الإرهاب القطري في تونس.. علاقة سرية لتنفيذ مُخطط الشر

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

أصبحت قطر اليوم نموذجا فاضحا للإرهاب، وذلك حينما تلوثت أيديها بدماء ملايين من الأبرياء عبر دعم التنظيمات المسلحة المنتشرة في المنطقة العربية والإفريقية، والآن أصبحت عنوانا لآفة التطرف.

إرهاب قطر المتزايد لم يترك مكانا إلا وعبث به فسادا وحولَه من الأخضر إلى اليابس، يوم ارتهن للشر وأصبح حليفا استراتيجيا له، في ظل وجود نظام الحمدين الذي ما أن تطأ قدماه أى دولة، إلا وأصبحت ملاذًا للإرهابيين.

واليوم تجدد الجدل حول دور إمارة الإرهاب في الأراضي التونسية، لتنفيذ سياسات نظام الحمدين، خاصة أنها تمركزت في البلد العربي الإفريقي من أجل زعزعة الاستقرار وإسقاط النظام الحالي، في مسعى لإعادة جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم.

اقرأ أيضًا: «الحمدين» يسقط في براثن الإرهاب.. أدلة تثبت تورط قطر بتدمير ليبيا 

لا يخفى على أحد الدور العبثي والتجسسي الذي تواصل الإمارة الصغيرة تنفيذه من أجل تحقيق مطامعها السياسية، حيث بدأت الأوراق تتجلى ليتم الكشف عن غرفة عمليات في تونس برئاسة ضابط مخابرات قطري يُدعى سالم الجربوعي، يتولى مهام شراء ذمم ليبيين وتونسيين لتنفيذ أجندة الشر.

والسؤال هنا.. ما هو دور الضابط القطري سالم الجربوعي؟

سالم الجربوعي كان مسؤولاً عن المخيمات الليبية على الحدود التونسية عام 2011، وبدأت الشبهات تحوم حوله، بعد أن تقدم إلى بنك الإسكان فرع المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس، وطالب بسحب مبلغ 550 ألف يورو من حسابه الجاري ببنك الإسكان فرع تطاوين، جنوب شرقي البلاد، والقريب من الحدود الليبية.

الخطوة التي أقدم عليها "الجربوعي"، أثارت شكوك مسؤولي البنك بالمرسى، مما جعلهم يخطرون السلطات الأمنية بسبب ضخامة المبلغ والشبهات حول تلقّيه تحويلات مالية ضخمة بحسابه الجاري بفرع البنك بتطاوين بلغت 8 مليارات دولار، حسب الشروق التونسية.

اقرأ أيضًا: الأمم المتحدة توجه صفعة جديدة لقطر.. «انتهاكات حقوقية ودعم الإرهاب» 

فما كان من الجهات المختصة إلا التحرك للتحقق من الأمر، ورصد وجمع المعلومات حول نشاط القطري سالم علي الجربوعي، ليتم الكشف عن علاقة "الجربوعي" بعناصر إسلامية من بينها جمعية "الحياة الخيرية" بمدينة جرجيس، جنوب شرقي البلاد، التي يديرها الأسعد الصويعي ورضا إبراهيم، وهما من أتباع التيار السلفي.

وكانت المفاجأة الكبرى، حينما اكتشف المحققون أن عمليات السحب نقدًا، قام بها أشخاص تونسيون وقطريون لا علاقة لهم بالحساب الجاري، ومنهم القطريون: عبد الله حسن الكواري، والحاج الهادي، وحمد عبد الله المري، وحمد جابر غانم الكبيسي.

وقد تبين أن جميع عمليات السحب التي قام بها هؤلاء الأشخاص خالفت القانون، وتمت دون تفويض كتابي، كما لم يتم التنصيص بمطبوعة السحب على هويات الساحبين وأرقام هوياتهم وإمضاءاتهم، وذلك في مخالفة لقوانين الصرف، وهو ما يؤكد تورط رئيس الفرع البنكي في هذه الشبكة المشبوهة.

الحقيقة أن الأنشطة الاستخباراتية القطرية لدعم الجماعات الإرهابية، وتبييض الأموال ليست وليدة اللحظة، خاصة أنها جاءت استكمالا لعدد من التحقيقات المماثلة عامي 2014 و2015 .

لكن يبدو أن تونس قررت إعادة التحقيقات في القضية مجددًا، خاصة بعد الكشف عن وثائق جديدة تفيد بتورط بعض العسكريين والمدنيين في الانتفاع ببعض الأموال القطرية، لأهداف لا تزال غير معلومة، خاصة بعد ثبوت وجود تحويلات مالية مشبوهة من حساب مفتوح للقوات المسلحة القطرية باسم سفارة دولة قطر بتونس.

ما نحن بصدده أن الأوراق القطرية بدأت تتساقط، وأصبحت مثار شكوك عديدة، خاصة بعد كشف الأجهزة الأمنية شبكة من الجواسيس القطريين والتونسيين، والليبيين.

ووفقًا لمصادر أمنية، فقد أفادت التحريات بأن سالم الجربوعي المُكلف بمهمة ملحق عسكري بشمال إفريقيا، لدى المخابرات القطرية، ويشرف على أعمالها في موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، دون أي صفة دبلوماسية، كان على علاقة مباشرة بقائد أركان القوات المسلحة القطرية حمد بن علي العطية، وقد كُلف وقتها بالإشراف على مخيم اللاجئين الليبيين بمخيم الذهيبة بالجنوب التونسي.

وأضافت "المصادر"، أن التحقيقات أظهرت وجود علاقات وطيدة بين الجربوعي وجاسوس فرنسي إسرائيلي، يدعى جون جاك ديميري، ظل يتلقى الأموال الضخمة منه ومن البنك القطري، إضافة إلى وجود علاقة مع رجل المخابرات الفرنسية هنري برنار ليفي، وأنه التقاه أيضًا مرات عديدة بتونس وأشرف معه على تزويد ثوار ليبيا بالسلاح.

وتأكيدًا على ماسبق، تصريحات المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي العقيد أحمد المسماري بشأن التمويل القطري للإرهاب في تونس، حيث كشف عن الدور الذي لعبه العميد في الاستخبارات القطرية، سالم الجربوعي، الذي يعد الملحق العسكري لقطر في دول شمال إفريقيا، (ليبيا وتونس والمغرب والجزائر وموريتانيا)، وذلك عبر دعم القاعدة وداعش والإخوان.

ما نود الإشارة إليه، أن قطر لن تتوقف عن تقديم الدعم الكامل للإرهاب والتنظيمات المسلحة من أجل خدمة أهدافها في القرن الإفريقي، وأن قائمة إرهابها، ما هي إلا كيانات وهمية أغلبها مصنف إرهابيًا لدى المجتمع الدولي.

شارك الخبر على