طاقة.. ولاية الشواطئ والجبال والكهوف والمغارات

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط - خالد عرابيتنظِّم ولاية طاقة هذه الأيام مهرجانها السنوي الذي انطلق منذ الخميس الفائت ويستمر حتى الخامس من أبريل المقبل ويضمّ العديد من الفعاليات التراثية والثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية والاجتماعية.. وهذا ما جعلنا نسلّط الضوء عليها سياحيا.تمتد ولاية طاقة على الشريط الساحلي لمحافظة ظفار، وتعتبر مدينة طاقة من المدن التاريخية المهمة بالمحافظة، وما يُضفي على الولاية أهمية خاصة هو كثرة المواقع الأثرية والأماكن السياحية المنتشرة في أرجاء الولاية، كما تتميّز طاقة بمختلف التضاريس والسواحل من شواطئ وخيران ويابسة، كما تضمّ السهول والجبال والصحاري، والوديان والكهوف والمغارات وعيون المياه بكل ما تحويه من كنوز طبيعية.حدّثنا عنها والي طاقة سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي، فقال: طاقة إحدى ولايات محافظة ظفار التراثية الثرية بطبيعتها الغنّاء الخضراء، وهي ثاني أكبر مدينة في المنطقة وبها العديد من المواقع الأثرية والطبيعية ومن أشهر مواقعها الأثرية مدينة سمهرم التاريخية والتي تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، وحصن طاقة وموقع خور روري، أما المواقع السياحية الطبيعية فهي كثيرة أشهرها وادي دربات وعيون أثوم وطبرق وحمران وغيرها من المواقع السياحية المتميّزة. وتتنوّع الطبيعة في الولاية ما بين البيئات الساحلية والجبلية والبادية وهذا ما جعلها بكل ما تحتويه من خصائص فريدة في مقدّمة ولايات محافظة ظفار، فتساقط رذاذ الأمطار على جبالها وسهولها في الخريف ليكسوها بالبساط الأخضر وتدفق المياه في دربات وأثوم وتشكيلات الشواطئ الرملية بخورها مثل روري وطاقة وأخذ الجبال لحيّز كبير من الخضرة أضفى عليها جمالا إلى جمالها، كما أن امتداد الشواطئ والخيران جعل منها بيئة مثالية ومأوى لكثير من أنواع الطيور والحيوانات، وتربة خصبة لنمو الأشجار والشجيرات والأعشاب فجعلها من أفضل الأماكن للزيارة والاستمتاع بالطبيعة الغنّاء.مدينة سمهرم الأثريةوأشار سعادة الوالي إلى أن طاقة تضمّ العديد من الأماكن الأثرية الفريدة والتي تأتي في مقدّمتها مدينة سمهرم الأثرية، وتقع بجوار شاطئ خور روري وهو عبارة عن ممر مائي يمثّل لوحة طبيعية جميلة، كما أن بها قلعة لمدينة موشا القديمة وبلاد «ساكلن» والتي يعود تاريخها إلى عام 100 قبل الميلاد وكانت قديما ميناءً لتصدير اللبان إلى الشرق والغرب. كما أنها مدينة محصّنة بسور قوي حجارته متراصة بإحكام، يحوي خمسة ألواح حجرية منقوشة بخط المسند. وتمتاز المدينة بمينائها التاريخي الذي يعدّ من أقدم موانئ شبه الجزيرة العربية.وأضاف البوسعيدي قائلا: يأتي كذلك حصن طاقة الذي يُقال بأنه بُني في القرن التاسع عشر في عهد السلطان تيمور بن فيصل آل سعيد، واستُخدِم مقرا للإدارة المحلية بالولاية، ويعدّ ‏الحصن ‏أحد أهم معالم الولاية ويزوره الكثير من زوّار المحافظة من داخل السلطنة وخارجها، وصُمِّم ليقاوم الأعداء وقد اكتسب أهمية معمارية كبيرة؛ إذ بُني وفق الطراز الإسلامي الذي يعكس الحضارة العُمانية التقليدية، ويتميّز بطرازه الفني ونوافذه ذات الستائر الخشبية. وتوجد في مقدمة الحصن بوابة تقود إلى ممر طويل ومظلم على جانبيه أرائك حجرية، ويوجد ‏في الفناء الرئيسي للحصن ‏بئر ماء لضمان ‏مورد كاف من المياه العذبة. ويتوسط الحصن معلمان مهمان من معالم الولاية وهما جامع الشيخ العفيف أقدم مساجد الولاية من جهة الجنوب، بينما من جهة الشمال يبرز من أعلى التلة المطلة على المنطقة البرج العلوي الذي استُخدِم حتى أواخر الثمانينيات للمراقبة والحماية. ويضم الحصن 3 أبراج للمراقبة. كما يضمّ الحصن عددا من المرافق القديمة والتجهيزات الحديثة التي استُحدِثت لتناسب التوجه لتحويل الحصن إلى معرض لأهم الأعمال الحرفية والتقليدية التي تعكس أسلوب حياة أهالي الولاية قديما، وزُيِّنت تلك المرافق بشتى الأدوات واللوحات الجدارية المُستخدمة قديما في البيت الظفاري عامة بالإضافة إلى الأدوات الشخصية للأفراد كالمكاحل والأحزمة، وعلى السطح خُصِّصت أماكن للجلوس. ويصوّر الدور العلوي من الحصن أسلوب الحياة الاجتماعية في ولاية طاقة خاصة، والهندسة المعمارية التي اشتهرت بها العمارة المحلية في المحافظة عامة.وادي درباتوقال سعادته بأنه من الأودية المهمة في ولاية طاقة وادي دربات بمياهه وخضرته الرائعة، وهو يمثّل حديقة طبيعية فيها الشلالات والبحيرات والجبال والكهوف الخلّابة، ويمتاز بشلّاله الموسمي الذي يجري بعد هطول المطر، وتعيش في المنطقة حيوانات برّيّة مختلفة، ويعتبر هذا الوادي أهم موقع في جبال القرا عبر العصور. وأشار سعادته إلى أن الولاية تشتهر أيضا بالعيون ومنها عين أثوم التي تعدّ من أجمل العيون في الولاية وتُعرف بطبيعتها الخلّابة حيث تُحيط بها الأشجار الخضراء والنباتات الجميلة، وتعدُّ من أكثر الأماكن جذبا للسيّاح في المنطقة وخاصة في موسم الخريف؛ وذلك نظرا لشلالاتها الغزيرة وطبيعتها الساحرة. وهناك عين حمران، وتعدّ من أجمل عيون الماء في الولاية أيضا، كما أن هناك عين طبرق، وهي من العيون التي تجذب السيّاح إليها خلال فصل الخريف حيث تتدفق المياه فيها وتشكّل أجمل المناظر الطبيعية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على