بعد هجوم البيلي على محمد صلاح.. ماذا قالت الشريعة عن سجود اللاعبين؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

سجود اللاعبين على أرض الملعب، مظهر من مظاهر الفرحة لدى الجماهير واللاعبين خاصة عقب إحراز هدف، غير أن سجود اللاعبين أصبح محل خلاف لدى بعض مشايخ ورجال الدين إذ شن هشام البيلي، الداعية السلفي، هجومًا شرسًا على النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر، بالتأكيد على أن اللاعب يقوم بعمل مخالفات شرعية كثيرة لا تجوز، ولا يعتبر سفيرا للإسلام لأنه يسجد بعد إحرازه الأهداف، وعليه أن يترك اللعب، وأن يتوب إلى الله.

جاء ذلك ردا على سؤال حول ما إذا كان النجم المصري سفيرًا للإسلام، ونجح في تحسين صورة الدين بأدائه وأخلاقه داخل الملعب وخارجه أم لا، مؤكدا أن "صلاح" يرتكب الكثير من المعاصى بداية من إظهار فخذيه، والمقامرات التي تحدث في اللعب، وتضييعه للصلوات، وإقراره الاختلاط المحرم في المدرجات.

وقرر الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، إحالة مدير مديرية الأوقاف بكفر الشيخ للتحقيق، ووقف مدير إدارة بيلا، بسبب واقعة دروس السلفى هشام البيلى.

وسبق أن وصف أحمد هلال، القيادى فى الدعوة السلفية، سجود اللاعبين عقب تسجيل الأهداف أو الفوز فى المباريات بأنه "سجود المعصية"، مشيرًا إلى أنه عندما يفوز فريق على آخر، يسجد الفائز لتفوقه "المُحرم" نظرًا لأن لعب كرة القدم والتنافس فيها يعد رهانًا، وهو غير جائز فى الشريعة، وأن سجود الشكر لله يكون على النعم وليس المحرمات، لأنها لا تستوجب الشكر بل الاستغفار والتوبة، بحسب قوله.

وأكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية، أن مثل تلك الأقوال بمثابة أحاديث لا علاقة لها بصحيح الشرع، وأنها ليست بجديد على مشايخ السلفية، فالشرع أوجب  فى حالة النعمة أو وقوع نقمة، السجود شكرا لله، فجمهور الفقهاء أجاز السجود لله للشكر دون طهارة ولو بسجدة واحدة، هذه السجدة لا يشترط لها طهارة لأنها ليست مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، لأن الإنسان إذا أتاه أى نجاح مهما كان نوعه لا يفكر فى أى شىء إلا التوجه بالحمد والشكر لله الواحد، مشددا على جواز سجود اللاعبين فى الملاعب عند تحقيق الهدف أو الفور، قائلا "لا حرج فى ذلك".

واستشهد كريمة بجواز السجود لله، بقيام سحرة فرعون بالسجود لله عندما رأوا عصاة سيدنا موسى، وقبل الله تعالى سجودهم، منوها بأن الألعاب الرياضية فى المجمل جائزة شرعا، وأن المسلمين عرفوا فى صدر الإسلام بعض الألعاب الرياضية كالمصارعة والسباق، وأن ما يتردد على لسان السلفية بحرمة كرة القدم وعدم جواز السجود فى الملاعب أمر يتنافى مع تعاليم الشرع الحنيف.

وأضاف كريمة أن سجود الشكر نفس سجود التلاوة، يخر المسلم ساجدا دون أن يكبر، ثم يقول كما يقال فى سجود الصلاة أو سجود التلاوة، ويشكر الله على نعمه، ويدعوه بما يريد، وكل ذلك دون وضوء، أو تكبير، أو تشهد، أو تسليم، فلا تخضع لشروط الصلاة.

وأكد الدكتور محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، أن الإفتاء له شروط وضوابط وصناعة كبرى، لأنها معنية بإيضاح حكم المولى عز وجل على الأمور والمعاملات، وبالتالى استوجب الأمر على غير المؤهلين عدم الحديث أو الإفتاء على العامة، بفتاوى شاذة ليست من صحيح الشرع.

وأوضح وكيل الأزهر السابق لـ"التحرير"، أن النجم المصرى محمد صلاح مثال مشرف لنموذج الشاب المسلم، وأن لعب الكورة مباح شرعا ولا تعد من قبيل المقامرة، وأنه لا حرج من سجود اللاعبين بعد تحقيق الفوز، فالسجود فى هذه الحالة يدخل ضمن السجود شكرا لله، وأنه لا يليق الهجوم على النماذج الناجحة، بأقوال غير متماشية مع صحيح الشرع.

 

 

 

شارك الخبر على