فى «دمياط التخصصي».. «عزة» ذهبت لتركيب شريحة ومسامير بالفخذ فخرجت جثة هامدة

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

بات اللجوء إلى العلاج في المستشفيات الحكومية الحل الأخير، لدى البسطاء من المواطنين كلما اشتد بهم المرض ولم يستطيعوا تحمل نفقات العيادات والمستشفيات الخاصة.

"عزة" توثق قصتها حلقة جديدة في مسلسل الكوارث الطبية التي تشهدها المستشفيات فى محافظة دمياط، وعلى الرغم من تكرارها لم تطرح لها الحكومة حلولا جذرية حتى هذه اللحظة، بعد أن دخلت السيدة الخمسينية إلى مستشفى دمياط التخصصي لإجراء عملية تركيب شريحة ومسامير، ففقدت القدرة على الحركة، ودخلت في غيبوبة، ومن ثم إلى مثواها الأخير.

 

 "أختي وقعت من على السرير وديتها المستشفى وشفت المر اللي ماحدش شافه"، هكذا استهل يوسف محمد، إخصائي عظام، حديثه لسرد مأساة شقيقته، دخلت شقيقتي المستشفى في يوم 30 من ديسمبر الماضي مصابة بكسر بالفخذ، تسبب في فقدانها القدرة على الحركة، وبصفتي طبيب عظام كنت أعلم أن حالتها خطيرة تحتاج إلى تدخل جراحي سريع، فتوجهت بها إلى مستشفى دمياط التخصصي".

وأضاف يوسف لـ"التحرير" في البداية دكتور العظام لم يوقع الكشف عليها واكتفى بالاطلاع على الأشعة، وقال "اطمن هندخلها العمليات على طول ومش هانستنى الليستة"، ثم دخلت العناية المركزة ومر ثلاثة أيام دون أي تدخل طبي، فتوجهت إلى إدارة المستشفى أتوسل إليهم لإجراء العملية لوقف الألم الذي كانت تعانيه شقيقتي، وعرضت عليهم شراء جميع مستلزمات العملية، فوافقوا وأجرت عملية تركيب مسمار نخاعي في عظمة الفخد بتاريخ 28 يناير، أي بعد دخولها المستشفى بحوالي شهر أصيبت خلاله بعدوى من المستشفى، ولم يتم علاجها منها.

 وتابع "بعد خروجها من العمليات كانت شبه فاقدة الوعي وعندما رأتني لما تقل إلا كلمتين: إنت فين.. ارحمني" وكانت آخر كلماتها على الإطلاق قالتها من فرط الألم، وطلبت من دكتور التخدير أن يكتب لها مسكنا، ولم يوافق إلا بعد ساعتين من العملية التي استمرت شقيقتي في النزيف بعدها لأكثر من 12 ساعة، وبعدها طلب الدكتور نقل دم لها وبصفتي طبيبا كنت أعرف أنه أمر خطير في حالات النزيف الأولى ما بعد العملية، ولكنني رضخت لتعليمات الطبيب أملًا في إنقاذ شقيقتي، وبالفعل أحضرت لها الدم وبعد نقله لها دخلت في غيبوبة.

وأكد يوسف أنه حاول نقل شقيقته بعد دخولها في غيبوبة إلى مستشفى أخرى، ولكن إدارة المستشفى لم تقبل، معللين بأن حالة شيقتى لا تسمح بالنقل وأن أطباء المستشفى التخصصي على دراية بحالتها.

ويضيف "تم احتجازها في العناية المركزة وهي في غيبوبة لا تفيق منها سوى بضع لحظات، وظلت دون أي تدخل طبي حتى توفيت بغد دخولها العناية بأكثر من شهر، وبعد وفاتها أبلغت نقابة الأطباء، قالولي روح اعمل محضر وأخلوا مسؤوليتهم تمامًا".

شقيق المتوفاة قام بتحرير محضر فى قسم شرطة مركز دمياط يحمل رقم ١٣٨٤ لسنة ٢٠١٨ إداري مركز دمياط، اتهم فيه إدارة مستشفى دمياط التخصصي وأطباء العناية المركزة به بالإهمال الجسيم الذي أدى لوفاة شقيقته.

حاولت "التحرير" التواصل مع الدكتور رمضان الخطيب، وكيل وزارة الصحة بمحافظة دمياط، ولكنه رفض الإدلاء بأي تصريح عن الواقعة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على