ميشال فرعون، اعيدوا اعطائي النيابة، وخذوا ما تريدون

حوالي ٦ سنوات فى تيار

وكالات - امتد حضور النائب ميشال فرعون في المجلس النيابي طوال 22 عاماً، حافظ فيها على مكانته، وفق المثل القائل "عند تغيير الدول احفظ راسك"، فانتقل فيها من المشاركة في الحقبة السورية في لبنان، خارقاً المقاطعة المسيحية في العام 1996، معيداً الكرة في العام 2000، ليعود في العام 2005 ويطالب بالانسحاب السوري، عائداً الى البرلمان بالتزكية متحالفاً مع قوى 14 اذار، مقدماً برنامجاً انتخابياً مستوحى من برنامجه في العام 2000، الذي عاد وطبعه في العام 2009 متضمناً عدة افكار، بقيت لتلك اللحظة حبراً على ورق، ليعود ويمدد لنفسه في ثلاث مرات، متمماً واجباته التمديدية على اكمل وجه.
 
في بحث سريع عن مشاريع القوانين المقدمة في مجلس النواب، لا نرى اي وجود للنائب فرعون سوى امضائه على سؤال وجهه النائب سيرج طورسركيسيان سائلين الحكومة عن التدابير حيال التهديد بخطف مواطنين قطريين، تماماً كما في البحث ضمن اللجان النيابية ال 16، التي تتشارك فيما بينها على غياب تام لاسم النائب ميشال فرعون، الغائب المشترك في جميع تلك اللجان.
 
عيّن ثلاث مرات في الحكومات، دون توليه اي حقيبة، فكان وزيراً للدولة لشؤون مجلس النوّاب، من تشرين الأول من عام 2000 الى نيسان من عام 2003 في حكومة الرئيس رفيق الحريري، ثمّ من تموز 2005 الى حزيران 2008 في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ومن تشرين الثاني 2009 حتى حزيران 2011 في حكومة الرئيس سعد الدين الحريري. ثم في العام 2014، تولى للمرة الاولى حقيبة وزارية، فكان وزيراً للسياحة، ليعود في الحكومة الحالية وتنزع منه الحقيبة ليصار الى تعيينه وزير دولة لشؤون التخطيط.
 
سياسياً، نعى فرعون الرئيس حافظ الاسد قائلاً ان رحيل الرئيس الاسد ليس خسارة عظيمة لسوريا فحسب بل خسارة كبيرة للأمة العربية التي غاب عنها قائد اصبح رمزاً للصمود والدفاع عن الحقوق العربية العادلة. وفي العام 2002، شارك في اللقاء التشاوري الذي انشئ برعاية سوريا في وجه لقاء قرنة شهوان، ورغم رفضه الانضمام الى لقاء البريستول عاد في العام 2005 الى مطالبة من يعرفون انفسهم بالاستقالة، وذلك دون تسميتهم، لينضم الى قوى 14 اذار، قبل انتقاله مع نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان الى اللقاء التشاوري الجديد الذي شكل يومها تكتل وزراء مسيحيين يواجهون فيه وزراء تكتل التغيير والاصلاح داخل الحكومة، خاصة خلال نقاشات احدى جلسات ايار 2014 التي تطرقت الى موضوع الانفاق في وزارة الاتصالات بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الاتصالات بطرس بطرس، يومها انضم الوزير فرعون مسانداً مواقف الوزير حرب. وفي تلك الفترة، ومع دخول الاعداد الاولى للنازحين السوريين الى لبنان، ومع تبني التيار الوطني الحر لمبدأ ضبط الحدود وعدم استقبال اعداد تفوق قدرة لبنان على تحمله، انطلقت موجة معارضة لخطاب التيار وخاصة وزراء تكتل التغيير والاصلاح، واصفين يومها الوزير جبران باسيل بالعنصري، كان الوزير فرعون جزءاً منها، ليعود بعد سنوات عدة ليصرح ان نسبة النازحين في لبنان هي الاعلى في العالم. وبعد لقاء معراب الشهير، اختار فرعون الالتصاق بالقوات، فغاب عن لقاءات كتلة المستقبل النيابية، ليعود ويحضرها بعد اعلان الرئيس سعد الحريري العماد ميشال عون مرشحاً الى رئاسة الجمهورية. وفي تلك الفترة، انضم الوزير فرعون الى كتلة القوات في مؤتمرها التي اعلنته للتصويب على خطة الحكومة للكهرباء التي كان التيار الوطني الحر وتيار المستقبل يعملون على تطبيقها، ليعود بعدها الى الحياد ما بين مختلف الاطراف السياسيين. 
 
