قتل وتعذيب وهتك عرض.. جرائم الآباء عرض مستمر في حق أبنائهم بالشرقية

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

تظل أحلام الأبوة والأمومة هي الأكثر براءة وشرعية طوال حياة الإنسان قبل قدوم طفله الأول، كي ينعم ببراءته وكلمة تخرج بالكاد من بين شفتي الصغير لتؤكد مسئولية الأب والأم تجاه وليدهما، إلا أن تلك المشاعر للأسف لم تعرف طريقها لعدد من الآباء والأمهات بمحافظة الشرقية، والذين أقدموا على التفنن في تعذيب أطفالهم، بينما أقدم بعضهم على إزهاق أرواح الصغار لا لشيء سوى أن حظهم العثر جعلهم أبناء قتلة في صورة آباء وأمهات.

حبس طفله في البيت من أجل زوجته

لم يجد عامل باليومية، سبيلًا لقلب زوجته الثانية إلا بتعذيب طفله وقُرة عينه؛ إذ فشلت مساعيه لـ«ينال رضا الهانم» زوجته والتي أغلقت جميع أبواب نعيمها في وجهه، وتركت مفتاحها الوحيد بتعذيب نجله الوحيد على يديه إرضاءً لها.

آثار التعذيب فاقت احتمال الطفل «يوسف.أبو الـ.ح» ذي الـ12 ربيعًا، والذي لم ينل من والده سوى السخط والعنف، بعدم حبسه الأخير في منزله لأيام عدة وتفنن في تعذيبه تنفيذًا لرغبة زوجته الثانية.

وما كاد الأب يفرغ من تعذيب نجله، حتى هرب الطفل إلى أحضان جدته «لواحظ.م.ع» ربة منزل، بإحدى القرى التابعة لمركز بلبيس، والتي استمعت لتفاصيل تعذيبه بذهول، قبل أن تهرول إلى مركز شرطة بلبيس لتُقدم بلاغًا في نجلها.

وقالت الجدة، في بلاغها الذي حمل رقم 6621 لسنة 2018 جُنح بلبيس لسنة 2018، إن نجلها «أبو الـ.ح» أقدم على تعذيب طفله «يوسف» 12 سنة، طالب بالصف الأول الإعدادي، ويقوم بحبسه داخل منزله.

وشددت جدة الطفل، على أن نجلها يقوم بتعذيب حفيدها من أجل إرضاء زوجته الثانية؛ حيث إنه منفصل عن زوجته الأولى (والدة الطفل) فيما يُقيم حفيدها مع والده بالمنزل.

تُعذب طفلتها لإرضاء زوجها الثاني

واقعة الطفل «يوسف» لم تكن الأولى من نوعها، حيث جاءت بعد 3 سنوات على واقعة هزت أرجاء الشرقية، بعدما تجردت إحدى السيدات من مشاعر الأمومة، وأقدمت على حرق نجلتها وكيّها في عدة أماكن بجسدها بمساعدة زوجها الثاني؛ حتى تنال رضاه.

وأشارت أوراق القضية إلى أن الأم «سماح.ال..ر» 30 عامًا، أقدمت على حرق جسد نجلتها الطفلة «ريماس محمد عبدالحميد إبراهيم» 4 سنوات، وكيها بمساعدة زوجها الثاني «محمد.ع» 25 عامًا، من أجل أن تنال رضا الأخير.

تصرف الأم لم يكن مفاجأة مقارنةً بتفاصيل انفصالها عن والد الطفلة، والذي روى تفاصيل خيانتها له، مؤكدًا أن زواجهما استمر قرابة 14 عامًا، رزقهما الله فيها بـ 3 أطفال، إلا أنه اكتشف بعد فترة من الزواج أن أم أطفاله على علاقة بنجل عمته (المتهم الثاني)، فما كان من الزوج إلا أن طلق زوجته وحصلت الأخيرة على طفلته «ريماس» بموجب حكم المحكمة.
لم تتوقف تصرقات الأم غير المسئولة عند حد الخيانة، بل سعت لإرضاء عشيقها بشتى الطرق بعدما أصبح زوجها «فجأة» وفقًا لحديث والد الطفلة، والذي أفاد في بلاغه الذي حمل رقم 7389 جُنح منيا القمح لسنة 2016، بأن طليقته اختفت بطفلتها لفترة بمحافظة الإسماعيلية قبل أن تعود إلى القرية برفقة المتهم، وذلك بعد زواجها منه عرفيًا.

