أسبوع رياضي حافل بمواقف الأخيار وأسرار الانتخابات

أكثر من ٧ سنوات فى المدى

 هدية الملك تكافىء جميل السفيرة.. والرئيس حمود لم يجد مقعداً في رابطة!
 بغداد/ إياد الصالحي
ضربت الرياضة العراقية منذ مطلع آذار الحالي مواعيد متضاربة في مكنوناتها واعتباراتها وانعكاستها على مشهدها اليومي مع مواقف مفرحة ومحزنة وفي نفس الوقت عبّرت بشكل واقعي عما تواجهه من نقلات نوعية في العلاقات العراقية العربية، ومتغيّرات بائنة لسلوكيات أبنائها مع بعضهم البعض ليس دفاعاً عن مصلحتها، بل طمعاً بمقعد في واجهة إحدى مسؤولياتها، فيما لم يزل آخرون يحفرون الصخر بحثاً عن منفذ آمن يعيد لها وقارها الضائع في صراعات وتكتلات لم تألف مناكفاتها سابقاً على نطاق واسع من مفاصلها الواهنة وتضاؤل نسب شفائها من عُقد الماضي المكبِّلة للإرادات والمؤثرة في القرارات لاسيما الستراتيجية منها.
هدية سلمانبعد سنين عجاف في العلاقات العراقية السعودية، وما تسبّبت به أزمات المنطقة من حروب وحصار في قطع الود بيننا وبين أبناء المملكة، أثبتت كرة القدم أنها خير سفيرة للمّ الشمل ومداواة الجراح بين الشعوب وفتح قنوات التواصل الرسمية على مستوى القادة، وجاءت مهاتفة ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي يوم 5 آذار الحالي لتثني على دور الرياضة العراقية في احتضان البصرة بعثة المملكة والحفاوة البالغة بهم ليسوا كضيوف، بل أشقاء انتظرنا زيارتهم منذ سنين طويلة، وما أهداء الملك سلمان ملعباً للعراق إلا مكافأة للكرة برسالتها الإنسانية المؤثرة في أطفاء نار التعصّب والتمسّك بحبل السلام للنجاة من كمائن الفتن.
خسارة ناجح!وفي أتجاه آخر، يبدو أن البعض لم يستوعب درس الاصطفاف المصلحي الذي عانته أسرة كرة القدم خلال انتخابات مجالسها التنفيذية للاعوام الماضية، وراحوا ينقلوا تجاربها المُرّة هذه المَرّة الى قاعة انتخاب رئيس وأعضاء رابطة المدربين العراقيين الذين حضر 82 منهم حملة شهادة (A) لممارسة العملية الديمقراطية كما يفترض، إلا أن رئيس الاتحاد ومدرب نادي النجف والمنتخب الوطني سابقاً ناجح حمود رفض الاستمرار في لعبة انتخابية مرسومة النتائج سلفاً، متهماً الاتحاد ممارسته ضغوطاً على عمومية المدربين لإقصائه خشية استفادته من تمثيله لها في انتخابات 31 أيار المقبل، وبعيداً عن صحّة اتهامه من عدمه، نرى أن اللعبة خسرت ناجحاً لسببين أولاً أن ممثل الرابطة في العمومية قحطان جثير ومن معه في إدارتها غير متفرّغين للعمل الإداري بحكم ارتباطاتهم التدريبية وانهماكهم ببرامج التحليل الفني، وثانياً وجود ناجح في الاتحاد وما يكتنزه من خبرة وعلاقات أجدى وأنفع بغض النظر عن دخوله منافساً للرئيس أو شغله أحد المناصب أو عدم الترشّح، فثقافته وأدراكه مسؤوليته ورؤيته لواقع اللعبة كانت ستخدم العمومية في اجتماعاتها - برغم ندرتها - لتقييم العمل، لكن شعوره بالإقصاء قبل بدء عملية التصويت يؤشر أنه غير مرحّب به ما دعاه لتفسير الأمر أن هناك توجّس من متنفّذين في الاتحاد من خسارة مواقعهم في حال وجد الطريق سالكاً الى العمومية بعد غلق منفذ الكوفة!
قناعة درجالوفي سياق الانتخابات، غادر نجم الكرة السابق عدنان درجال أمس الأربعاء فندق ضيافته بدعوة من وزارة الشباب والرياضة متوجّهاً صوب العاصمة القطرية الدوحة حيث يقيم مع عائلته هناك منذ 21 عاماً، بعدما سنحت له زيارة بغداد للفترة من 12 شباط لغاية 7 آذار 2018 فرصة معايشة أجواء الرياضة ميدانياً وما بلغته من رقيّ على مستوى البنية التحتية والعلاقات بين الشخصيات المسؤولة وبقية العاملين في منظومة كرة القدم بالدرجة الاساس التي رغب وأفصح عن نيته بالترشّح لرئاسة اتحادها في الانتخابات المقبلة، واعداً عبر كلمة قصيرة باتصال هاتفي مع (المدى) قبيل ساعات من مغادرته بأنه سيدرس كل جوانب الترشيح وبرنامجه المعد لإنقاذ اللعبة عبر تعزيز دور الجمعية العمومية التي تضمّ اسماء مهمة آن الأوان أن تكتب فصلاً جديداً لا تبعية فيه إلا لمصلحة العراق، وإذا ما توفرت القناعة التامة بأن مهمّته المخطّط لها ستجد العون والتنفيذ من العمومية لن يتردد في العودة ثانية ويقدم ورقة ترشحه رسمياً. إنتهى حديث درجال لكنه لم يجبْ عن كيفية الدخول الى عمومية الاتحاد؟ ربما يبادر نادي الطلبة الذي سبق أن مثله للاعوام (1980-1984) بمنحه ورقة تمثيله لاسيما أن يونس محمود سيدخل ممثلاً لرابطة اللاعبين الدوليين السابقين، سيناريوهات عدة لا يمكن التنبؤ بها حتى موعد فتح باب الترشح يوم 15 آذار الحالي.
انقلاب شنيشلومثلما لم يكن يتوقع المدرب راضي شنيشل أن تعبس ظروفه الفنية في وجهه خلال قيادته الأسود في تصفيات كأس العالم 2018، فوجىء بتأخّر فريقه القوة الجوية أمام فريق المالكية البحريني بثلاث أهداف مقابل لاشيء حتى الدقيقة الثامنة والعشرين في مشهد لا يحسد عليه لاسيما انه تصدى لمسؤوليته الجديدة مراهناً على ثقته بنفسه عقب تلقيه انتقادات موجعة أوغل البعض بها لغايات معروفة، لكنه عاد ليؤكد صواب فكره ونجاحه بانقلاب فني كبير انتزع في نهايته فوزاً مستحقاً بنتيجة (4-3) بعدما تلافى أخطاء الشوط الثاني في العمق الدفاعي وغيّر من ستراتيجية الضغط الهجومي ولم ييأس حتى خرج منتصراً بنقاط ثلاث ردّت له الاعتبار كاملاً في محفل آسيوي برسم الدفاع عن سمعة الكرة التي آلمها الخروج من تصفيات المونديال لكنها تبقى متفائلة بقدرات أبنائها المدربين وتفتخر بصنائعهم الوطنية الفاخرة مع الأندية والمنتخبات.

شارك الخبر على