كيف تؤثر إعادة انتخاب «بوتين» على سياسات روسيا الخارجية؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

"لا ينبغي لأحد أن يفاجأ بنتائج الانتخابات الرئاسية في روسيا، لا أحد كان يتوقع خسارة بوتين".. هكذا بدأت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، تقريرها اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى فوز فلاديمير بوتين بولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية الروسية.

ويبقى السؤال: ماذا تعني إعادة انتخاب بوتين بالنسبة للسياسة الداخلية والخارجية الروسية؟

تغيير حكومي

أولاً، في خطاب الفوز، ألمح بوتين إلى حقيقة أنه لن يكون موجودًا في منصبه إلى الأبد. وبالتالي، في فترة السنوات الست القادمة، سيتعين على بوتين وضع الأسس لعملية انتقال دائم. فمن المتوقع أن يقوم بتغيير حكومي، ربما في وقت لاحق من هذا العام، حيث سيكون هناك عدد من الشخصيات التي سيطرت على الحكومة الروسية على مدى العقد ونصف العقد الماضيين متقاعدين بشكل يسمح لإفساح الطريق أمام الوجوه الجديدة.

وأضافت المجلة أنه لا يمكن أيضا استبعاد أن يتنحى بوتين قبل عام 2024، فمن المحتمل أن يقوم باختيار استقالة استراتيجية في تاريخ مبكر من أجل إدارة عملية الخلافة بشكل أفضل.

أما بشأن سياسات روسيا الخارجية، فهناك ثلاث قضايا شائكة أبرزها: إنهاء التسوية مع اليابان، والصراع في أوكرانيا، والأزمة السورية.

اليابان

من المتوقع أن يزور رئيس الوزراء شينزو آبي، روسيا عن قريب لحضور قمة أخرى مع بوتين. حيث يواصل "آبي" السعي من أجل التوصل إلى تسوية لمسألة جزر الكوريل، ولإبرام معاهدة سلام رسمية مع روسيا من شأنها أن تعزز مكانة "آبي" الذاتية.

أوكرانيا

على الرغم من الجهود التي تبذلها بعض دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لفرض حواجز الطرق، فإنه قد يظهر بوتين رغبة أكثر في تقديم تنازلات بشأن إقليم دونباس، خاصة مع عودة حكومة ائتلافية كبيرة في ألمانيا واحتمال وجود إدارة أكثر تأييدًا لروسيا في إيطاليا. الأمر الذي قد يجعل عام 2018 يشهد بعض التحولات المثيرة في موقف الكرملين.

سوريا

وأخيرا، خدم التدخل الروسي في سوريا غرض بوتين إلى حد كبير. أما الآن، فيبدو أن المهمة أصبحت إبعاد روسيا عن مستنقع محتمل في الشرق الأوسط، مع الاحتفاظ بالمزايا التي حصل عليها الكرملين.

بعد الانتهاء من جهود استعادة سيطرة نظام بشار الأسد على معظم ضواحي دمشق، فمن المتوقع عدم استمرار بوتين في تقديم دعمه للنظام السوري، وسيقوم بتحويل الجهود لتشكيل سلسلة من الموازين الإقليمية (إسرائيل-إيران، إيران-المملكة العربية السعودية، إلخ) تقوم على الوساطة الروسية.

جميع تلك السياسات قد تحدث نتيجة لتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، فإذا تم عزل الرئيس دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى أو هزم في عام 2020، يتوقع الكرملين مجيء شخص جمهوري أو ديمقراطي أكثر عدائية. لذلك من المرجح أن نرى سياسة خارجية روسية مستمرة في التركيز على تقسيم وعزل الولايات المتحدة عن حلفائها الآسيويين والشرق أوسطيين والأوروبيين.

واختتمت المجلة الأمريكية بالقول إنه "في ظل تواجد بوتين في السلطة، فمن المرجح أن يأخذ زمام المبادرة لتشكيل السياسة الداخلية لروسيا وموقفها الدولي حسب رغبته".

يذكر أن الرئيس الروسي فاز بولاية رابعة بنسبة 76,67 % من الأصوات في الاقتراع الذي جرى يوم الأحد الماضي، كما أعلنت اللجنة الانتخابية، مشيرة إلى أن نسبة المشاركة بلغت 67 %.

شارك الخبر على