كيف خرّب «بولتون» السياسة الخارجية الأمريكية لصالح إسرائيل؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتعيين جون بولتون مستشارًا للأمن القومي، اعتراضات بين العديد من السياسيين في واشنطن، إلا أنه لاقى ترحيبًا في إسرائيل.

كان من الواضح أن ترحيب تل أبيب بهذا القرار يرجع إلى مواقف "بولتون" المؤيدة لإسرائيل، إلا أن صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية كشفت أبعادًا جديدة لهذا الترحيب.

حيث ذكرت أن بولتون أثناء عمله سفيرًا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، قدَم لإسرائيل معلومات هامة عن خطط بلاده في الأمم المتحدة دون علم رؤسائه، والتي كان من شأنها تغيير سياسة الولايات المتحدة.

واستندت الصحيفة في ادعائها إلى شهادة دان جيلرمان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت.

اقرأ أيضًا: كيف استقبل الإسرائيليون تعيين «بولتون» مستشارا للأمن القومي الأمريكي؟ 

وقال جيلرمان الذي كان مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة عام 2006، وهي نفس فترة عمل بولتون: إن الأخير "اتصل بي في أكثر من مناسبة، وحذرني من أن الولايات المتحدة ستصوت ضد إسرائيل، وطلب مني تنبيه رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إيهود أولمرت".

وأضاف "وفي أكثر من مناسبة، اتصل رئيس الوزراء أولمرت، بالرئيس الأمريكي حينها جورج دبليو بوش، وجعله يغير رأي وزارة الخارجية الأمريكية".

وأشار السفير الإسرائيلي إلى أن بولتون كان يتواصل معه بشكل روتيني معه لإبلاغه بالمواقف التي تناقشها حكومة الولايات المتحدة، وكانت أحد أهم أبرز الأمثلة في عام 2006، عندما كان يناقش مجلس الأمن "القرار 1701"، المتعلق بوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله.

حيث حذَر بولتون الإسرائيليين من خطط كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك.

اقرأ المزيد: يدعم قصف إيران وكوريا الشمالية.. من هو «بولتون» مستشار ترامب للأمن القومي؟ 

وأضاف جيلرمان أن "بولتون اتصل بي في الثامنة مساءً، والثالثة صباحًا بتوقيت إسرائيل، وأبلغني أنه يجب أن أحذر رئيس الوزراء من أن كونداليزا رايس اتفقت مع الفرنسيين ضدكم".

يذكر أنه لم تحدث مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل خلال تلك الحرب، حيث كانت الحكومة الفرنسية تمثل لبنان في المفاوضات، فيما مثلت الولايات المتحدة إسرائيل، وقال السفير الإسرائيلي: إن "مشروع القرار الفرنسي لم يكن مقبولا من إسرائيل تمامًا".

وأكمل "أيقظت رئيس الوزراء في الثالثة صباحًا بتوقيت إسرائيل، وقد تسبب هذا في تغيير كامل لبعض النقاط في مشروع القرار النهائي"، إلا أنه رفض الإفصاح عن التغييرات التي طرأت على مشروع القرار.

صحيفة "ديلي بيست" تواصلت مع أولمرت هاتفيًا، والذي أكد من جانبه ما كشف عنه السفير الإسرائيلي، كما ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مساعدات بولتون في سيرته الذاتية، التي صدرت الأسبوع الماضي.

من جانبها، كتبت كونداليزا رايس في سيرتها الذاتية التي نشرت عام 2011، أنها علمت "بعد مرور عدة سنوات، أن بولتون كان يقدم معلومات إلى إسرائيل عبر الأمم المتحدة دون إذن".

وردًا على تصريحات رايس، قال بولتون في 2011: "بالطبع أبقيت الإسرائيليين على اطلاع حول سير المفاوضات، هكذا يجب أن تتعامل مع حلفائك".

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن كلا من جيلرمان وأولمرت، قدما العديد من الروايات حول تجاهل بولتون للتسلسل الوظيفي والبروتوكول، ومحاولاته المستمرة لتجاوز كونداليزا رايس.

اقرأ المزيد: أمريكا تستعد لحرب مع كوريا الشمالية وإيران بعد تعيين جون بولتون 

كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قد ذكرت الأسبوع الماضي، أن ديك تشيني نائب الرئيس جورج بوش الابن "توسل" لرايس من أجل تعيين بولتون نائبًا لها بعد أن تولت منصب وزير الخارجية، إلا أنها رفضت.

وبدلًا من ذلك قرر بوش ترشيحه لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إلا أن الكونجرس الذي كان يسيطر عليه الحزب الجمهوري، رفض تعيينه، ليستغل الرئيس الأمريكي عطلة الكونجرس، وقرر تعيينه في المنصب الذي استمر فيه لأكثر من عام بقليل.

وأشار جيلرمان إلى أن "بولتون كان يخبره في بعض الأحيان بوجود خلافات بين وزارة الخارجية والبيت الأبيض، حول كيفية تصرف الولايات المتحدة تجاه إسرائيل أو قرارات الأمم المتحدة التي تهم إسرائيل".

وأضاف "أن بولتون كان يقوم بمهام وظيفته لكنه في الوقت نفسه حافظ على مصالح إسرائيل"، مشيرا إلى أنه عندما كان يشعر أن وزارة الخارجية تتبنى موقفا غير مرغوب فيه، كان ينبهني، وبدورنا نبهنا مجلس الأمن القومي والرئيس آنذاك، ونقوم بتغيير ذلك".

يذكر أن بولتون خدم في منصبه لمدة 16 شهرا، حيث شهدت فترة تواجده العديد من الخلافات مع العديد من الدبلوماسيين الآخرين، وفي النهاية اختلف مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن حول حرب العراق، واتهمه في 2008 "بالانهيار الفكري الكامل"، ليقيله الرئيس "لعدم الصلاحية".

 

شارك الخبر على