الاحتفاء بالروائية ميسلون هادي وتوقيع روايتها

أكثر من ٦ سنوات فى المدى

بغداد-المدىعوّدتنا مُناقشة الواقع بصورة استثنائية، من الكاتبات اللاتي إنتفضن على واقعهن واستطعن تقديم أدب استثنائي واثبتن أنهن تفوقن على ذواتهن، بذلك استحقت نيل العديد من الجوائز، والتكريمات، واستحقت أيضاً أن يحتفى بها لتوقع روايتها "جانو انتِ حكايتي" خلال حفل اقيم على قاعة نازك الملائكة في المركز الثقافي البغدادي صباح يوم الجمعة الفائت.. الرواية صادرة عن دار الحكمة – لندن عام 2017، اقيمت جلسة حوارية خاصة بالرواية في جلسة ادارها استاذ النقد الحديث فارس الفايز والذي بين في حديثه ان " الكاتبة ميسلون هادي اسم كبير يستحق الكثير للدراسة وتسليط الضوء الاكاديمي عليه كونها تعالج في رواياتها اسئلة مهمة يعيشها المجتمع العراقي على مر التأريخ." مُضيفاً "إنها ومن خلال هذه الرواية تنقل صورة البطل المشوهة وأحداثه متلازمة مع صور العراق وتأثير الحروب عليه."ليس بعيداً من الحرب العراقية، تدور أحداث الرواية، سواء الحرب الأميركية 2003، أو الحرب الأهلية 2006 – 2007، وعليه كان إطارها المعجمي: حصار، ودمار، وممرّات آمنة وأخرى غير آمنة، وتكرار لمشهد القتل المؤثّر: بدايةً مع الوالدة التي قُتِلَت على حاجز للجيش الأميركي، وانتهاءً بالحبيبة جنان أو "جانو" في ظروف مماثلة حقيقةً أم تخيّلاً. ولم يكن مشهد قتل الأخت الصغيرة لهاني دهساً بسيارة والدها، عن غير قصد، أقل وقعاً على نفس القارىء وبين هذه الحادثة وتلك، قصص حب وهجرة. قصص صداقة وجيرة. لم تفلح جميعها في نقل القارئ إلى بر الأمان، حيث يتمكّن من التأّكّد من زمن الرواية ومكانها.الروائية ميسلون هادي حاولت من خلال الرواية أن تنقل صراع البطل مع واقعه، وكانت قادرة بكل إتقان أن تتحدث عن المشكلات الذكورية ونقلها من خلال ادبياتها، وذكرت هادي " إنني أحاول أن اقود الواقع الى مجموعة تخيلات، أحاول أن أرسم من شخصيات عرفتها واقعاً خيالاً ادبياً، فهذا هو الأدب إنه وسيلة لمناقشة واقع والحديث عنه، وحل مشكلاته، لم يكن الأدب يوماً خيالاً مُريحاً بعيداً عن الواقعية."كيف للمرأة أن تكتب عن شخصية رجل، وكيف للرجل أن يكتب عن شخصية امرأة، يبدو ان هذا الصراع الأزلي الذي يشهده الأدب العراقي، اجابت عنه هادي لا بالاحاديث بل من خلال تقديمها منجزاً أدبياً مميزاً وخاصاً واستثنائياً.قد لا يكون هذا العمل الوحيد لميسلون هادي لتفاجئ به القُراء، فهي من الروائيات اللاتي اعتدنا عليها في كيفية نقلنا من الواقع الى صفحات أدبية تكلمت فيها عن مشكلاتنا وذواتنا، إلا أن "جانو" كانت من أكثرها تميّزاً فقد أحدثت وقعاً استثنائياً لدى القارئ.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على