«تهديد وارتباك أمني واعتقالات».. الأزمة تشتعل بين تركيا وأمريكا
over 7 years in التحرير
مع تزايد الحملات القمعية بحق المعارضين في شوارع تركيا، بدأ التوتر بين أنقرة وأمريكا يلوح فى الأفق، خاصة بعد التهديد بتنفيذ عمليات إرهابية في سفارة الولايات المتحدة بإسطنبول.
التهديدات التي تلقتها الإدارة الأمريكية، من شأنها أن تزيد من حدة التوترات مع الدولة العثمانية، وذلك في ظل تأكيدات حول استعانة أردوغان بالجيش السوري الحر والمُصنف كجماعة إرهابية، من أجل السيطرة على المنطقة الشمالية "عفرين" وإنهاء وجود الأكراد.
إعلان واشنطن إغلاق سفارتها بتركيا لإشعار آخر، يؤكد أن أنقرة تشهد حالة ارتباك أمني شديد في ظل استمرار حملات الاعتقالات التركية على المعارضين، وعملية غصن الزيتون العسكرية على عفرين.
ورغم أن السلطان العثماني، أبدى أسفه على تسليح الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، فإنه قرر تعزيز قبضته الأمنية في محاولة لرأب الصدع مع الجانب الأمريكي، خاصة أن أنقرة شهدت في السنوات الأخيرة أحداثًا دامية أبرزها التفجير الانتحاري الذي استهدف السفارة الأمريكية، وتبناه تنظيم يسارى متطرف.
وفي هذا الصدد، نفذت السلطات التركية حملة أمنية مكبرة، اعتقلت خلالها 12 شخصًا بذريعة انتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي، بحسب "الأناضول".
لكن عندما يأتي الحديث من حاكم أنقرة بأنه تم اتخاذ تدابير أمنية إضافية بعد أن أشارت معلومات مخابراتية من مصادر أمريكية إلى احتمال وقوع هجوم يستهدف السفارة الأمريكية أو أماكن يقيم فيها رعايا أمريكيون، فلا شك أن أنقرة لا يمكنها رصد العناصر الإرهابية على أراضيها، وذلك نظرا للحملات القمعية التي تطال جميع المعارضين.
أما المثير في الأمر فهو أن وكالة "الأناضول" حاولت التنصل من الإنذار الأمريكي للقيادة التركية، مكتفية بالإشارة إلى أن العملية كانت متوقعة، وأن الأشخاص الموقوفين من جنسيات أجنبية، ويعملون في تجنيد مقاتلين لتنظيم داعش، وكانت لديهم صلة بمناطق الصراع.
التضارب الذى بدا واضحا بين حاكم أنقرة والوكالة الرسمية للدولة العثمانية، هو مؤشر كبير على الأزمة بين أردوغان وترامب حاليا، وقد تصل إلى حد القطيعة، خاصة بعد رفض واشنطن اتهامات السلطان العثماني بشأن تقديم أسلحة ثقيلة للأكراد.
السؤال هنا: هل تسعى تركيا لكسب ود أمريكا مجددًا؟
بالعودة إلى الوراء قليلًا نجد أن الخلافات بين واشنطن وأنقرة ليست وليدة اللحظة، خاصة أن الولايات المتحدة علقت جميع خدماتها مع تركيا، على خلفية اعتقال موظف يعمل في القنصلية الأمريكية في إسطنبول بتهم عديدة تتعلق بالانتماء لجماعة فتح الله جولن والتجسس، بحسب صحيفة "القدس".
أما الأمر الذي قد يضع تركيا في مأزق، فهو عزم الولايات المتحدة نقل قاعدة أنجرليك العسكرية في تركيا إلى منطقة حرير بمحافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وفقًا لمصادر عراقية.
المصادر أكدت عبر صحيفة "الوطن" السعودية، أن فريقًا فنيا أمريكيا يضم خبراء ومستشارين عسكريين أمريكيين، قام مؤخرًا بعمليات مسح في منطقة حرير تمهيدًا لبناء المنشآت الخاصة بالقاعدة، وذلك بعد ترحيب إقليم كردستان بزيادة الوجود الأمريكي بوصفه طرفا ضامنًا لتفادي اندلاع أزمات محتملة بين بغداد وأربيل.
الغريب في الأمر أن التوتر بين البلدين لم يُعطل التعاون العسكري، وذلك بعد أن أعلن أوزغور دره باشي مساعد المدير العام لمجموعة شركات (Best Grup) التركية الرائدة في مجال الصناعات الدفاعية، بأن أنقرة تعتزم تصدير أنظمة التحكم عن بعد إلى الولايات المتحدة الأمريكي، وذلك بعد أن أثبتت نجاحها في العملية العسكرية في عفرين، بحسب "مأرب اليمنية".
يمكننا القول إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن لن تصل إلى نهايتها، وإن التعاون سيظل قائمًا مهما بلغت التحديات، وذلك من أجل المصالح الجيوسياسية لكلا البلدين.