العمود الثامن لماذا تطالبونه بالإستقالة؟!

حوالي ٦ سنوات فى المدى

منذر شهور اعتدى الشعب الجاحد على " مواطن درجة أولى "، يتولّى منصب محافظ النجف، وأخذت الألسن تلوك في سيرة المحافظ المسكون بإقامة دولة الحشمة والفضيلة، لأنه ينتمي إلى ائتلاف دولة القانون، وبالتالي فهو مصان ومحصّن من عيون الناس، ومحاولة زجّه في التهمة التي تعرّض لها ابنه " البار " ضابط المخدّرات، عفواً أقصد ضابط المخابرات هي محاوله بائسة للنيل من رمز وطني ظلّ يؤمن حتى اللحظة الأخيرة أنّ التظاهرات التي تطالب بالإصلاح ومحاكمة السرّاق فهي تهدِّد " العقيدة وتدعو إلى نشر الرذيلة ".ولهذا أجد نفسي متعاطفاً مع بطل " الفضيلة " لؤي الياسري، وهو يجد نفسه حائراً بين قرار المحكمة الذي حُكم على ابنه بالسجن المؤبّد بعد إدانته " زوراً وبهتاناً " بالاتّجار بالمخدّرات.وبين " هوسات " شيوخ العشائر الذين أخبرونا أنّ هذا الشبل من ذاك الأسد، فكيف يتّهم الشبل ووالده محافظ " قدّ الدنيا " على قول إخوتنا المصريّين.كنت قد حدّثتكم في هذه الزاوية، ماذا فعلت وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية، عندما اكتشفت أنّ هناك مجرماً يعيش بينهم لا يمكن طلب الغفران له وعليه أن يقدّم اعتذاره للشعب علناً،وقبل الاعتذار يقدّم استقالته من منصبه، المجرم هو وزير التجارة والصناعة وهو رجل يحظى بشعبيّة كبيرة بين أوساط الناس، وكنت أعتقد قبل قراءة تفاصيل الخبر أنّ الرجل سرق أموال الحصّة التموينيّة للشعب الكوري "الفقير" مثلما فعل الحاج فلاح السوداني، أو انه شريك في صفقة الأسلحة الروسيّة مثل الحاج علي الدباغ! وقلت مع نفسي حتماً ارتكب الرجل معصية كبيرة حين زوّر شهادة الابتدائية ليحصل على الدكتوراه، وذهب خيالي بعيداً وقلت بالتأكيد الرجل حوّل عقود الكهرباء لحسابه الخاص كما فعل الوزير "الهمام" أيهم السامرائي، أو أنه شريك في صفقة هياكل المدارس الحديدية التي لم ترَ النور وتحوّلت أموالها الى سيدني الموطن الأصلي للحاج خضير الخزاعي.ولكن حين قرأتُ الخبر أدركت أنني تجنّيت على مسؤولينا كثيراً، فهذا الكوري "الكافر" ارتكب جرماً كبيراً، فقد كشفت إحدى الصحف أنّ أحد موظفي مكتب الوزير كان قد اتُّهم في السابق بقضية رشوة قديمة، الوزير خرج إلى وسائل الإعلام ليقول لهم إنه يفكر في الاستقالة واعتزال العمل السياسي، وإنه أي الوزير لا يستطيع التخلّي عن كرامته من أجل المنصب.لو سألتَ أيَّ مواطن عراقي عن موقف الوزير الكوري، فقد يموت قهراً أو ضحكاً! لانه لا يستطيع ان يقول لمحافظ النجف قدم إستقالتك.

شارك الخبر على