"جرينجو" فيلم يعكس علاقة الأمريكيين بالمكسيكيين
about 6 years in الشبيبة
لوس أنجلوس- وكالاتتشهد هوليوود هذه الأيام نزعة متزايدةنحو التعددية والتنوع وهو ما ينعكس بوضوح في نوعية الأفلام التي تستقبلها دور العرض في الفترة الحالية التي من بينها "جرينجو" أو (Gringo) وهو المسمى الذي يطلقه المكسيكيون على الأمريكيين، ويرجع أصله للغزوالأمريكي لهذه البقاع أواخر القرن التاسع عشر، وحينما رأى السكان الأصليون الجيش الأمريكي يرتدي زيا أخضر زيتي صاحوا مطالبين القوات بالرحيل عن أراضيهم: Green go ، والتي تحولت مع الوقت إلى مرادف للأمريكي في الثقافة اللاتينية، وقد دشنها الكاتب المكسيكي الكبير في روايته بعنوان “الجرينجو الأخير” والتي تحولت للسينما ولعب بطولة الفيلم النجم الكلاسيكي جريجوري بيك. ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية "د ب ا" هذه المرة بطل الفيلم ليس أمريكيا بل بريطانيا من أصول أفريقية -نيجيرياعلى وجه التحديد- يخلط بينه وبين مواطن أمريكي مما يؤدي إلى وقوعه في العديد من المشاكل الخطيرة أثناء رحلته إلى المكسيك. يلعب بطولة الفيلم النجم الأسمر ديفيد أويلو المعروف بأدواره المتميزة في أفلام مثل “كبير الخدم” و”سلمى”، ويجسد هذه المرة شخصية “هارولد سوينكا”، وهو شخص ذو قدرات فريدة تمكنه من الخروج دائما من المشاكل، حيث يرسله رئيسه جويل ايدجرتن إلى المكسيك في إطار عملية تبادل محفوفة بالمخاطر. ترافق سوينكا في الرحلة مسؤولة في الشركة، هي في الحقيقة عشيقة المدير، وتلعب دورها النجمة شارليز ثيرون، مما يزيد من تعقيد الموقف، مع تورط الشركة في صراعات كبار مهربي المخدرات، خاصة عندما تعرض شركة التأمين صفقة قيمتها خمسة ملايين دولار في حالة تعرض سوينكا لحادث أثناء سفره إلى المكسيك، ويتضمن عقد بوليصة التأمين شرط تواجد شقيق المدير، ويلعب دوره شارلتو كوبلي، قاتل مأجور لا يتردد في تلبية نداء شقيقه لتنفيذ المهمة والقضاء على سوينكا والحصول على قيمة بوليصة التأمين. ينتمي العمل إلى نوعية أفلام الإثارة والمغامرة المصحوبة بجرعة عالية من الكوميديا من خلال العديد من المواقف الطريفة التي لا تتوقف عن إصابة المشاهد بالدهشة، مع حضور متميز لأويلو منذ البداية وحتى نهاية الفيلم.يعتبر الفيلم باكورة أعمال المخرج الاسترالي ناش ايدجرتن المتخصص في إخراج المشاهد الخطرة، وذلك بعد الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في أعمال مثل ثلاثية “ماتريكس”، ثم “عودة سوبرمان” ، وأخيرا قرر الوقوف خلف الكاميرا لتقديم هذا العمل. ”على الرغم من أن الفيلم شيق، كنت أعمل على إثبات جدارتي كمخرج، من خلال تقديم الجانب الدرامي من العمل بصورة تحظى بمصداقية”، علق المخرج في مقابلة بمناسبة الحملة الترويجية للفيلم، مضيفا: “هناك الكثير من الأمور العبثية التي تحدث، ولكن احتمالية تقبل منطقيتها كبيرة، ومن الممكن أن تقع في عالم الواقع، حيث العنف نتيجة صراعات بين تجار المخدرات تعد انعكاسا للعالم الذي نعيشه”. يقول إيدجرتن -وهو شقيق جويل-: إنه أعجب بالقصة للغاية، فقرر أن يقوم بإخراجها، على الرغم من السنوات الطويلة التي أمضاها في عالم السينما، مؤكدا أن مضمونها يحمل لمسة تذكره بالأعمال الكلاسيكية التي ترعرع على مشاهدتها. “راقني أن حبكة الفيلم غامضة، ومشوقة ولا يمكن التنبؤ بتفاصيلها، فأنا أعشق أن يفاجئني العمل، وأن يكون مشوقا، وكنت أتمنى دائما تقديم هذه النوعية من الأعمال التي استمتعت بها في فترة الثمانينيات”. يعتبر ايدجرتن نفسه محظوظا للحصول على فرصة العمل مع ثيرون، التي تؤدي في الفيلم شخصية امرأة شريرة انتهازية لا تتردد في استخدام مفاتنها في الحصول على أغراضها والوصول إلى أهدافها المشبوهة في أغلب الأحوال، والمتدنية الأخلاق على الأرجح. ”شارليز وأنا نعرف بعضنا منذ سنوات، وكنا نتمنى تقديم عمل معا منذ فترة طويلة، ولكن لم تتح لنا الفرصة قبل الآن”، يوضح ايدجرتن، مضيفا: إنها لطالما دعمته، فضلا عن أن دورها كمنتجة ساعد على العثور بسهولة على باقي الممثلين، وهذا كان حاسما في إنجاز الفيلم على هذا النحو. قيام شارليز ثيرون بمهمة مزدوجة في الفيلم: ممثلة ومنتجة ساعدها على التعمق في اكتشاف أبعاد شخصيتها في العمل وتقديمها بصورة أفضل مع ايدجرتن.ويقول أيضا: “كنا نناقش زوايا وأبعاد الشخصية التي تقدمها بهدف العثور على تفاصيل تزيدها ثراء، وفي النهاية تماهت تماما مع الشخصية وتمكنت من السيطرة على جميع تفاصيلها، واقتصر دوري كمخرج على توجيهها فقط. فلطالما اعتبرت أنه كلما كان أعضاء فريق العمل متعاونين بصورة أكبر كلما كانت المحصلة النهائية أفضل”. من الشيق أيضا أن الفيلم يحمل توقيع استديوهات شركة “أمازون”، في وقت يشهد إقبال منصة البيع عبر الانترنت ونظيرتها “ نتفليكس “على دعم المزيد من المشروعات السينمائية بشكل ملحوظ. يذكر إنه من المقرر أن يعرض الفيلم بالتزامن مع فيلم الخيال العلمي “تجاعيد في الزمن”الذي هو من انتاج ديزني وبطولة أوبرا وينفري، ويتوقع له أن يتصدر الإيرادات في الأسبوع الأول من عرضه، ومع ذلك، يأمل ايدرجتون أن يتمكن فيلمه من أن يعجب الجمهور بباكورة أعماله وأن يحتل فيلم “جرينجو” المكانة المناسبة التي يستحقها وسط الأسماء الكبيرة.