«الاعتداء على السفارات» متنفس الإيرانيين في الخارج ضد نظام الملالي

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

يبدو أن "الاعتداء على السفارات" أصبح متنفس الإيرانيين للتعبير عن غضبهم من انتهاكات النظام وقمعه للاحتجاجات داخل إيران التي يرتكبها بين الحين والآخر.

الفترة الماضية شهدت العديد من المظاهرات الرافضة والفاضحة لانتهاكات نظام الملالي في طهران سواء في داخل إيران أو خارجها، وتنوعت تلك المظاهرات بين الرافضة للانتهاكات والرافضة للفساد الذي يحصد أرواح الإيرانيين.

أحدث تلك الاعتداءات الذي طال السفارة الإيرانية في لندن مساء أمس، من قبل عناصر مؤيدة للمرجع الديني المعارض صادق الشيرازي، وأزالت العلم الإيراني ورفعت أعلام المجموعة التي تدعى "خدام المهدي".

وفور وقوع الهجوم حملت الخارجية الإيرانية الحكومة البريطانية مسؤولية الحفاظ على الأماكن الدبلوماسية ودبلوماسيي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فيما أكدت السفارة البريطانية في طهران السيطرة على الموقف، حيث تم القبض على الأشخاص الذين اقتحموا مقر السفارة.

 

سلسلة اعتداءات

لا يُعد هذا الحادث هو الأول من نوعه، فقبل شهرين، وتحديدا في 6 يناير الماضي، اعتقلت الشرطة الهولندية ثمانية أشخاص في لاهاي، بعد أن اقتحموا السفارة الإيرانية، ورشقوا مبناها بالبيض والحجارة احتجاجًا على ممارسات النظام الإيراني وقمعه للاحتجاجات الشعبية داخل إيران.

وفي أربيل بكردستان العراق، اقتحم متظاهرون مقر القنصلية الإيرانية في 21 أكتوبر 2017، وأنزلوا العلم الإيراني من فوقها.

كما شهدت حديقة السفارة الإيرانية في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن في 19 يناير 2017 اقتحام 6 إيرانيين لنشر لافتات معادية للنظام في طهران.

وعقب الحادث، استدعت الخارجية الإيرانية السفير الدنماركي في طهران للتعبير عن الاحتجاج على نقص إجراءات الحماية لسفارتها.

كما تظاهر العشرات من الأشخاص أمام السفارة الإيرانية في منطقة ليدينجو بالعاصمة ستوكهولم في 14 مايو 2010، للتنديد بأحكام الإعدام التي تقوم بها الحكومة الإيرانية في طهران، حسب "راديو السويد".

أزمة وجودية

وحول تعبير بعض الإيرانيين عن غضبهم ورفضهم لما يقوم به نظام الملالي من قمع، يقول الباحث في الشأن الإيراني محمد عبادي مدير مركز "جدار" للدراسات: "مثّلت الانتفاضة الشعبية الأخيرة في إيران، نقطة انطلاق حقيقية لرافضي منهج ولاية الفقيه الذي أسسه الخميني إبان الثورة الإيرانية في عام 1979".

ويضيف عبادي في تصريحات لـ"التحرير": "عقب هتاف المتظاهرين الإيرانيين في أغلب المحافظات الإيرانية بسقوط نظام ولاية الفقيه، والموت للديكتاتور خامنئي، اهتزت على الفور صورة نموذج ولاية الفقيه في عيون شيعة العالم التي تنصب إيران من نفسها وصيّا عليهم، من بين هؤلاء الشيعة، شيعة العراق، الذين صبوا غضبهم على نظام الملالي عقب اعتقال المرجع الشيعي حسين الشيرازي في قم، وهتفوا في مظاهرات حاشدة بالموت لخامنئي، وسقوط نظام ولاية الفقيه من قلب كربلاء التي تعد قبلة الغالبية العظمى للشيعة في العالم".

وأوضح مدير "جدار": لم تقف الاحتجاجات عند هذا الحد لكنها امتدت إلى العاصمة البريطانية لندن، ولم يكتف المحتجون بالهتافات، لكنهم اقتحموا سفارة طهران، ورفعوا علم المعارضة، وهذا يعني أن النظام الإيراني بات يواجه أزمة وجودية، عقب انهيار نظرية الولي الفقيه في عيون الشيعة، والتي كان ينظر إليها بعين القداسة في الوقت القريب.

لن يؤثر

ويرى عبادي في حديثه لـ"التحرير" أن هذه المظاهرات الاحتجاجية الرافضة للنظام الإيراني وأدواره التخريبية في المنطقة، ستتنوع خلال الأيام المقبلة، ولن تتوقف عند الهتافات أو اقتحام السفارات.

وحول ما إذا كان اقتحام السفارات سيحقق الهدف المرجو منه كوسيلة للضغط أم لا، يشير مدير "جدار" إلى أن اقتحام السفارات هو نوع من الاحتجاج الغاضب، لكن لن يؤثر على النظام على المدى القريب، فالنظام لديه أزمات أكبر في الداخل والخارج، كالانتفاضة المكتومة في الداخل والتي يخشى النظام تكرارها، وكذلك أزمة برنامجه الصاروخي المنظورة أمام مجلس الأمن، لكنه يرى أن هذه الاحتجاجات التي تأتي من مواطنين شيعة من دول أخرى تفقد إيران وصايتها على الشيعة، وتجعل نظرية تصدير الثورة التي يتباهى بها قادة طهران بين الحين والآخر محل شك الآن.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على