العمود الثامن "ثروة" وطنية

حوالي ٦ سنوات فى المدى

حيثما أجد موضوعاً عن رئيس الأوروغواي السابق، خوسيه موخيكا أقرأه. صحيح إننا لن نحظى في يوم من الأيام بمثل هذه الشخصيات، لكننا جميعاً نتذكر عبد الكريم قاسم الذي رفض أن يجلس في قصر رئاسي. فقط مشتمل بسيط في البتاوين. وعندما أراد تحقيق حلمه عن الدولة العادلة ضمّ إليه محمد حديد وناجي طالب وإبراهيم كبة ونزيهة الدليمي ومصطفى علي وهديب الحاج حمود وعبد اللطيف الشواف. اليوم نحن نبحث عن دعاة دولة الخراب ، فكان لابد أن نعيد تأهيل عباس البياتي وحنان الفتلاوي وجمال الكربولي ونضيف إليهم بهاء الاعرجي الذي اكتشف " مشكورا " إن "السياسيين الذين جاءوا عقب الاحتلال هم مَنْ صنع الطائفية بالمجتمع العراقي ".خلال فترة حكمه التي استمرت أربع سنوات فقط سيطر موخيكا على المشهد السياسي والاجتماعي، ليس في قارة اميركا اللاتينية فحسب، وإنما في معظم بلدان العالم التي تحلم برئيس لا يمتلك إسطول سيارات وإنما فولكس واكن عتيقة، ويعيش في منزل صغير في الريف ويتبرع بمعظم راتبه للاعمال الخيرية، يعلق على لقب أفقر رئيس قائلاً: "لست أفقر الرؤساء، الأفقر هو من يحتاج الى الكثير ليبقى على قيد الحياة، إن أسلوب حياتي هو نتاج جراحي، أنا ابن تاريخي.. مرّت عليّ سنوات كنت لأسعد خلالها لوكان لدي فرشة أنام عليها ".. سيرة هذا العجوز الطيب إلى سنوات كان فيها اليسار الثوري بمثابة الملهم بالنسبة للشباب في كل بقاع الارض.كلما كتبت عن تجارب الأمم وقصص الشعوب، أجد في اليوم التالي من يعاتبني، لأنني أترك هموم هذه البلاد، وأنباء معركة كسر العظم بين مشعان والمطلك، وآخر تغريدات زعيمة إرادة، ولأن مايجري في هذه البلاد العجيبة ليس من اختراعي، وتقلبات الساسة واهوائهم خارج همومي، ومع ذلك فان البعض يعتبر ما يجري حولنا مجرد وجهات نظر لا تعني هذا الشعب المطلوب منه دوماً أن يحافظ على حياة الساسة لأنها ثمينة ونادرة يحذرنا الوزير السابق والمستشار الحالي طورهان المفتي من التفريط بها وهو يبتسم " للمدني " أحمد الملا طلال إن: " استخدام المسؤول لموكبه لا يدخل ضمن استغلال المال العام من باب الحفاظ على حياته.. ليس من المعقول أن يستخدم " التكسي " سوف أترك الكلام لموخيكا: " أن رئيس الجمهورية موظف يُنتخب لملء منصب معين، ليس ملكاً ولا هو إله ولاهو ساحر القبيلة.. انه موظف حكومي واعتقد إن أفضل طريقة للعيش هي أن يعيش المرء مثل أكثرية أبناء الشعب الذين نحاول أن نخدمهم ونمثلهم".

شارك الخبر على