صراع الخليج في البيت الأبيض

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

واشنطن - عواصم - وكالاتيزور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء أعمال في أول زيارة له لأقرب حليف غربي للرياض منذ أصبح وليا للعهد.وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الأمير محمد (32 عاما)، الذي بدأ إصلاحات لتحديث المملكة سيناقش خلال زيارته "العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك".ومن المرجّح أيضا أن يكرّر الأمير محمد لواشنطن موقف بلاده بأن إيران -غريمة السعودية في المنطقة- ينبغي ألا تكون محل ثقة بسبب برنامجها النووي.وبموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته قوى عالمية بينها الولايات المتحدة مع إيران في 2015، قلّصت طهران أنشطة تخصيب اليورانيوم مقابل رفع عقوبات دولية.ووصفت المملكة العربية السعودية أن الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والقوى العالمية في العام 2015 بأنه "اتفاق معيب"، وذلك عشية اجتماع بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للصحفيين في واشنطن "وجهة نظرنا بشأن الاتفاق النووي أنه اتفاق معيب".ويأتي الاجتماع في وقت تعزّز فيه الرياض وواشنطن علاقاتهما بعدما توتّرت في عهد الإدارة الأمريكية السابقة لأمور منها قضايا إيران.وانتقد الجبير إيران بسبب ما تصفه المملكة منذ فترة طويلة بسلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة.وقال الجبير: "دعونا منذ سنوات إلى تبنّي سياسات أشد تجاه إيران".وأضاف: "نبحث عن سبل يمكننا من خلالها التصدي لأنشطة إيران المشينة في المنطقة"، وانتقد دعم طهران لجماعة "أنصار الله" المسلحة في اليمن ودعمها للرئيس السوري بشار الأسد.وتنفي إيران التدخل في شؤون المنطقة.وراقبت السعودية بقلق إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التي شعرت الرياض بأنها كانت تنظر إلى تحالف واشنطن مع السعودية على أنه أقل أهمية من التفاوض على الاتفاق النووي مع إيران.واعتبر المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية أمس الثلاثاء، أن مزاعم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلته مع محطة أمريكية، حول وجود قادة تنظيم القاعدة في إیران "كذبة كبرى".وأوضح المتحدّث بهرام قاسمي أن ولي العهد السعودي بهذه الأكاذیب لن یستطیع إخفاء دور السعودیة وزعمائها في صناعة أخطر التنظیمات الإرهابیة في التاریخ المعاصر وأحداث مهمة كتفجیرات الـ11 من سبتمبر، على حد تعبيره.وأشار قاسمي إلى أن في السنوات الأولى من الهجوم الأمريكي على أفغانستان واختفاء عناصر القاعدة ودخول بعضهم إلى المملكة العربية السعودیة، تسلل عدد منهم بشكل فردي وغیر قانوني عبر الحدود الإیرانیة الطویلة مع أفغانستان فاحتجزتهم السلطات الإیرانیة وسلّمتهم إلى دولهم طبقا للوثائق والشواهد الموجودة ومن بینهم عدد من أفراد عائلة زعیم القاعدة أسامة بن لادن.وتابع: نظرا لأن هؤلاء كانوا یحملون الجنسیة السعودیة تم إعلام الریاض بذلك، وبالتنسیق مع السلطات السعودیة تم تسلیم ابنة بن لادن إلى السفارة السعودیة في طهران، أما باقي الأفراد فكان رأي السلطات السعودیة أن یُعادوا من نفس الحدود التي دخلوا بشكل غیر قانوني منها، وهذا ما تم فعلا بناءً على طلبهم.وأشار قاسمي إلى أن تأسیس منظمة القاعدة الإرهابیة تم من قِبل الاستخبارات السعودیة، والارتباط الممنهج بینهما غیر خاف على أحد، وأن ما نُشر من وثائق أمريكیة بشأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر یكشف جزءا من هذه الحقائق التي لا یمكن أن تتغیّر، بحیث إن الكثیر من المسؤولین السعودیین الذین یتولون الیوم مناصب مختلفة لهم دور واضح ومشهود في تلك الأحداث.يُشار إلى أن ولي العهد السعودي زعم في المقابلة أن إيران احتفظت بالعديد من عناصر القاعدة وامتنعت من تسليمهم للولايات المتحدة بشكل قانوني.وزار ولي العهد السعودي بريطانيا في وقت سابق هذا الشهر في أول جولة خارجية له منذ صعوده في إطار مساعيه لإقناع الحلفاء الغربيين بأن الإصلاحات التي وصفها بأنها علاج بالصدمة جعلت بلاده -أكبر منتج للنفط في العالم- مكانا أفضل للاستثمار ومجتمعا أكثر تسامحا.وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، الأسبوع الفائت إن الأمير محمد سيجتمع مع ترامب في البيت الأبيض.كما من المتوقع أن يزور الأمير نيويورك وبوسطن وهيوستون وسان فرانسيسكو لعقد اجتماعات مع زعماء في عالمي الأعمال والصناعة بهدف اجتذاب استثمارات وتأييد سياسي. ومن المتوقع أن ينضم عشرات من الرؤساء التنفيذيين السعوديين إليه في مساعي إيجاد فرص الاستثمار في المملكة.وسيراقب المستثمرون أي زيارة لبورصة نيويورك فيما من المتوقع أن تطرح شركة أرامكو السعودية خمسة في المئة من أسهمها في البورصة في وقت لاحق هذا العام في عملية ربما تحقق ربحا كبيرا.ونال الأمير محمد تأييد الغرب في مساعيه لمحاولة تقليص اعتماد المملكة على النفط والتصدي للفساد المستشري وتحديث المجتمع.لكن شدة الحملة على الفساد التي بدأت في نوفمبر بعد أن أصبح الأمير محمد وليا للعهد، والسرية التي أحاطت بها أثارت قلق بعض المستثمرين.

شارك الخبر على