هل ستندلع حرب نووية بين روسيا و أمريكا ؟

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

وصلت العلاقات الروسية الأمريكية إلى أسوأ حالاتها منذ انتهاء الحرب الباردة في القرن الماضي، وذلك بسبب عديد من الأزمات الحالية بين البلدين، أبرزها الأزمة في سوريا، والتي هددت فيها موسكو بإسقاط الطائرات الأمريكية في حال هجومها على قوات النظام السوري، والتدخل المزعوم لروسيا في انتخابات الرئاسة الأمريكية، الذي أثار تصريحات عدائية شديدة لدى بعض المسؤولين الأمريكيين ضد الحكومة الروسية.

وقد يرى البعض أن هناك العديد من المؤشرات والأحداث التي تجري حالياً بالبلدين، والتي تدل على احتمال نشوب حرب بينهما، ربما تكون أبرز هذه المؤشرات هو ما قامت به روسيا من تحريك صواريخ إسكندر ذات القدرات النووية إلى مقاطعة كالينينجراد، على حدود دول البلطيق، وهو الأمر الذي أثار خوف المعلقين من اقتراب البلدين من حافة الحرب.

ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية، فإن الأمر لا يعد دلالةً على اتجاه البلدين للحرب، إذ صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشنكوف، أن أحد هذه الصواريخ تم وضعه بشكل متعمد ضمن نطاق أقمار التجسس التابعة لأمريكا، وأن الأمر كله يأتي ضمن تدريب عسكري عاديِ، كما وصف وزير خارجية ليتوانيا- الذي تحد بلاده مقاطعة كالينينجراد- الأمر بأنه مجرد تكتيك تفاوضي.

تحضيرات لحرب نووية

في نفس السياق، قالت صحيفة "إكسبرس " البريطانية، أن إحدى قنوات التلفاز الروسية قد أذاعت منشوراً تنصح فيه المواطنين بمعرفة موقع أقرب ملجأ ضد القنابل، وتسألهم ما إن كانوا مستعدين لحرب نووية في حال حدوثها، وقام يفجيني كيسيليوف مقدم البرنامج بانتقاد "سلوك أمريكا الوقح" كما وصفه، وحذر المشاهدين من أن الصراع بين الدولتين ربما يتضمن حرباً نووية.

كما أعلن الجيش الروسي طبقاً للصحيفة عن قيامه بتنفيذ تدريب عسكري دفاعي على مستوى الدولة، يقوم فيه الجيش بإجلاء 40 مليون مواطن، استعداداً لحرب واسعة النطاق وهجمات نووية.

كما تضمنت المؤشرات تصريحات بعض السياسيين الروس المعروفين بتصريحاتهم المثيرة للجدل، كالسياسي الروسي المتطرف فلاديمير جيرينوفسكي، التابع للحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي، والذي قال إنه إن فازت هيلاري كلينتون بالانتخابات فالحرب ستصبح أمراً أكيداً بين البلدين، ولكن جيرينوفسكي، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، دائماً ما يصوت تبعاً لموقف الكرملين، كما أنه يؤيد دونالد ترامب، ولهذا فإن تصريحاته تعبر فقط عن موقفه السياسي.

فيما علق المحلل أليكساندر بونوف بمعهد كارنيجي بروسيا على هذه التدريبات العسكرية الروسية واصفاً إياها بالحيل الدعائية، وأنها محاولة روسية لردع الولايات المتحدة الأمريكية عن التدخل في سوريا وإحباط الحملة العسكرية الروسية، أو الرد بشكل عنيف على إثر الاتهامات لروسيا بالتدخل للتلاعب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

استعداد سري

أما عن مؤشرات الحرب بالولايات المتحدة الأميركية، فطبقاً لصحيفة "إكسبرس" يزعم بعض المؤمنين بنظريات المؤامرة أن أمريكا قد رفعت درجة استعدادها للحرب النووية بشكل سري، وذلك باستخدام نظام التحذير "ديفكون" الذي يعبر عن درجة الخطر النووي على البلاد.

يحتوي نظام ديفكون على خمسة حالات، تزداد في خطورتها من الحالة الخامسة إلى الحالة الأولى. وطبقاً للصحيفة، نشر الموقع الإلكتروني "ديفكون" غير الرسمي أنه قد تم رفع الحالة إلى الدرجة الثالثة، وهو ما لم يحدث منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا.

تصريحات للتهدئة

وفي الوقت الذي يسوق المحللون والصحف المختلفة مؤشرات ودلائل على قرب اندلاع الحرب بين القوتين النوويتين الكبيرتين، يخرج مسؤولو كل طرف بين الفنية والأخرى لينفي أن تكون بلاده تسعى للحرب أو الصدام مع الطرف الآخر، إذ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأحد ، إن روسيا لا تسعى للمواجهة مع الولايات المتحدة وإنها لا تحاول التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، مضيفاً أنه سيعمل مع أي زعيم أمريكي يرغب في التعاون مع روسيا.

ونفى بوتين مزاعم بتنفيذ هجمات قرصنة الكترونية على الولايات المتحدة، معرباً عن أمله في أن تتحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن بعد الانتخابات الأمريكية.

شارك الخبر على