من الأشهر اليوم؟

«هناك صورة ملتصقة بذهني عن محمد صلاح هذا الموسم وهي الخاصة بالدقيقة الأخيرة في مباراة توتنهام على ملعب الأنفيلد بعد تسجيله الهدف الثاني، يقدم صلاح مستوى مميزا للغاية، الأمر الذي يتطلب من الفرق مراقبته باثنين من اللاعبين، وفي تلك المباراة راقبه توتنهام بثلاثة لاعبين للحد من خطورته ولكن كان الأمر مستحيلًا، وعند ركض صلاح للاحتفال بالهدف كان لسان حال مدافعي توتنهام كيف حدث هذا؟».. كانت تلك كلمات مارك لورينسون في مقاله بصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، للتحدث عن روعة نجم المنتخب الوطني وتصنيفه بين عظماء ليفربول.

وأشار لورينسون إلى أنه كابوس على أي مدافع أن تمنح له مهمة مراقبة صلاح، فالمدفاع يعلم جيدًا ماذا سيفعل صلاح ولكنه يتمتع بقدم سريعة للغاية ومهارة عالية تجعل من شبه المستحيل إيقافه.

ووفقًا لمقال مارك لورينسون: "حالي حال الآخرين، شاهدت مباراة ليفربول يوم السبت الماضي، وكان أمل يورجين كلوب هو أن يقدم صلاح موسما كبيرا عندما تعاقد معه من صفوف روما الإيطالي الصيف الماضي، ولكن ما قدمه حتى الآن لا يصدقه عقل، حيث سجل 36 هدفًا ونحن لا نزال في منتصف شهر مارس فهو أكبر من أحلام أكبر المتفائلين".

"ويعد تسجيل 40 هدفًا في الموسم الواحد إنجازًا ضخمًا بالنظر إلى المكان الذي يلعب فيه، فهو ليس مهاجما صريحا، حيث يلعب في الجانب الأيمن من الملعب مع اتخاذ بعض الخطوات إلى العمق بسرعة كبيرة تدمر دفاعات الخصوم".

"يتوجب على لاعبي ليفربول الآن الشعور بما شعرنا به في موسم 1983- 1984 عندما سجل إيان راش 47 هدفًا في الموسم، وهو الرقم القياسي لليفربول حتى الآن، بأن الفريق يملك هدفًا كبيرًا، وبكل تأكيد حقق راش هذا الرقم بوجود كيني دالجليش من ورائه، ولكن الجميع يدرك أن ما يقدمه راش هو أمر خاص للغاية، وربما يظن البعض أنني أبالغ عندما أقول إنني نادرًا ما رأيته يهدر الفرص، حتى لو نصف فرصة ولا يتوقع أحد أن يرى الكرة في المرمى، يتمكن راش بسهولة من تسجيلها".

"تمتع زميلي في الفريق فيل نيل بثقة كبيرة في راش، ففي إحدى المرات كنا في رومانيا نستعد لمواجهة دينمو بوخارست في إياب نصف نهائي بطولة أوروبا للأندية البطلة، وكنت أشعر بالقلق الشديد نظرًا لخروجنا بنتيجة 1-0 فقط في لقاء الذهاب، وحينها أتى إلي فيل وقال لي لا تقلق سنفوز اليوم وسيسجل راش، وهو ما فعله بالفعل بتسجيل هدفين".

"الأمر الذي ميز راش كثيرًا هو قدرته على تسجيل الأهداف باستمرار، وبالتالي أتطلع كثيرًا لرؤية المستوى الذي سيقدمه صلاح في الموسم الثاني، ولكن حتى تلك اللحظة ينبغي عليه الشعور بأنه لا يوجد أحد بإمكانه إيقافه، وأرى أن أكبر مجاملة يمكنني أن أقولها له إن الجميع ينتظر مشاهدته في الأنفيلد لمتابعة الأمر الاستثنائي الذي سيقدمه فهو متعة الفريق".

"في حال تمكن صلاح من الحفاظ على هذا المستوى المرتفع وساعد الفريق على التتويج بالألقاب، فسيمتلك فرصة عظيمة لأن يصبح من أكثر اللاعبين تأثيرًا على ليفربول على مدار تاريخه، فلا يمكنني تذكر أي لاعب قدم مستوى أفضل من الذي قدمه صلاح في موسمه الأول، وهذا هو الحافز الذي يجب أن يستمد منه قدرته على مواصلة التألق".

"لا يمكنني أن أضع الآن صلاح بين عظماء ليفربول على مدار التاريخ وكذلك الحال لن أضع أسماء مثل ألان هانسن وفيل تومبسون وروجر هانت ومايكل أوين وتشابي ألونسو ولويس سواريز، فالأمر يتعلق بمدى الاستمرارية على تقديم نفس المستوى الكبير".

يذكر أن صلاح يتصدر حاليًا قائمة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 28 هدفًا بعد السوبر هاتريك الذي سجله يوم السبت الماضي في شباك واتفورد الإنجليزي، كما أنه يتصدر قائمة المتنافسين على جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية بفارق 3 أهداف عن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وذلك قبل 7 جولات على نهاية الموسم في البريميرليج.