قمة «ترامب وكيم» في خطر بسبب مفاعل نووي جديد

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

أعلنت الصين اليوم الأربعاء عن تفاصيل زيارة سرية قام بها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون لبكين، أكد خلالها أنه مستعد للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتخلي عن برنامج بيونج يانج للأسلحة النووية، وفقًا لوكالة أنباء "شينخوا".

إلا أن العديد من المراقبين أكدوا أن هناك العديد من الأدلة التي تشكك في مدى مصداقية تصريحات كيم، كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أدلة جديدة تشير إلى أن كوريا الشمالية توسع من أنشطتها النووية.

ونشرت الصحيفة صورًا من الأقمار الصناعية، توضح دخول مفاعل نووي جديد حيز التشغيل في كوريا الشمالية، بعد استمرار عمليات إنشائه لسنوات.

ويقع المفاعل في مجمع "يونج بيون" النووي، حيث بدأت البلاد أنشطتها النووية منذ الستينيات، ويضم المجمع الواقع بالقرب من تحويلة لنهر "كوريونج"، المئات من المباني، على مساحة تقدر بأكثر من 8 كم مربعة.

وتصر كوريا الشمالية على أن هذا المفاعل مخصص لإنتاج الطاقة الكهربائية للاستخدامات المدنية، لكن ما زال بإمكانها استخدامها لتخصيب اليورانيوم اللازم لإنتاج الأسلحة النووية، ودعم المنشآت القديمة والموجودة في "يونج بيون".

تهديد لقمة "ترامب- كيم"

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا المفاعل الجديد من الممكن أن يكون نقطة الخلاف الرئيسية في القمة المقررة بين كيم وترامب، حيث سيُصر الأخير على نزع الأسلحة النووية بشكل كامل.

ومن الممكن أن يوافق كيم على وقف الاختبارات النووية وبرامج الصواريخ، لكن سيظل بإمكانه الحصول على الوقود اللازم لصناعة قنبلة نووية.

وأضافت أن هذا الأمر كان نقطة مهمة للغاية في الاتفاق النووي مع إيران، حيث تمكن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من إقناع الإيرانيين بالتوقف عن إنتاج كميات كبيرة من الوقود النووي، ولكن ليس من الواضح حتى الآن، ما إذا كان بإمكان ترامب إقناع "كيم" بهذا الأمر.

وإذا ما انهارت المفاوضات أو استمرت لفترة أطول من اللازم، فمن الممكن أن تتخذ الولايات المتحدة من هذا المفاعل ذريعة للقيام بعمل عسكري، خاصة بعد تعيين جون بولتون ذى الآراء المتطرفة، مستشارًا للأمن القومي.

فقبل أن يتم توقيع الاتفاق النووي الإيراني، قال بولتون في مقال: إنه "لا المفاوضات أو العقوبات يمكنها أن تمنع إيران من دعم وتطوير برامجها وأسلحتها النووية، ولم تختلف وجهة نظر بولتون تجاه كوريا الشمالية عن إيران"، بحسب الصحيفة.

وأضاف أن الحقيقة غير المريحة، تؤكد أن الحل العسكري وحده مثل هجوم إسرائيل عام 1981 على المفاعل النووي في العراق، أو تدميرها لمفاعل سوري عام 2007، يمكنه تحقيق الهدف المنشود".

زيادة النشاط النووي

وأشار تقرير لمركز الأمن والتعاون الدولي في جامعة ستانفورد، إلى أن الصور الملتقطة للمفاعل تظهر تصاعد أعمدة الدخان من مدخنة المفاعل، وهو ما قد يشير إلى أن الاختبار الأولي للمفاعل قد بدأ.

وأوضح التقرير أن المفاعل لديه القدرة على توليد طاقة كهربائية تقدر بـ25 إلى 30 ميجاوات، وهي كافية لإنارة قرية صغيرة، كما بإمكانه إنتاج 20 كيلوجراما سنويا من البلوتونيوم المستخدم لصناعة الأسلحة.

وقالت "نيويورك تايمز": إن "هذه الكمية أكبر أربع مرات من الكمية التي ينتجها أكبر مفاعل نووي كوري شمالي في العام، والذي كانت تعتمد عليه في إنتاج ترسانة البلاد النووية".

وكشفت الصور التي جاءت في تقرير جامعة ستانفورد تزايد النشاط حول المفاعل، خاصة عام 2017، وهو ما يشير إلى أن كوريا الشمالية ترغب في تشغيل المفاعل بشكل كامل في أقرب وقت.

صحة الادعاءات الكورية

وأشار تقرير جامعة ستانفورد إلى أدلة جديدة تثبت صحة الادعاء الكوري الشمالي، بأن المفاعل مخصص لتوليد الكهرباء، حيث كشفت صور الأقمار الفضائية، إنشاء خطوط كهرباء حول المفاعل.

وصرحت أليسون بوتشيوني من جامعة ستانفورد، بأن هناك العديد من الأدلة التي تثبت أن المفاعل سيستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية، كما حذرت من النظر إلى المفاعل على أساس أنه وسيلة تسمح لكوريا الشمالية بالحصول على الوقود النووي.

إلا أن الصحيفة أكدت أنه من الصعب إنهاء تلك النظرة، حيث رفضت كوريا الشمالية منذ زمن بعيد السماح للمراقبين الدوليين، بتفتيش منشآتها النووية.

شارك الخبر على