لماذا أغلقت واشنطن القنصلية الروسية في «سياتل»؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العديد من القرارات ضد روسيا ردًا على تورطها في تسميم عميل سابق في المخابرات الروسية.

حيث قررت طرد 60 دبلوماسيًا وإغلاق القنصلية الروسية في مدينة سياتل بالعاصمة واشنطن، قالت صحيفة "ذا ديلي بيست" الأمريكية، إنها جاءت كجزء من عملية انتقامية منسقة مع الحلفاء الأوروبيين، حيث قامت حتى الآن 20 دولة بطرد حوالي 100 مسؤول روسي.

ووصفت وزارة الخارجية، هذه الخطوة بأنها رد على ضلوع روسيا في استخدام غاز الأعصاب ضد الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا.

واستهدفت عمليات الطرد 48 دبلوماسيًا روسيًا من بعثة روسيا الدبلوماسية إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى 12 مسؤولًا وصفتهم وزارة الخارجية الأمريكية بـ"عملاء المخابرات" في بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة.

اقرأ المزيد: سفير أمريكا في موسكو: لهذا السبب طردنا الدبلوماسيين الروس 

إضافة إلى طرد الدبلوماسيين الروس، قالت وزارة الخارجية إنها ستغلق القنصلية الروسية في سياتل، حيث صرح مسؤولون بارزون في الإدارة لوكالة "أسوشيتد برس" بأنهم قلقون بشأن استخدام الاستخبارات الروسية للقنصلية كمركز للتجسس ضد البحرية الأمريكية.

حيث توجد في منطقة سياتل واحدة من الغواصتين الأمريكيتين ذات الصواريخ الباليستية والصواريخ بعيدة المدى، إضافة إلى الغواصات الهجومية من طراز "سي وولف".

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن منطقة سياتل مثلت هدفًا كبيرًا، فإنها لم تتعرض حتى الآن لأي من التحركات الأمريكية السابقة، التي استهدفت عمليات التجسس الروسي في الولايات المتحدة.

ففي نهاية عام 2016، أمرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالانتقام من تدخل روسيا في انتخابات 2016، وقررت طرد 35 دبلوماسيًا روسيًا متهمًا بالعمل لصالح أجهزة المخابرات، إضافة إلى إغلاق منشأتين في ميريلاند ونيويورك "استخدمهما الروس لأغراض تتعلق بالتجسس".

اقرأ المزيد: ترامب يطرد 60 دبلوماسيا روسيا.. ويغلق قنصلية موسكو في سياتل 

 

لم ترد موسكو على القرارات الأمريكية على الفور، وانتظرت كيفية تعامل إدارة ترامب مع الموقف، ولكن بعد فرض إدارة ترامب عقوبات على روسيا عام 2017، ردت روسيا بغضب واستولت على مجمعين دبلوماسيين أمريكيين، وأمرت بتخفيض عدد موظفي بعثة الولايات المتحدة الدبلوماسية في روسيا.

وتسببت هذه القرارات في اتخاذ إدارة ترامب عددا من القرارات الانتقامية، ففي أغسطس 2017، أمرت وزارة الخارجية بإغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، إضافة إلى ملحق لوزارة الثقافة في واشنطن العاصمة ومرفق قنصلي في نيويورك.

وقال ديفيد جوميز، وهو مسؤول متقاعد في مكتب مكافحة التجسس في سياتل، إن القنصلية الروسية في سياتل -حيث يعيش أكبر عدد من الأمريكيين من أصول روسية- كانت تعد الهدف المنطقي التالي لأحدث موجة من عمليات طرد الدبلوماسيين بسبب حجمها النسبي.

وأضاف جوميز لصحيفة "ذا ديلي بيست" أنه "بالنظر إلى إغلاق قنصلية سان فرانسيسكو التي كانت الأكبر في الساحل الغربي، فإنه لا يفاجئني أن قنصلية سياتل ستكون التالية في القائمة"، مشيرًا إلى أن إغلاق القنصلية في سان فرانسيسكو، قد جعل سياتل أكثر أهمية لضباط المخابرات الروسية.

ويعتقد جوميز أن صناعة التكنولوجيا المتنامية في مدينة سياتل، جعلها هدفًا أكثر أهمية ورغبة لأجهزة الاستخبارات الروسية.

اقرأ المزيد: روسيا: سنرد بالمثل على ترحيل الدبلوماسيين من 17 دولة أجنبية ​

كما كانت سياتل مقرًا لاثنين من جواسيس الخلايا الروسية النائمة، وتم اعتقالهما في حملة لمكتب التحقيقات الفيدرالي في 2010، ضد خلايا التجسس التابعة للمخابرات الأجنبية الروسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم أعمال التجسس التي اتهم بها الجاسوسان، حدثت بعد انتقالهما عام 2009 إلى مدينة أرلينجتون بولاية فيرجينيا، لكن أفراد المكتب اكتشفوا دفترًا في شقتهما في "سياتل" مدونا به رموز، إضافة إلى جهاز راديو استخدم للتواصل مع المخابرات الروسية.

يذكر أن روسيا، نفت الاتهامات بأنها وراء الهجوم على سكريبال، وفي بيان موجز قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الروسية، إن الحكومة البريطانية نفسها ربما تكون وراء هذا الهجوم.

ولم تحدد وزارة الخارجية الروسية حتى الآن ردها على عمليات الطرد الجماعي لدبلوماسييها، لكنها قدمت تحذيرا في بيان صحفي، قالت فيه إنه "لا حاجة لذكر أن هذا التحرك من جانب هذه المجموعة من البلدان لن يمر مرور الكرام".

شارك الخبر على