ما الذي تريده كوريا الشمالية مقابل وقف تجاربها النووية؟

over 7 years in التحرير

بعد إعلان الرئيس الأمريكي موافقته على الدعوة التي وجهها له الزعيم الكوري الشمالي، لعقد مباحثات مشتركة، أعلن الرئيس دونالد ترامب، أنه لن يلتقي زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، ما لم تكن هناك إجراءات ملموسة تتطابق مع وعود بيونج يانج، حول نزع أسلحتها النووية ووقف التجارب النووية والصاروخية.

بدوره صرح ويليام بيري وزير الدفاع الأمريكي في عهد بيل كلينتون، أن "هذه الدعوة تعد تحسنًا كبيرًا في الدبلوماسية التي كانت تعتمد على الصراخ والإهانات".

فيما أشار النائب الجمهوري إد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى أن "رغبة كيم جونج أون في التفاوض تكشف أن العقوبات التي وقعتها الإدارة الأمريكية أثمرت عن نتيجة".

وقال داريل كيمبول المدير التنفيذي لجمعية مراقبة الأسلحة في واشنطن، التي كثيرًا ما انتقدت نهج إدارة ترامب في التعامل مع كوريا الشمالية إن "هذه أخبار مرحب بها للغاية، حيث يرسل الجانبان إشارات قوية إلى أنهما يرغبان في التوصل إلى حل تفاوضي".

ويبقى السؤال: ما الذي تريده كوريا الشمالية مقابل وقف تجاربها النووية؟

صحيفة "نيويوركر" الأمريكية، قالت في تقريرها اليوم السبت، إن "مطالب كوريا الشمالية قد تشمل إنهاء التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وانسحاب القوات الأمريكية من شبه الجزيرة الكورية، وعقد معاهدة سلام رسمية لإنهاء الحرب الكورية، فضلاً عن تطبيع العلاقات الدبلوماسية، وضمانات عدم الاعتداء، ووضع حد للعقوبات الاقتصادية، وربما المساعدات أيضا".

ورأت الصحيفة أن هذا العرض بمثابة فرصة لا يمكن رفضها، حيث إن نزع أسلحة كوريا الشمالية كان هدفا أمريكيا لأكثر من عقدين، إلا أن الوضع الآن أصبح أكثر تشددا مما كان عليه في أي وقت مضى، لأن كوريا الشمالية أصبحت تملك أسلحة نووية فضلاً عن وسائل إيصالها.

في العام الماضي فقط، أجرت كوريا الشمالية أكثر من عشرين اختبارا صاروخيا، بما في ذلك صاروخ قادر على الوصول إلى أي جزء من الولايات المتحدة، واختبرت قنبلة هيدروجينية، إضافة إلى ترسانتها من القنابل الذرية.

بدوره ألقى بروس كلينجر، كبير الخبراء حول كوريا الشمالية في مؤسسة "هيريتاج" الأمريكية، باللوم على الصفقات الماضية، إذ قال: "كانت جميع الاتفاقات المتعلقة بكوريا الشمالية وثائق قصيرة ذات صياغة غامضة سمحت لكل شخص بإعطاء تفسير مختلف من أجل التوصل إلى اتفاق".

وأضاف: "نحن نحتاج إلى وجود اتفاق أكثر تفصيلاً ووضوحا من أي وقت مضى".

وبالنظر إلى تاريخ الدبلوماسية والقدرات الحالية لكوريا الشمالية، قد لا يكون هناك ما يقنع النظام بالتخلي عن قنابله أو صواريخه، فالقضية الأساسية تكمن في كيفية التغلب على المشكلة المتمثلة فيما إذا كانت كوريا الشمالية مستعدة فعلاً لنزع السلاح النووي، وإذا كان الأمر كذلك، فبأي تكلفة؟ وهل الولايات المتحدة راغبة في تلبية جميع شروطها؟

يبدو أن الجواب لا؛ فإذا تم إعطاء كوريا الشمالية جميع ما تريده، فلن تقوم بنزع أسلحتها النووية، لأنه لا يوجد شيء يضمن أمن البلاد أكثر من السلاح النووي.

Share it on