هل تصعد أمريكا الخلاف ضد روسيا؟.. «بوليتيكو» تجيب

over 7 years in التحرير

حرب دبلوماسية تتعرض لها روسيا خلال الفترة الماضية بعد قرار عدد من الدول طرد العشرات من الدبلوماسيين الروس من أراضيها، على خلفية اتهام موسكو بالضلوع في محاولة اغتيال الجاسوس السابق سيرجي سكريبال في لندن باستخدام غاز الأعصاب.

لم تتوان الولايات المتحدة في الوقوف إلى جانب بريطانيا، وقررت طرد 60 دبلوماسيا روسيا من أراضيها، بالإضافة إلى إغلاق القنصلية الروسية في سياتل.

ولا توجد أي بوادر تشير إلى أن الفترة المقبلة ستشهد نهاية لهذه الخلافات والتوترات، وتبقى المرحلة التالية من التصعيد الأمريكي ضد روسيا تمثل حالة من الغموض للعديد من المراقبين.

مجلة "بوليتيكو" الأمريكية استعرضت سلسلة من الاحتمالات للتصعيد الأمريكي:

1- طرد السفير

تقول المجلة: إنه "لا يخفى على العاملين في السلك الدبلوماسي أن معظم الدبلوماسيين الروس هم في الأصل عملاء للاستخبارات الروسية، وقامت الولايات المتحدة بالفعل بطرد العديد منهم من أراضيها".

إلا أن نتائج وتبعات هذه الخطوة غير كافية، كما أن تأثيرها غير كافٍ تمامًا، حيث في الظروف الطبيعية تضعف هذه الخطوة عمليات التواصل بين الدول، إلا أن العلاقات الروسية الأمريكية، لا تُدار بالتواصل عن طريق الجواسيس "الدبلوماسيين".

بالإضافة إلى ذلك فإن السلطات الروسية ليست في حاجة لهؤلاء "الجواسيس" لجمع معلومات عن الولايات المتحدة، حيث تؤكد المجلة أن الجواسيس الروس مُتشعبون بالفعل في المؤسسات الأمريكية.

لذلك فالخطوة التالية التي ستتم مناقشتها في الغرف المغلقة لمجلس الأمن القومي الأمريكي، هي طرد السفير الروسي، والتي ستكون رد فعل مناسبا.

واشنطن أعلنت في السابق أن السفير الروسي لديها، شخص غير مرغوب فيه، وهي خطوة لها معنى رمزي، وتأثير قوي.

فبدون وجود سفير روسي في واشنطن، ستقل فرص تواصل موسكو المباشر مع الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية، وغيرهم من المسؤولين الكبار.

2- توقيع المزيد من العقوبات

وقَع الرئيس ترامب، على مضض، في أغسطس الماضي عقوبات اقتصادية على روسيا، بسبب تدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية، إضافة إلى أنشطتها في أوكرانيا.

كما وقَع في بداية الشهر الجاري عددا من العقوبات، ولكنها لم تأت بالنتائج المرجوة، لكن "بوليتيكو" أكدت أنها تعلم ما الذي سينال من بوتين حقا.

ففي 2012 أقرت الولايات المتحدة قانون "ماجنيتسكي" الذي ينص على منع 18 مسؤولًا ورجل أعمال روسي من دخول الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تجميد أصولهم الموجودة في البنوك الأمريكية، وحظر تعاملاتهم مع البنوك الأمريكية مستقبلًا.

أثارت هذه العقوبات غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي قرر الانتقام، حيث أصدر قانونا يمنع المواطنين الأمريكيين من تبني أطفال روس.

وأشارت المجلة إلى أن الرسالة كانت واضحة، بأن أي عقوبات ستمس النخبة المُقربة من الرئيس بوتين، ستتسبب في الضرر الأكبر لروسيا، وستكون أفضل رادع لها.

وهناك خيار آخر، "النفط الروسي" ويعد أحد أهم مصادر الدخل للاقتصاد القومي للبلاد، لذا ستكون العقوبات الأمريكية على صناعة النفط لها أكبر تأثير على موسكو.

التعاون مع شركاء الولايات المتحدة الأوروبيين، أكبر المشترين للنفط الروسي، في توقيع تلك العقوبات، وسيزيد من تأثيرها.

3- شن حرب إلكترونية

السؤال الأكثر تداولًا الآن في الغرف الأمريكية المغلقة لصنع القرار، هو: إذا شنت روسيا هجوما إلكترونيا ضد الولايات المتحدة فلماذا لا نرد بالمثل؟

إلا أن قائد القوات الإلكترونية الأمريكية، صرح في وقت سابق بأن الرئيس ترامب، لم يمنحه الضوء الأخضر بعد، لشن هجوم إلكتروني على روسيا.

إلا أن مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد جون بولتون، أفاد أن شن حملة إلكترونية انتقامية خيار متاح، مضيفًا أن "الدرس الذي نرغب في أن تتعلمه روسيا هو أن التكاليف التي ستتكبدها إذا شنت هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة ستكون عالية للغاية".

4- تجربة الخيار العسكري

ربما كان الرد العسكري التقليدي مطروحًا على الطاولة عندما غزت روسيا أوكرانيا أو أرسلت جنودها إلى سوريا، ولكن "بوليتيكو" ترى أنه إذا لم تعتقد الولايات المتحدة أن الرد العسكري كان منطقيا في ذلك الوقت، فمن الصعب أن نتخيل أنه قد تمت مناقشته بعدها.

إلا أنها ما زالت تعتقد أن القوة العسكرية هي خيار مطروح بشكل دائم على الطاولة، بالتأكيد غيرت قدرات روسيا النووية، الرهانات المطروحة من كل زاوية، ولكن مع التغيير الذي تشهده الإدارة الأمريكية، فإن القوة الغاشمة يمكن أن تشق طريقها على جدول أعمال الحكومة.

Share it on