الرئيس الصيني ينضم إلى «نادي الديكتاتوريين» العالمي
أكثر من ٧ سنوات فى التحرير
كتبت: حليمة الشرباصي
لم تخل جعبة الرئيس الصيني شي جين بينغ، من المفاجآت طيلة فترة رئاسته، والتي امتدت 5 أعوام، آخرها محاولته تمديد فترة رئاسته، الأمر الذي جعل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تتنبأ بأن خطوات "بينغ" المستقبلية لن تكون سهلة.
وتابعت الصحيفة: "إلغاء القيود على مدة الرئاسة بالصين، لا يعني بدء نظام من الحكم مدى الحياة، فحتى رغم أن التعديل الجديد قد يعني بقاء بينغ في الرئاسة لفترة، إلا أنه لا يعني وجود رئيس آخر مثل (ماو) الذي بقى على سدة الحكم رغم كبره".
واهتمت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، بتفسير خطورة اعتماد نواب الجمعية الوطنية الصينية، التعديلات الدستورية الأخيرة، لافتة إلى أنه ولقرن من الزمن كان الحكم مدى الحياة حكرًا على الأباطرة والملوك، إلا أن رؤساء العصر الحديث "العراق وزيمبابوي وكوريا الشمالية" غالبًا ما يلجؤون للحصول على امتيازات خاصة؛ لينتهي بهم الأمر إلى إغراق بلادهم في مآسٍ اقتصادية وأزمات سياسية.
وعلى الرغم مما يردده المسئولون الصينيون حول أن "بقاء بينغ في السلطة فترة أطول سيمكنه من تنفيذ خطط تنمية طويلة المدى"، إلا أن محللين للأوضاع يؤكدون أن هذه الادعاءات لن تفلح على المدى البعيد، وبخاصة أن التجربة أثبتت أن اقتصاديات الأنظمة الدكتاتورية غالباً ما تتداعى، حسب الباحثة السياسية بجامعة ميتشجن إريكا فرانتز.
واستشهدت الوكالة بعدد من الرؤساء الذي استغلوا امتيازاتهم إلى أن وصلوا ببلادهم إلى تفشي الفساد، وعلى رأس تلك القائمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فعلى الرغم من أن اقتصاد بلاده انتعش في سنوات رئاسته الأولى بعد أن سبقت بلاده المملكة العربية السعودية لتصبح الأولى في إنتاج النفط، إلا أن تراجع أسعار النفط علاوةً على انتهاكات حقوق الإنسان أدت إلى تقلص الأنشطة الاقتصادية بروسيا.
وجاء رئيس كوريا الشمالية كيم يونج، في المرتبة الثانية من القائمة، فبالرغم من نجاح رئيس كوريا الشمالية الأسبق كيم إيل سونغ في الحكم لحوالي 46 عامًا حتى وفاته، تدهور الاقتصاد وتراجعت حريات التعبير بالبلاد .
من جانبها، كشفت صحيفة "هونج كونج فري برس" الصينية، أن الأيام التي تلت تصويت النواب على تعديلات مد فترة الرئاسة، تصدر فيها اسم الرئيس الصيني الأسبق "يوان شيكاي" قائمة المحظورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت الصحيفة، أن "شيكاي" حاول إبان فترة حكمه تنصيب نفسه إمبراطورًا عام 1915، إلا أن محاولاته لم تلق شعبية وانتهت خلال شهور معدودة، ليقضي "شيكاي" نحبه بعد فترة قصيرة، وهذه ليست بالطبع القصة التي تريد الحكومة الصينية أن يعرفها المواطنون.
وحتى الآن، لم يحدد "بينغ" معلومات عن مد مدة حكمه، ربما هو نفسه لم يكون فكرة عما يريد فعله.
يذكر أن نواب الجمعية الوطنية بالصين اعتمدوا تعديلًا دستوريًا ينص على إلغاء القيود على مدة فترة الرئاسة، بحيث يصبح بإمكان رئيس الصين أن يكون منتخبًا كل خمس سنين بدون قيود.