وما كاد الرجل يفيق من صدمته الثانية في أخلاق طليقته، حتى فوجئ بأنها تقوم بتعذيب الطفلة إرضاءً لزوجها، فيما تمكن ضباط المباحث من ضبط الأم المتهمة وزوجها.

وروت الطفلة «ريماس» للنيابة العامة واقعة تعذبها، قائلةً إن زوج والدتها «كان بيسخن المعلقة على النار ويحطها على جسمها، وكمان كان بيطفي السجاير في جسمها وهي مولعة كل ما كانت تقول إنها جعانة».

وبعد سنوات من تداول القضية في أروقة المحاكم، عاقبت محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار محمود الكحكي، الأم وزوجها الثاني، بالسجن لمدة 3 سنوات لكلٍ منهما.

مزق أجساد زوجته وطفليه بـ«بلطة»

قد يعصف الغضب والاكتئاب بأخلاق صاحبه ويدفعه لكره كل من حوله، لكن أن تمتد يد هذا الغاضب أو المكتئب إلى أعناق أطفاله وزوجته تسلب منهم الحياة وتشرع في تمزيق جثثهم فبالتأكيد نحن أمام قضية غير اعتيادية.

على بُعد أمتار قليلة من مدخل قرية «الشيخ جبيل» التابعة لمركز أبو حماد، عاش «محمد.الـ.م» 35 عامًا، من ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم والبكم)، عامل بشركة «مصر للبترول» بمدينة العاشر من رمضان، حياة هادئة مع زوجته «سها.ع.م» 33 عامًا، من ذوي الاحتياجات الخاصة هي الأخرى (الصم والبكم)، واستمرت حياتهم معًا لـ9 سنوات رزقهما الله فيها بطفلين «يوسف» 8 أعوام، و«مريم» 6 أعوام.

سنوات السعادة توقفت بصورة مفاجئة بعدما أصيب الزوج بحالة انفصام حاد في الشخصية، وساءت حالته النفسية للدرجة التي جعلت يداه تعرف طريقها للتعدي بالضرب على زوجته لأيام طويلة والتشاجر معها لأتفه الأسباب.

تردي حالة الزوج أثارت حفيظة والده، الذي لم يعهد نجله على هذا التغير، فما كان من الأخير إلا أن اصطحبه إلى مستشفى «أبو العزايم» بالقاهرة، وهناك حصل الوالد على خطاب لدخول نجله المستشفى صباح اليوم التالي، إلا أن القدر كان يُخبئ سيناريو مخالفا يحمل نهاية مؤلمة للأسرة وجميع أفرادها، بعدما تذكرت تفاصيل مشاجرة وقعت بينه وأهل زوجته قبلها بأسبوع، وأن أهلها تعدوا وقتها عليه بالضرب.

ذكرى المشاجرة لم يكن مرورها كريمًا على عقل الزوج، والذي انتابته حالة هياج وأقدم على ضرب الزوجة وطفليها في ساعات متأخرة من الليل، فما كان من الزوجة إلا أن حاولت الاستغاثة بمن ينقذهم من يديه.

ولما رأت الزوجة أن زوجها في حالة هياج شديدة، حاولت غلق باب غرفة النوم عليها، إلا أن المتهم تمكن من اقتحام الغرفة وتعدى على زوجته وطفليه وأنهى حياتهم قتلًا بالسكين، ثم حملهم إلى حمام المنزل ومزقهم إلى أشلاءً مستخدمًا في ذلك «بلطة»، قبل أن يضع الملابس التي كان يرتديها وقت الجريمة داخل جردل بلاستيك، ويذهب إلى والده يطلب منه الذهاب معه إلى نقطة الشرطة.