مع بدء ازمة الرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية، ساد الغموض موقف الوزير فرعون، فهو رحب بالاستقالة، قائلاً ان ما قبل الاستقالة ليس كما بعده، ليعود ويطالب بضرورة عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، وهو ما فسّر يومها بتناغم موقفه مه موقف القوات اللبنانية المثير للشك والريبة.
 
انمائياً، يتنافس الوزير ميشال فرعون مع النائب ميشال فرعون، فيكاد يغيب عن اي مشروع انمائي او تطويري طوال اكثر من عقدين من الزمن. فهو وعد في برنامجه الانتخابي على اعادة تفعيل المجلس الاقتصادي – الاجتماعي، ولم يقم باجتماع واحد في هذا الخصوص، وبقي المجلس في حالة وفاة سريرية الى وصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة، فعمل مع الرئيس الحريري على اعادة تفعيل دور المؤسسات وكان اعادة تعيين مجلس جديد اولى الخطوات على الصعيد الاقتصادي. ورغم وعده بالاهتمام بالبيئة، تبنى فرعون خيار المحارق، ليعود ويتبنى خيار المطامر، ليطالب من جديد بدرس خيار المحارق من جديد. في موضوع الجامعة اللبنانية، وعد انتخابياً بتعزيز دورها، مع احترام الخصوصيات المناطقية، في حين لم يقم يوماً يزيارة كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في منطقة كرم الزيتون، ولم يسمع شكوى ادارتها. كما انه وعد في برنامجه ان يسعى الى انشاء حديقة جبران تويني العامة في كرم الزيتون التي لا تزال لتلك اللحظة غائبة عن الخريطة.
 
انتخابياً اليوم، يسعى فرعون الى حفظ مكاناً له في المجلس النيابي الجديد، وبما ان ارقام ماكينته الانتخابية لا تشجعه على الظهور كما دائماً بمظهر المنتصر خاصة بعد سلسلة خسارات منه بها، بدأً من خسارة مختارين من المحسوبين عليه، ومختارين سابقين لم يتبنى ترشيحهما في صيف 2016، وفي ظل تبني القوات اللبنانية المهندس عماد واكيم فارضةً للمرة الاولى في تاريخها مرشحاً حزبياً في دائرة بيروت الاولى بعد اقصائها في العام 2009 من قبل قوى 14 اذار، فان اصوات القوات ستصب على واكيم، فيما اصوات الكتائب ستكون من حصة النائب نديم الجميل، ومع خسارة الصوت السني لصالح مرشح تيار المستقبل النائب سيبوه كلبكيان، خسر فرعون ثقلاً انتخابياً جعله يبحث عن مخرج للازمة التي يتخبط بها، فانطلق سابقاً باتجاه كل من فخامة الرئيس العماد ميشال عون، والنائب سامي الجميل والدكتور سمير جعحع، محاولاً انشاء لائحة موحدة في بيروت الاولى، علماً ان للتيار الوطني الحر مرشحها الكاثوليكي نقولا صحناوي، والماروني مسعود الاشقر، والارثوذكسي نقولا شماس والسرياني انطوان بانو بالاضافة الى تحالف التيار مع الطاشناق الذي سيسمي مرشحيه الارمن على اللائحة، مع احتمال انضمام النائب كلبكيان، ما افشل المبادرة قبل ولادتها، دفعت بالوزير فرعون الى البحث عن مخرج لائق، تمحور بترشيح مدير مكتبه سيبوه مخجيان عن مقعد الارمن الارثوذكس وذلك بغية رفع سقف التفاوض.
 
وتشير مصادر مطلعة الى وجود اتفاق ثلاثي ضمني ما بين الوزير ميشال فرعون، ومدير مكتبه سيبوه مخجيان وعضو المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك الاعلامي دافيد عيسى يقضي باحتمال انسحاب فرعون لصالح عيسى، شرط ان يكون مخجيان على نفس اللائحة ما يضمن لفرعون مقعد نيابي عبر مدير مكتبه، ويتفادى الدخول شخصياً بمعركة غير محسومة النتيجة، وغير مطمئنة بحسب كل استطلاعات الرأي المنشورة منها، والخاصة.

شارك الخبر على