنحاء اليمن وبينها مستشفى السلام في محافظة صعدة ومستشفى حجة، وهي مدن يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران.

وفي سلسلة تغريدات، قال السفير السعودي في الولايات المتحدة: إن "التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لا يقوم بدور عسكري فقط، بل يساهم في مشاريع إعادة الإعمار وبناء البنية التحتية، ولا تزال المملكة تقدم الدعم الإغاثي لجميع المنظمات الإنسانية رغم العدوان والتصعيد من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران".

هذا ووصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، لقاء ولي العهد بالأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك بالمثمر، مشيرًا إلى أن اللقاء أكد على الشراكة التاريخية بين المملكة والأمم المتحدة، كما أكد على القيم المشتركة بين الجانبين في خدمة الإنسان وأمنه وتنميته".

وأضاف "الجبير" أن ما قدمته المملكة ومعها دولة الإمارات، اليوم، من دعم لخطة الاستجابة الإنسانية، يأتي في إطار اهتمام بلادنا الكبير بالشعب اليمني الشقيق، وهذا ما أكد عليه ولي العهد، خلال التوقيع على برنامج الشراكة مع الأمم المتحدة"، حسب "سبوتنيك".

اقرأ أيضًا: القتل والاعتقال.. «حرائر اليمن» يدفعن فاتورة الاحتفال بميلاد صالح

مجاعة في اليمن

وفي الوقت الذي تواجه المملكة اتهامات بالتسبب في الأزمة الإنسانية في اليمن بسبب الحصار وعمليات القصف الجوي، أشارت الأمم المتحدة إلى أن اليمن على شفا مجاعة.

وتقول الأمم المتحدة: إن "الأمر يتعلق بأسوأ أزمة إنسانية حاليًا في العالم، مع وجود 22.2 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية".

"75 % من الشعب اليمني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية طارئة، ولن يستطيعوا البقاء على قيد الحياة من دون مساعدة"، هذا ما أكده منسق الأمم المتحدة لشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكجولدريك.

وتابع المنسق الأممي -الذي أعلن مغادرته منصبه مؤخرًا- أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي ارتفعت إلى 24%، وهو رقم يؤدي إلى مجاعة، وفق تعبيره.

وسبق للّجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة "أطباء بلا حدود" أن أكدتا الشهر الماضي أن آلاف اليمنيين المصابين بمرض الفشل الكلوي يواجهون خطر الوفاة ما لم تتلق مراكز الغسل الكلوي المتبقية بالبلاد الإمدادات الضرورية.

 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على