ولم تكد تمر أشهر قليلة حتى أسدلت محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار علاء شجاع، قرارها بالتصديق على قرار الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، بالإعدام شنقًا للمتهم؛ بعدما تبين أنه كان في كامل قواه العقلية وقت وقوع الجريمة.

يهتك عرض طفلته وأمها تُبلغ عنه

لو سألت أي إنسان عن حلمه تجاه طفلته سيخبرك على الفور: «أشوفها مستورة في بيتها مع ابن الحلال وأطمن عليها»، وبالطبع الاطمئنان هنا يتعلق بعبارة يرددها الآباء بفخر وقت عقد زواج بناتهم «البكر والرشيد» دلالة على حُسن الأخلاق والتربية والعفة، إلا أن ما حدث بدائرة مركز ثان الزقازيق جاء مغايرًا لكل ما سبق؛ إذ تجرد أب من دوره ومشاعر الحب وتحول إلى ذئب بشري وقع في براثن شهوته تجاه طفلته ليعاشرها معاشرة الأزواج.

كأي أم شعرت والدة الطفلة بتغير سلوك طفلتها التي لم تكمل عامها الـ17، بعدما بدت حزينة وصامتة على غير عادتها، وما هي إلا ساعات قليلة فصلت بين الشك والحقيقة التي تأكدت منها الأم، وأن زوجها «ف.س.م.س» عامل، تعدى جنسيا على نجلتهما «ل» وهتك عرضها كرهًا عنها، لتُقدم بلاغًا رسميًا تتهمه فيه بذلك ويتم ضبط المتهم.

وفور التأكد من صحة الاتهام وعرض الطفلة على الطب الشرعي، أحالت محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار علاء شجاع، رئيس المحكمة، أوراق الأب إلى الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، وحددت المحكمة جلسة منتصف مارس المُقبل للنُطق بالحكم.

يُعذب طفله حتى الموت لتبوله على نفسه

كعادتها خرجت «فاطمة» إلى الشارع تقضي نهارها في بيع المناديل، حتى تستطيع توفير مصاريف طفلها «وليد» وإيجار المنزل، إلا أن زوجها كان دائم التعدي على الطفل بالضرب، خاصةً أنه سبق أن حرقه في أماكن حساسة بجسده.

وما هي إلا ساعات حتى فرغت الأم من عملها وعادت إلى بيتها تحمل بضعة جنيهات جلبتهم من عرقها لمعاونة زوجها النقاش على مصاعب الحباة، إلا أن الأخير فاجأها فور عودتها للمنزل بقوله: «أنا ضربت وليد علشان عمل حمام على نفسه، وهو نايم دلوقتي.. سيبيه نايم».

كلمات الزوج أثارت شكوك زوجته وحركت قلقها تجاه وحيدها، لتهرول إلى طفلها وتوقظه عسى أن يستجيب لها، إلا أنه لم يستجب، فحملته وتوجهت مسرعة إلى مستشفى «بلبيس» المركزي، ليؤكد لها الأطباء أن الطفل فارق الحياة.

وأمام النيابة العامة، وقفت والدة الطفل تُدلي بمعلوماتها عن الحادث، منوهةً بأنها تعمل بائعة مناديل ومتزوجة من «هشام.م.ع» 38 عامًا، منذ 5 سنوات، حيث انفصلت عن زوجها (والد الطفل) لسنة ونصف، ثم عادت إليه مرة أخرى، وأن زوجها من مدينة حلوان، ويعمل نقاشًا، وكان يتردد عليها من وقت لآخر في منزل إيجار بمدينة بلبيس.

وأشارت الأم إلى أن زوجها عذب طفلهما وضربه حتى الموت؛ لتبوله على نفسه أثناء نومه، قبل أن يلوذ بالفرار وقت اكتشافه وفاة نجله، فيما تم ضبط الأب المتهم وحبسه، قبل تُصدق محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار محمد وفيق، رئيس المحكمة، على قرار الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، بالإعدام شنقًا بحق الأب.

شارك الخبر على